30 يناير 2010 23:39
أبدت الصحف البريطانية أمس أسفها لإصرار رئيس الوزراء السابق توني بلير على إعلانه عدم “الشعور بالندم” لمشاركة بريطانيا في الحرب ضد العراق واعتبرتها كذبة كبيرة.
فقالت صحيفة إندبندنت أن بلير “ختم بالكذبة الواضحة الوحيدة في هذا النهار، وهي تأكيده أنه لا يشعر بالندم على أي شيء، لا يمكن أن يكون هذا صحيحاً، عدد القتلى أكبر من ألا يشعر بالندم على الإطلاق”.
وذكرت صحيفة الجارديان أن “بلير يعيش في كوكب آخر، الحقائق تختفي فيه، والكذب يصبح هو الحقيقة، وغزو العراق لايعد كارثة ولكنه عمل ضروري بل بطولي، في حين اضطر شهود آخرون أمام اللجنة للإقرار بوقوع أخطاء، أما بلير فقال ببساطة إنه لو عاد به الزمن للوراء فسيجتاح العراق مرة ثانية”.
وذكرت أن بلير بدا متوتراً في بداية شهادته أمام لجنة التحقيق حول العراق أمس الأول، لكنه استعاد لهجته الواثقة أمام حضور “استمع بصمت إلى درسه في فكر المحافظين الجدد، لطلاب بطيئي الاستيعاب قليلا”.
وأشارت الصحيفة إلى أن بلير تجاهل تماما “دعوة للتواضع” عندما سئل مرارا عما إذا كان يشعر بالندم، فأجاب إنه يشعر “بالمسؤولية وليس بالندم على الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين”. وأضافت الصحيفة “كان هذا أكثر مما يمكن أن يحتمله حضور يضم عائلات في حالة حداد، فقدت القاعة السيطرة وبدأ البكاء”.
أما صحيفة تايمز المحافظة فاعتبرت أن بلير “الذي لم يتب” سوف يقدم على الأمر نفسه لو تجددت الظروف ذاتها، وقالت إنه “يعتقد أن العالم في صراع أبدي بين قوى الخير والشر”.
غير أن معظم التعليقات أشادت بأدائه في الجلسة، فكتبت صحيفة دايلي تلجراف اليمينية “مهما قلنا عن توني بلير إلا أنه متحدث لامع”، وأضافت “لا نعرف لماذا دخلت بريطانيا الحرب مع العراق في 2003، لكن بلير لم يخرج فقط سالماً وإنما خرج محافظاً على كرامته”، فيما تحدثت صحف عدة عن ضعف اللجنة في الاستجواب
المصدر: لندن