21 يونيو 2012
السيد حسن (الفجيرة) – تواصل هيئة الفجيرة للسياحة والآثار تنفيذ خطتها الشاملة لإعادة إحياء كافة المواقع الأثرية القديمة في الإمارة والتي تشمل أعمال الترميم الخاصة بالقلاع والحصون المنتشرة في مدن ومناطق الفجيرة والتي يتجاوز عددها قرابة 20 موقعا.
وتقوم البعثة الفرنسية حاليا بأعمال التنقيب في مواقع مختلفة أهمها مسافي والتي أسفرت عن اكتشاف أكبر مستوطنة بشرية للسكان في المنطقة ويعود تاريخها إلى عصرين مختلفين نسبيا هما عصر الحديد الثاني والعصر البرونزي المتأخر في حدود الألف الثاني قبل الميلاد، بحسب سعيد السماحي مدير عام الهيئة.
وقال السماحي إن أعمال الترميم الخاصة بقلعة مسافي والبثنة والسياج المقام حولهما سوف تنتهي في شهر أغسطس القادم.
وأكد السماحي أن الهيئة ستبدأ العمل على ترميم موقع جديد هو قلعة دبا الفجيرة وهو الأكبر بالنسبة للموقعين السابقين من حيث المساحة الإجمالية وذلك في أواخر العام الجاري.
كما يشمل المشروع الجديد لأعمال الترميم الخاص بالقلاع والحصون ترميم قلعة سكمكم التي من المنتظر أن يبدأ العمل بها في أوائل العام القادم بعد الانتهاء من كافة الدراسات الأثرية التي يقوم بها خبير الآثار الايطالي بالهيئة.
ولفت مدير عام هيئة الفجيرة للسياحة والآثار إلى أن الهيئة سوف تستكمل خطتها الثانية الخاصة بأعمال التنقيب حيث من المتوقع أن تبدأ في شهر نوفمبر المقبل استكمال التنقيب في محيط الموقع الأثري الجديد الذي تم اكتشافه في مسافي وهو عبارة عن مستوطنة بشرية كاملة تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد.
وقال السماحي هناك أربعة مواقع أثرية في مسافي الفجيرة تم اكتشافها تباعا غير أن أعمال التنقيب شملت ثلاثة مواقع من الأربعة وجميعها تقع في محيط واحد ومتقارب نسبيا حيث يقع الموقع الأثري الأول المكتشف داخل مزارع النخيل غرب مسافي وفيه تم الكشف عن مبان عدة متراكبة فوق بعضها البعض بطراز معماري فريد من نوعه.
أما الموقع الثاني الذي تم اكتشافه مؤخرا فسنعمل على تطويره في الفترة المقبلة ضمن خطة طموحة لإحياء الآثار القديمة في الفجيرة فهو عبارة عن مبنى محصن تم تشييده أسفل منحدر جبلي صخري وسوف نسعى خلال الشهور القادمة في البدء من جديد على استكمال جميع أعمال التنقيب والحفريات في هذا الموقع الذي يعد من أثمن المواقع نظرا لتوغله في الحقبة البرونزية من العصور القديمة.
وأكد السماحي سعي الهيئة للمضي قدما في كشف أسرار الموقع الأثري الثالث الذي تم اكتشافه قبل فترة ولم تستكمل أعمال التنقيب بشكل تام فيه وهو عبارة عن مبنى مشيد بطريقة تبدو وكأنه معبد من العصور القديمة لما وجد فيها من أشكال مختلفة من التماثيل البرونزية والأحاجي والفخاريات المزينة بأشكال الثعابين وغيرها.
وكشف الموقع الأثري الرابع في مسافي عن مستوطنة سكنية ظهرت معالم البناء والتشييد بها بشكل واضح وجلي خلال أعمال التنقيب الأخيرة وسوف نعمل على إحياء تلك المواقع الأثرية الموجودة بمسافي بشكل يعيد للفجيرة بريقها القديم ويبرهن للقاصي والداني أن أرض الإمارات كانت جزءا من العالم القديم تتفاعل معه وتتأثر به وفيه.
وتابع سعيد السماحي بان هيئة الفجيرة للسياحة والآثار ووفقا للاتفاقية المبرمة مع البعثة الوطنية الفرنسية للآثار للكشف والتنقيب عن الآثار في الفجيرة ستعمل مع بداية شهر نوفمبر القادم وعلى مدى شهرين ونصف التنقيب عن المزيد من المواقع الأثرية في مسافي ومناطق الفجيرة الأخرى كما ستعمل على الكشف عن المزيد من المعلومات عن القناة المائية “الفلج” التي تم اكتشافها مؤخرا والى أي زمن يعود.
وقال إن الهيئة تعمل حاليا على دراسة مشروع طموح يستخدم خاصية عرض آثارها وقلاعها القديمة من منظور ثلاثي الأبعاد بعد توقيع اتفاقية شراكة مع جامعة راميت الأسترالية المتخصصة في التقنيات، ويتيح البرنامج الجديد رؤية تلك الآثار والقلاع عبر جوجل ارث بخاصية ثلاثية الأبعاد.
وتقوم الهيئة حاليا على إعادة إحياء القرية التراثية الجديدة بعد تسلمها من بلدية الفجيرة، ومن المقرر إقامة العديد من الأجنحة الخاصة بكافة مناحي الحياة وصورها في الفجيرة قبل سنوات عديدة، بما فيها الحياة البحرية والبرية وحياة البدو وغيرها، وسوف نستخدم خاصية الصوت والضوء في عرض جميع المقتنيات التراثية بالقرية.