تامر عبد الحميد (أبوظبي)
كرّم صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، عضو مجلس إدارة «بيروت إنستيتيوت»، 5 شخصيات عربية بجائزة «التميّز الاستثنائي»، أمس الأول، وهم معالي زكي أنور نسيبة، وزير دولة، والمخرجة اللبنانية العالمية نادين لبكي، وزوجها المؤلف الموسيقي اللبناني ومنتج الأفلام خالد مزنر، والشاعرة السودانية الأميركية امتثال محمود، سفيرة النوايا الحسنة لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، وفاطمة الكعبي، أصغر مخترعة إماراتية، وذلك في حفل أقيم في فندق «سانت ريجيس أبوظبي»، ضمن فعاليات قمة «بيروت إنستيتيوت» في نسختها الثالثة التي انطلقت منذ يومين واختتمت فعالياتها أمس، تحت عنوان «عقد العشرينيات: ماذا نتوقع؟ كيف نستعد؟».
شخصيات استثنائية
يأتي هذا التكريم من قبل قمة «بيروت إنستيتيوت» تقديراً منها للإنجاز والعطاء في المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية والعلمية، ويهدف حفل «بيروت إنستيتيوت» لتكريم التميّز الاستثنائي إلى الاحتفاء بإنجازاتٍ ريادية لوجوهٍ سياسية، ثقافية، إعلامية، رياضية وعلمية، لمعت في توظيف طاقاتها وكفاءاتها لتكريس نهج التغيير والتقدّم، والتنويه بقصص نجاحٍ تشكّل مصدر إلهامٍ لجيل الشباب في المنطقة العربية، وهذا ما تميز به المكرمون في هذه الدورة، نتيجة التزامهم الريادي في ميدان الفكر والإبداع والابتكار، وتركهم بصمة مؤثّرة، شكلت علامة فارقة في مجال عملهم.
واعتبر صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، عضو مجلس الإدارة في «بيروت إنستيتيوت»، الرئيس الشريك للقمّة، أنّ حفل تكريم التميّز الاستثنائي هو مناسبة لتكريم المبدعين والبارزين في المنطقة العربية، فيما أشادت المُؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لـ «بيروت إنستيتيوت» راغدة درغام، بالمكرّمين، معتبرة أن كل ما قدّمه كلّ منهم من مساهماتٍ وإنجازات جعلت منهم شخصيات استثنائية.
حوار الثقافات
أتى تكريم معالي الدكتور زكي أنور نسيبة، وزير دولة، تقديراً لأدائه السياسي والحكومي المتميّز، حيث واكب بدايات نهضة الإمارات ورافق معاليه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ ستينيات القرن الماضي في مختلف محطّاته وزياراته الرسمية الخارجية، فشهد عن كثب إنجازات الشيخ زايد التاريخية في إرساء أسس الاستقرار والازدهار، وتدرّج بين العديد من الوظائف والمناصب السياسية والثقافية والإعلامية، وبمناسبه تكريمه قال معالي زكي نسيبة إنّه لشرف عظيم أن أُمنح هذه الجائزة القيّمة من مؤسّستكم الجليلة بمكانتها المميّزة الإقليمية والعالمية، خصوصاً وسط هذه النخبة المبدعة، فقد تأسّست مؤسّسة «بيروت إنستيتيوت» بهدف تطوير السياسات الاستراتيجية الفاعلة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ونشر مُثل التفاهم والحوار بين الثقافات، والدعوة إلى احترام القانون والعدالة.
وتابع نسيبة: «تأتي القمّة في وقت تمرّ فيه منطقتنا بالصراعات والخلافات والتحوّلات المصيرية التي قد تهدّد مستقبل البشرية، وتؤدّي إلى تصدّع المجتمعات، ما يضعنا أمام تحديات جسيمة لا يمكن التغلّب عليها إلا من خلال تعزيز الثقة والتفاهم بين الشعوب».
قوة ناعمة
وفي كلمة مشتركة، أعربت كلّ من نادين لبكي وزوجها خالد مزنّر عن شكرهما وامتنانهما لمؤسّسة «بيروت إنستيتيوت» على منحهما هذه الجائزة، وأبدى كلّ منهما شغفه بالموسيقى والإخراج، حيث أكّدا أنّ الفن متنفّس يعكس مشاعرنا الحقيقية بأسلوب مبتكر شائق، كما أنّه يحرّر من القيود، وهو القوة الناعمة لتحويل الإحباط إلى فعل إيجابي والغضب إلى حب.
ولفتا إلى أن هناك طريقين للتغيير، الأول بالتعليم والثاني بالفن، غير أن الفن قادر على أن يحدث تغييراً بلحظة من خلال مشاهدة فيلم أو قراءة كتاب أو الاستماع إلى الموسيقى، فالفن هو الطريق الأقصر للقلب والعقل.
هموم اللاجئين
ورأت الشاعرة السودانية الأميركية امتثال محمود أنّ تكريمها من قبل مؤسّسة فكرية تبحث في المستقبل، يحمل معاني ودلالات عديدة، خصوصاً أنها تسعى دائماً لنقل هموم اللاجئين ومعاناتهم وإيصال صرختهم، لافتةً إلى أنّ الإنسانية شعارها أينما ذهبت، لأن الحديث حول الإنسانية هو الحديث الوحيد الذي لا يُواجه بالأحقاد والكره والخلافات، كما قدّمت نموذجاً حياً من شعر (slam).
دعم الشباب
ولتفوّقها في تحقيق إنجازاتٍ تقنية مبتكرة، لاسيّما أنّها تمكّنت من تسجيل 12 اختراعاً باسمها وهي في سن السادسة عشرة، وجهت فاطمة الكعبي أصغر مخترعة إماراتية شكرها لمؤسّسة «بيروت إنستيتيوت» عبر رسالة مسجّلة بطريقة الفيديو من الولايات المتحدة الأميركية، على هذا التكريم المميّز الذي يعني لها الكثير، خصوصاً أنّه يأتي في إطار جهود المؤسّسة لدعم الشباب، وتعزيز دورهم وتنمية مواهبهم، وتسلم الجائزة بالنيابة عنها والدها علي الكعبي.
أوركسترا الإمارات
واختُتم حفل التكريم بأداء موسيقي قدّمته أوركسترا الإمارات السيمفونية للناشئة (EYSO) الأولى من نوعها، إذ تتألّف من موسيقيّين شباب روَّاد في دولة الإمارات وشتّى أنحاء المنطقة العربية، حيث ثابرت الأوركسترا منذ نشأتها عام 1994 على تعزيز المواهب الموسيقية الشابّة، وشاركت الأوركسترا منذ عام 2000 في مهرجانات وفعاليات دولية لموسيقى الشباب، فرفعت اسم الإمارات في رحاب الموسيقى الكلاسيكية، وعام 2007 تمّ الاعتراف بالأوركسترا والمعهد الموسيقي الوطني في دبي، واعتمادهما من قبل The Premier Music College في براغ.