خولة علي (دبي)
الرحلات الاستكشافية للمصورين هي خطوة جديرة بالاهتمام، لما تقدمه هذه التجربة من خبرة ودراية ومعرفة وتعمق في تاريخ وحضارة وثقافة الشعوب، مع رصد تفاصيل الحياة وأعماقها وبيئاتها وتضاريسها المتباينة، حيث تكشف الصورة عن وقائع مهمة من التاريخ.. وللإبحار أكثر في عالم الصورة، التقت «الاتحاد» بالمصورة الفوتوغرافية منى التميمي، لتروي تجربتها في بقاع كشمير الهندية، حيث سحر الطبيعة وأجوائها الحالمة، وبساطة أهلها، وحفاوة استقبالهم، لتنقل لنا جماليات هذا المكان وحكايات أشخاصه من خلال الصورة.
سحر كشمير
تقول منى التميمي: كشمير هي مقاطعة هندية في شمال غرب القارة الهندية، وتمتاز بطبيعتها الخلابة وطيبة أهلها، كما تشتهر بكثرة الجبال والوديان، وهذا ما جعلها إحدى أكثر المناطق جذباً للسياح والمصورين على وجه الخصوص، ونظراً لتعدد الثقافات والمعتقدات بهذه المنطقة، أرادت أن تشبع غريزتها كمصورة فوتوغرافية في التعرف على تاريخ وأسلوب حياة أهل المكان، والتعرف على أبطالهم والكشف عن أحلامهم وأفكارهم، حيث تعرفت على مجموعة مميزة من المصورين العرب المختصين في تنظيم الرحلات التصويرية حول العالم، وانضمت إليهم في رحلتهم إلى كشمير لتحقق حلمها الذي طال انتظاره.
تبادل الأفكار
وحول بداية رحلتها إلى كشمير، تقول التميمي: «في شهر يونيو 2019 سافرت برفقة مجموعة من المصورين والمصورات من دول الخليج العربي، إلى كشمير الهندية، مما أتاح لنا فسحة أكبر في تبادل الأفكار والخبرات خلال الرحلة التي لا تنسى، حيث تعرفنا خلالها على ثقافات مختلفة، وكان كل شخص منا يحمل طابعه الخاص في التقاط الصورة، وبالطريقة التي تناسبه».
وفي قرية «كارجيل»، أطلقت العنان لواحدة من أجمل التجارب التي خضتها في استكشاف الثقافات، حيث تعرفت خلالها على عشرات الوجوه واللغات، وعشت معهم أجمل اللحظات.
تحدٍ كبير
وعن التحديات التي تعرضت لها التميمي، قالت: كانت القرية التي قصدناها مرتفعة عن سطح البحر، لذا واجهنا صعوبات في التنفس خلال السير، إضافة إلى طرقها الوعرة وطقسها المتقلب، وخلال رحلتنا إلى «آريان» مشياً على الأقدام في شوارع القرية وأزقتها الوعرة، سنحت لنا الفرصة لتصوير حياة الناس بسماتهم وأحزانهم، ماضيهم وحاضرهم، نشاطهم وتعبهم، كبيرهم وصغيرهم، وهو أكثر ما شدني في رحلتي الميدانية.
تجربة غنية بالتفاصيل
تقول منى التميمي، إن الرحلة إلى كشمير، رغم جمالها، إلا أنها احتاجت إلى تجهيز كبير نظراً لبرودة الطقس والارتفاع عن سطح البحر، فكان لابد أن نستعد بالملابس المناسبة والعتاد من مأكل ومشرب، فكانت تجربة غنية بالتفاصيل والجمال، تركت في نفوسنا ذكريات لا تنسى، كما أنها واحدة من التحديات التي نفخر بها، وأنصح الجميع بخوض تجارب مماثلة لاكتشاف الجديد حول العالم، والاستمتاع بمغامرة لا تسقط من الذاكرة.