"فيرساتشي 2018".. عودة إلى صخب الثمانينيات

أزهار البياتي (الشارقة)

أكدت الإيطالية دوناتيلا فرساتشي، خصوصية بصمتها وتميّز لمساتها في عالم التصميم، مقدمة تشكيلة مبهجة من الملابس، ضمن أسبوع ميلانو لموضة الملابس الجاهزة لعام 2018، استعرضت خلالها نماذج باهرة من القطع التي تضج صخباً وحياة.
وفي هذه المجموعة تخطت المصممة اختباراً آخر يثبت جرأتها على التغيير، مستعيدة روح دار «Versace» وتفردها الذي اشتهرت به، لتعيد صخب الثمانينيات، وفق تصورها الخاص، حيث جعلته أكثر ثراء ومعاصرة، راسمة خطه البوهيمي المفعم بشطحات مثيرة من الطبعات والألوان، وفق أسلوب مختلف، مبتدعة مزيجاً عصرياً فريداً يبدو قريباً من الحس الكلاسيكي في التصميم، ولكنه حتماً يظهر بمخرجات أكثر حيوية وشغفاً، وكأنه انبعاث جديد للأنوثة.

طراز استثنائي
وضمت تشكيلة هذا العام نحو 56 قطعة زاخرة بأيقونات مترفة من الأزياء المتعددة الأشكال والقصّات، برز من بينها، تايورات راقية، وأطقم متكلفة، وفساتين مميّزة بأطوال متفاوتة، بالإضافة إلى معاطف صوفية طويلة وسترات جلدية قصيرة من طراز السمارت شيك، كما كان هناك حضور طاغ لنمط القميص القطني، و«التي شيرت» الذي يحمل علامة «فيرساتشي» بأحرف كبيرة مطبوعة من الأمام، بالإضافة إلى نماذج أخرى من أثواب الجرسية الضيقة والمتصلة بوشاح خاص يغط الرأس بأناقة، رسمت مظهر استثنائياً مغايراً لامرأة فيرساتشي خلال المواسم المقبلة.

ألوان صاخبة
والمتابع لطراز هذه الباقة الصاخبة الألوان من مبتكرات دوناتيلا، يكتشف كيف أنها وعلى الرغم من نفحاتها الكلاسيكية الواضحة، إلا أنها تحمل روحاً شبابية نابضة بالحياة، حيث وظفت نمط أقمشة التويد المنسوجة وفق نمط الكروهات، بشكل عصري لتأتي على هيئة بنطلونات مستقية، وقمصان زاهية، وسترات مخصّرة، مع تنانير قصيرة ذات كسرات تذكر بنمط تلميذات المدارس، فيما تميّزت بعض الفساتين بأحزمة جلدية عريضة تطوق الخصر مزينّة بإبزيم مذهّب كبير، مع أخرى حملت مسامير معدنية تألقت على نهاية القصّات.

ثراء التفاصيل
أما لناحية الخامات والأقمشة، فقد اختارت دوناتيلا نوعيات وثيرة وفاخرة برز من بينها تشكيلة من الحراير الطبيعية المطبعّة بتقطيعات لونية ساطعة وجذابة، مع بعض من خامة التويد الخفيف، والجرسية المطاط «ستريتش»، والكريب ساتان، والجلود والأقطان، كما برزت بعض الأقمشة الموشاة بمطرزات الباييت والخرز والستراس، لتنتهي بخيوط حريرية وشراشيب متحركة على الأطراف، منفذة بتدرجات لونية قوية تزاحمت على مساحات القماش.

مكملات الأناقة
وكان لمكملات الأناقة من الملحقات والإكسسوارات المعدنية حضور طاغ في العرض، حيث زخرت معظم القطع بنماذج مميّزة من المجوهرات الذهبية البراقة، لتأتي على شكل سلاسل مزينة بالتمائم والليرات المستديرة المذهبّة، مع قلائد تلف العنق بثراء ترافقها أقراط وأساور مزخرفة، بالإضافة إلى بروز لافت للملحقات الجلدية من الأحزمة العريضة ذات الإبزيم المذهب، والأحذية طويلة الساقين «الأبوات» المطرزة بزخارف الخرز والستراس، نسقت معها حقائب جلدية فاخرة تحمل رأس «المدوزا» الشهير الذي يميّز علامة فيرساتشي.

قصة شعار
استوحي شعار علامة فيرساتشي من حكاية «ميدوزا»، ويرمز إلى امرأة من زمن الأساطير اليونانيّة، عاقبتها الآلهة لقدرتها على الإغراء، فحوّلت شعرها الجميل إلى ثعابين سوداء، وجعلت كل مَن ينظر إليها يتحوّل إلى حجر، وتخطى شعار «Versace» كونه رمزاً ليصبح واحداً من العناصر التي صنعت مجد الدار.
ونشأ مصمّم الأزياء Gianni Versace في الجنوب الإيطالي، الذي يرتبط بالتقاليد اليونانيّة، ما جعله مهتماً بالأساطير الإغريقيّة والفن الكلاسيكيّ، واختار رأس Medusa ليصبح رمزاً أيقونياً للدار يعكس ميزات هذه المرأة، وهي السلطة المطلقة، بجانب الجاذبيّة والسحر.