الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الثوم «بنسلين» الفقراء وعسل الناس البسطاء

الثوم «بنسلين» الفقراء وعسل الناس البسطاء
17 سبتمبر 2010 21:01
كشفت دراسة حديثة أجريت في جامعة “امبريال كوليدج” البريطانية أن تناول بعض الأطعمة كالثوم والهليون والخرشوف يعمل على تفعيل إطلاق هرمونات القناة الهضمية التي تعمل على خفض الشهية وبالتالي تكبح الجوع، كما تعمل على تحسين قدرة الجسم على التحكم في معدلات سكر الدم”. خير دواء أثبتت دراسات عديدة جدوى الثوم وتعدد فوائده، من بينها دراسة برازيلية أكدت فعالية محلول غسول الثوم في مكافحة الجراثيم التي تسبب التسوس وتهاجم اللثة، إذ أجرى باحثون من جامعة “كامبيناس” في مدينة ساو باولو دراسة تألفت عينتها من ثلاثين شخصاً، حيث طلب منهم استخدام غسول للفم يحوي خلاصة الثوم الأبيض، وذلك خلال فترة استمرت خمسة أسابيع، وأظهرت النتائج “فعالية محلول غسول الفم الذي يحوي خلاصة الثوم الأبيض وبتركيز يصل إلى 5،2 في المائة، في مقاومة بكتيريا المغيّرة العقدية، وبعض الجراثيم التي تهاجم النسيج الفموي”. ويعرّف الثوم بأنه “عسل الإنسان الفقير”، لأنه استخدم لعلاج العديد من الأمراض والآلام، فلا يخلو منزل من وجود الثوم فيه ولا تطيب كثير من الأكلات إلا بوجود الثوم، فالثوم يقاوم الكثير من الأمراض ويطلق عليه في عالم الأعشاب الطبية “بنسلين الفقراء”، لأنه يحتوي على الكثير من المركبات المضادة للميكروبات، وهو من العلاجات الواعدة لمعالجة سرطان الجهاز الهضمي، كما أنه يزيد من تدفق الدم إلى الدماغ. نبات عشبي تعتبر بلاد البحر الأبيض المتوسط موطن الثوم ومنها انتشر إلى بقية البلاد.. ويعدّ من أقدم النباتات العشبية التي عرفت في مصر، حيث وجد منقوشاً على جدران معابد الفراعنة، وهو يزرع على فترتين من العام، الأولى من منتصف شهر سبتمبر إلى أواخر أكتوبر، والثانية من أكتوبر وحتى نهاية نوفمبر.?وتروي الحكايات المصرية القديمة أن الثوم كان يعطى للعمال الذين يبنون أهرام الفراعنة لتقويتهم والمحافظة على صحتهم. كما كان الرياضيون الإغريق في اليونان القديمة يأكلون الثوم نيئاً قبل الاشتراك في المسابقات. ويتناوله جنود الرومان قبل خوض المعارك الحربية. وقد أوصى “أبو قراط” أبو الطب القديم بتناول الثوم للحماية من العدوى وتلوث الجروح والجذام واضطرابات الهضم. كما ورد ذكر الثوم في الكتب السماوية (في القرآن الكريم ورد ذكره مرة واحدة) وفي العصور الوسطى كان الثوم يستخدم للوقاية من الطاعون ويرتديه الناس مثل القلائد لطرد الشياطين ومصاصي الدماء، وفي الحرب العالمية الأولى كان يستخدم للوقاية من الغرغرينا. دور فعّال يؤكد الباحثون بحسب العديد من الدراسات أن للثوم “الدور الفعال في علاج التهاب القصبات المزمن والتهاب الغشاء القصبي النزلي والزكام المتكرر والانفلونزا “نتيجة لطرح نسبة كبيرة من زيت الثوم عن طريق جهاز التنفس عند تناول الثوم”. وله دور فعال في قتل البكتيريا ومقاومة السموم التي تفرزها (تعتبر بكتيريا السل حساسة بشدة لمادة البكتيريا الموجودة في الثوم). وتمتد فوائد الثوم إلى مجال الأورام الخبيثة ففي حالة طحنه ينتج مادة تعرف باسم “دياليل” التي تؤدي إلى تقليل حجم الأورام السرطانية إلى النصف إذا ما حقنت بها.. إضافة إلى مواد أخرى تؤدي إلى توقف التصاق المواد المسببة للسرطان بخلايا الثدي.?كما يفيد الثوم في حالات السعال والربو والجمرة الخبيثة وقرحة المعدة والغازات والتهاب المفاصل ويدر إفرازات الكبد (الصفراء)، ويفيد في تخفيض ضغط الدم، ويزيد مناعة الجسم ضد الأمراض، ويكسبه نشاطاً وحيوية ويزيد حرارة الجسم، كما يفيد في حالات الأمراض المعوية العفنة ويطهر الأمعاء خاصة عند الأطفال، ويفيد مرضى البول السكري كثيراً في وقايتهم من مضاعفات المرض، كما أنه طارد للسموم وخاصة سموم الأفاعي والعقارب بشكل ضمادات من مسحوقه. فوائد عديدة بينت التجارب العلمية المجراة في اليابان أن تناول أقراص أو مضافات الثوم تؤدي إلى زيادة في إفراز مادة “نورايبينفرين” التي تسرّع عمليات هضم الدهنيات الثلاثية مع زيادة ملحوظة في نمو الأنسجة الدهنية البنية، حيث أوضح الباحثون أن “الأنسجة الدهنية البنية هي عبارة عن دهنيات مولدة للحرارة تعمل على أكسدة حرق الدهون العادية، حيث يتم إطلاق الطاقة الناتجة عن الحرق على شكل حرارة” مؤكدين أن الثوم “قد يصبح أشهر المواد الحارقة للدهن”. وأثبتت دراسات عدة أهمية الثوم في خفض نسبة “الكولسترول” في الدم، حيث أكدت دراسة ألمانية أن “استخدام الثوم لمدة 12 أسبوعاً يؤدي إلى خفض نسبة “الكولسترول” في الدم إلى 12? والدهون الثلاثية إلى 17?”. ولا تقتصر فوائد الثوم التي أكدتها الدراسات على هذا فقط، فقد ثبتت فائدته الفعالة في تقليل احتمالات حدوث تسمم الحمل الناتج عن ضغط الدم، فضلاً عن أنه يساعد على زيادة أوزان المواليد. كما يفيد في تحسين القدرة الجنسية، وهو منبه عصبي جيد، ويفيد في معالجة تساقط الشعر، وفي الالتهابات الناتجة بعد الولادة. يضاف إلى ذلك أنه يساعد على طرد الديدان والطفيليات من الجهاز الهضمي، ويعتقد بعض العلماء أن للثوم “نفس التأثيرات الواقية من السرطان على الإنسان وخصوصاً سرطانات المعدة والقولون، نتيجة لوجود مادة تدعى “أليوم” الموجودة في الثوم”. أضرار محتملة إلى ذلك.. حذرت دراسة جديدة نشرتها مجلة “الأمراض المعدية السريرية” المتخصصة تفيد بأن الثوم “قد يشكل خطراً على صحة مرضى الإيدز وحياتهم بسبب تأثيره السلبي وتعطيله للعلاجات المخصصة لهذا المرض رغم الفوائد العديدة المعروفة عن الثوم”. وعليه.. وجد الباحثون في المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية أن الثوم الذي يشيع استخدامه بسبب الاعتقاد بأنه يقلل مستويات الكوليسترول في الدم والتي تزيد بسبب بعض علاجات الإيدز “يقلل مستويات دواء “ساكوينافير” في الدم إلى النصف”. والثوم مادة غنية جداً إلا أنها تسبب عسر هضم -أحياناً- وتهيجاً معوياً، أو تخريشاً في الجهاز البولي، لذا ينبغي تحاشي الإكثار منه أو تحاشي تناوله من قبل المصابين باضطرابات معوية مثل كسل المعدة وضعفها، أو القصور الكلوي. ويلفت الأطباء النظر إلى أن “الإكثار من أكل الثوم يولد الحكة والبواسير ويفسد الهضم ويسبب حرقان في المعدة والأمعاء والمريء، وإذا جاوز تخزينه سنة لا يؤكل وتزداد حدته ورائحته”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©