القاهرة (الاتحاد)
امتلكت الفنانة ليلى مراد، التي حملت لقب «قيثارة الغناء العربي»، صوتاً عذباً جعلها تحتفظ بنجوميتها ومكانتها المضيئة في تاريخ الأغنية، حيث قدمت في أقل من عشرين عاماً مئات الروائع، ومجموعة أفلام غنائية واستعراضية.
ولدت ليلى بالإسكندرية في 17 فبراير 1918 لأسرة تعشق الفن، فوالدها هو المغني والملحن إبراهيم زكي الذي اشتهر باسم زكي مراد، الذي قام بأداء أوبريت «العشرة الطيبة» للموسيقار سيد درويش.
وقفت أثناء دراستها في مدرسة «راهبات نوتردام للبنات» في حي الزيتون، في إحدى الحفلات تقلد أم كلثوم وعبدالوهاب وتغني بعض أغانيهما، فنجحت نجاحاً كبيراً، لدرجة أن المدرسة أقامت حفلاً خاصاً قدمتها فيه، وهي تقلد مشاهير المطربين، ورصدت دخله لمصلحة صندوق المدرسة.
وبعدما اكتشف والدها موهبتها، صحبها إلى الموسيقار محمد عبدالوهاب الذي أعجب بصوتها، وطلب من والدها صقل موهبتها، فعلمها العود مع الملحن داود حسني، قبل أن يقيم لها حفلاً على مسرح يوسف وهبي، وكان عمرها 14 عاماً، ونجح الحفل وسافر الأب بابنته إلى المحافظات لتغني في الأفراح والحفلات، واستمر ذلك لخمس سنوات.
وبعد ذلك، غنت في الإذاعة المصرية، وأصبح لها جمهورها واسطواناتها، وكانت أولى الحفلات الغنائية التي قدمتها لها الإذاعة في 6 يوليو العام 1934، وغنت موشح «يا غزالاً زان عينه الكحل»، ثم انقطعت عن حفلات الإذاعة بسبب انشغالها بالسينما، وعادت إليها مرة أخرى العام 1947، حيث غنت أغنية «أنا قلبي دليلي».
بدأت ليلى مراد مشوارها السينمائي بالصوت فقط، في 28 نوفمبر العام 1933، من خلال فيلم «الضحايا»، الذي أخرجه إبراهيم لاما، وقامت ببطولته بهيجة حافظ، التي غنت في الفيلم بصوت ليلى مراد.
وجاء أول أفلامها بالصوت والصورة، في فيلم «يحيا الحب» مع محمد عبدالوهاب العام 1937، ووقع اختيار المخرج محمد كريم عليها لبطولة الفيلم، بعد اعتذار أم كلثوم في اللحظة الأخيرة.
وأثرت ليلى الشاشة الفضية بعد ذلك بـ 26 فيلماً، شاركت في بطولتها أمام نجوم ورواد الفن، ومنهم نجيب الريحاني وعبدالوهاب وأنور وجدي ويوسف وهبي وحسين صدقي وكمال الشناوي ويحيى شاهين وعماد حمدي ومحمد فوزي.
وتعاونت مع كبار المخرجين في ذلك الوقت، ومنهم توجو مزراحي وكمال سليم وأحمد سالم ونيازي مصطفى وهنري بركات وحسن الصيفي ويوسف شاهين، في أفلام «ليلة ممطرة» و«ليلى في الظلام» و«الماضي المجهول» و«الهوى والشباب» و«آدم وحواء» و«شاطئ الغرام» و«سيدة القطار» وغيرها.
كان آخر أفلامها «الحبيب المجهول» مع حسين صدقي 1955، وتزوجت أنور وجدي في العام 1945، بعدما قدما معاً فيلم «ليلى بنت الفقراء»، وتعد تجربتها معه الأكثر نضجاً وإبداعاً، خاصة في مشوارها مع الفيلم الغنائي، حيث كونا ثنائياً لاقى نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وأثمر أفلاماً رائعة، منها «ليلى بنت الأغنياء»، و«قلبي دليلي»، و«عنبر»، و«غزل البنات»، و«حبيب الروح»، و«ليلى بنت الأكابر».
قبل الأربعين
في العام 1955، قررت الفنانة ليلى مراد، وهي في قمة مجدها الفني، اعتزال الغناء قبل أن تبلغ الأربعين عاماً، ورفضت الظهور بعد ذلك رغم الإغراءات الكثيرة، لتحتفظ بالصورة والصوت الجميلين لدى عشاقها، حتى توفيت في العام 1995 عن 77 عاماً.