استضافت ندوة الثقافة والعلوم، في الجلسة الرابعة من صالونها الشعري الأسبوعي، الذي يقام بمقرها بدبي مساء أمس الأول الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم الحائز على جائزة الدولة التقديرية مؤخراً، وقدمه في الأمسية الإعلامية شيخة المطيري.
وبدأ الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم الأمسية بعدد من القصائد التي تعبر عن مزاج شعري خاص ومختلف ينزع باتجاه الرمزي المملوء بالإشارات والقائم على الاستعارة الواسعة المعبرة عن تجربة إنسانية ذات طابع ميتافيزيقي غالباً، فيستعير وجوهاً وشخصيات وأحداثاً لم تحدث لكنها قد تحدث:
“عدْتَ من غربة الروح
حتى تكحل عينيك مثلي
بالعالقين بمنقار قلبك،
ألفيتهم يسقطون
بوادي الجحود تباعا،
فكحّلْتَ عينيكَ بالومت،
عدتَ لتشهد فوق الثرى
مصرعي يا صديق
وأشهد فوق الذرى
مصرعك”.
كما قرأ إبرهيم محمد إبراهيم أيضاً العديد من القصائد التي من بينها: التمثال، وأطلقني في دنيا الحب حماماً أبيض، وإذا ما فاض منك الندى، ومزدحم بي، ولست على عجل، وعنَّ لي، وتدحرج قلب الفتى، ولغزة قلبي، والمهرج، والنورس، والسقف، وعنترة التي يقول فيها:
“قام من قبره ينتفض...
سار إلى خارج المقبرة.
قال لي:
كيف هم معشر الشعراء هنا؟
قلت مختلفون،
على مَنْ يكون الأمير...
فعاد إلى قبره،
عنترة”. غير أن القراءة لم تكن متصلة بل متقطعة، حيت جرى تقديم العديد من المداخلات التي قدمها الحضور فأشار عبدالغفار حسين عضو مجلس إدارة الندوة إلى ضرورة أن تكون لدى الشاعر رسالة هي فكرة واضحة ينبغي عليه أن يوصلها إلى الجمهور، في حين قال بلال البدور المدير التنفيذي بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، إن الشاعر يخطط لقصيدته، لكن مدى قبولها من متلقٍ لآخر دون أن يمنع ذلك وجود نوع من الإيحائية أو الإشارية إلا أن الغموض في الشعر مرفوض، بحسب ما قال.
وفضلاً عن ما جرت تسميته بالتشخيص في قصائد إبراهيم محمد إبراهيم، فقد أخذت مسألة الغموض في الشعر أغلب الجدل ليرتفع أكثر من صوت في دعوة المراكز الثقافية والتعليمية إلى ضرورة الاهتمام بتعليم أوزان الشعر للناشئة والتركيز على الأدب المكتوب بـ”العربية” الفصحى.
واختتمت جلسة الصالون بالدعوة إلى قراءات لقصيدة تاريخية للدكتور أحمد أمين للأسبوع المقبل، وهي قصيدة لم تنشر من قبل وتنتمي إلى ما يطلق عليه “أدب التشيع” وتتكون من قرابة 115 بيتاً من الشعر، وذلك بمناسبة الدخول في شهر محرم