23 يونيو 2011 19:51
أسبغ الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)على الإمام علي بن أبي طالب، لقب باب الحكمة، لما عرف عنه من غزارة العلم والبلاغة، والتي وضع من خلالها منهاجاً للحياة السوية للإنسان، استناداً على ما تعلمه رابع الخلفاء الراشدين من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
ومن مناقب الإمام علي رضي الله عنه، أنه من المغفور لهم حيث جاء في حديث عبدالله بن مسلمة عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر الله لك وإن كنت مغفورا لك؟
قال: قل لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله ربّ العرش العظيم الحمد لله ربّ العالمين» أخرجه الترمذي.
وعن عائشة بنت سعد قالت: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجحفة فأخذ بيد علي فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أيها الناس إني وليكم» قالوا: صدقت يا رسول الله ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: «هذا وليي ويؤدي عني دَيني وأنا موالي من والاه ومعادي من عاداه» أخرجه النسائي.
و كان للإمام علي كرم الله وجهه أقوال ومواعظ كثيرة منها أنه قال: «إن أخوف ما أخاف اتباع الهوى وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة».
من أقوال علي
وقال الإمام علي أيضا: «ارتحلت الدنيا وهي مدبرة وارتحلت الآخرة وهي مقبلة ولكل واحدة منها بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، اليوم العمل ولا حساب وغدا الجزاء ولا عمل» رواه البخاري.
وللإمام علي فضائل كثيرة نذكر منها، أنه أول من أسلم من الفتيان ، فقد ورد عن زيد بن أرقم أنه قال :«كان أول من أسلم علي بن أبي طالب» (أخرجه أحمد والترمذي وصححه ) وعن ابن عباس قال: «كان علي أول من أسلم بعد خديجة». كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعله منه بمنزلة هارون من موسى ـ عليهما السلام ـ فقد ورد أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ خلفه في غزوة تبوك ، فقال يا رسول الله: تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» ( أخرجه أحمد ومسلم وأبو حاتم ) .
مكانة الإمام
وعن عمر - رضي الله عنه - وقد سمع رجلا يسب علياً فقال: «إني لأظنك من المنافقين؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي :«أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. (أخرجه ابن السمان ).
وليس في هذا ما يشير إلى أنه كان يشترك معه في النبوة كما حاول المدلسون أن يقنعوا به السذج من الناس ، وإنما معناه أن في استخلافه على أهل المدينة بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضل مثل ما لهارون ـ عليه السلام ـ يوم خلف موسى في بني إسرائيل وذهب لملاقاة ربه .
وكان له رضي الله عنه كثير من الأعمال المشهودة له في تاريخ الدعوة وفي حياة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، حيث كان موضع ثقة الرسول الكريم، فكان أحد كتاب القرآن أو كتاب الوحي الذين يدونون القرآن في حياة الرسول. وكان أحد سفرائه الذين يحملون الرسائل ويدعون القبائل للإسلام، واستشاره الرسول في الكثير من الأمور مثلما استشاره في ما يعرف بحادثة الإفك.
وقد شهد بيعة الرضوان وأمره الرسول (صلى الله عليه وسلم) حينها بتدوين وثيقة صلح الحديبية وأشهده عليه.
حكمة في القضاء
ويروى أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) بعث خالد بن الوليد إلى اليمن ليدعوهم فبقي هناك ستة أشهر فلم يجبه أحد فبعث الرسول بعلي إلى اليمن فأسلمت على يديه همدان كلها، وتتابع بعدها أهل اليمن في الدخول إلى الإسلام؛ ولم تكن هذه المرة الأخيرة التي يذهب فيها علي إلى اليمن حيث ولاه الرسول قضاء اليمن لما عرف عنه من عدل وحكمة في القضاء، فنصحه ودعا له، ثم أرسله إلى هناك سنة 8 هـ ومكث به عاماً واحداً. كما ساهم في فض النزاعات وتسوية الصراعات بين بعض القبائل.
وقد ورد في الكامل أنه عند فتح مكة أراد سعد بن عبادة دخول مكة مقاتلاً عكس ما أمر به الرسول حيث أنه أراد دخول مكة بلا قتال، فحين سمع الرسول بذلك أرسل علياً خلف سعد فلحقه وأخذ الراية منه ودخل بها مكة، بعدها أمره صلى الله عليه وسلم بكسر الأصنام التي كانت حول الكعبة، فكانت إيذاناً بعهد جديد في الإسلام وفي تاريخ البشرية.
المصدر: أبوظبي