«الأبيض».. زعامة «السابعة» بـ «بصمة الخمسة»

معتز الشامي، مراد المصري،علي معالي (دبي)

حقق منتخبنا الوطني فوزاً كاسحاً على إندونيسيا بخماسية، مساء أمس، على استاد آل مكتوم في دبي، ضمن الجولة الثالثة لمنافسات المجموعة السابعة من التصفيات المشتركة لكأس العالم 2020 وكأس آسيا 2023، واعتلى «الأبيض» قمة المجموعة برصيد 6 نقاط من فوزين متتاليين على ماليزيا خارج الديار وإندونيسيا، ليعلنها أن الصدارة له بجدارة، سجل أهداف اللقاء خليل إبراهيم في الدقيقة 40، وعلي مبخوت «هاتريك» في الدقائق 51 و63 و71، وطارق أحمد في الدقيقة 93.
جاء الشوط الأول متوسط المستوى، ولم يظهر فيه لاعبونا بكامل قوتهم، فيما جاء الثاني ممتعاً في كل شيء أداءً وأهدافاً، حيث دامت السيطرة بلون قميص منتخبنا من البداية إلى النهاية، ولم يظهر المنافس إلا نادراً.
حضر الاستحواذ في الشوط الأول بشكل كبير من جانب لاعبي منتخبنا، وكذلك الفرص لكنها لم تكن بالفعلية المطلوبة مقارنة بالاستحواذ على الكرة، وجاءت البداية رائعة، حيث هدد وليد عباس مرمى إندونيسيا في الدقيقة الثانية، وكاد يسجل هدفاً مبكراً برأسية وجدها الحارس بين أحضانه، ومثل الثنائي خليل إبراهيم وجاسم يعقوب خطورة كبيرة على الضيوف، ووضح التفاهم بينهما، ولعبت تحركات خليل إبراهيم في العمق والجهة اليمنى دوراً في خطورة «الأبيض» على مرمى الضيف، وسدد جاسم يعقوب كرة قوية مرت بجوار القائم الأيمن بعد «هات وخد» مع علي مبخوت داخل منطقة إندونيسيا في الدقيقة 20.
وشهدت الدقيقة 30 فرصة مؤكدة لتقدم منتخبنا، عندما سدد علي مبخوت علت المرمى شبه الخالي من حارسه، وتواصلت السيطرة على اللقاء، حتى نجح خليل إبراهيم في ترجمة تألقه بهدف في الدقيقة 40، عندما استغل خطأ الحارس الذي لم يجد التصرف مع عرضية علي صالح سقطت من يده، تابعها إبراهيم وأودعها المرمى معلناً عن الفرحة الأولى للمنتخب.
في الشوط الثاني بدأ «الأبيض» أفضل أداءً وخطورة على المرمى وتناغماً بين خطوطه، وشدد لاعبونا من الضغط على دفاعات إندونيسيا، حتى نجح الهداف المخضرم علي مبخوت في تسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 51، بعد تفاهم رائع مع خليل إبراهيم داخل المنطقة، وتواصل الهجوم الكاسح، وزاد توهج «الأبيض» مع مشاركة عمر عبدالرحمن، وتصدت العارضة لتسديدة علي مبخوت.
ولم يهدأ مبخوت ورفاقه إلا عندما حصل «الأبيض» على ضربة جزاء في الدقيقة 62، تصدى لها مبخوت الذي سجل الهدف الشخصي الثاني له والثالث لمنتخبنا، وأعلن التفوق الكاسح لـ«الأبيض» على أرضه وبين جماهيره.
ولم يكتف لاعبو «الأبيض» بالثلاثية، حيث واصلوا الضغط على الدفاع الإندونيسي، ونجح مبخوت مجدداً في هز الشباك بالهدف الثالث له والرابع للمنتخب في الدقيقة 72 بعد تمريرة بينية رائعة من علي صالح، انفرد على إثرها بالحارس، وأودع الكرة الشباك معلناً عن الفرحة الرابعة لـ«الأبيض».
وشارك أحمد خليل في ربع الساعة الأخير، وتضاعف الضغط الهجومي، وكاد خليل يسجل الهدف الخامس في الدقيقة 80، لكن الكرة مرت بجوار المرمى بقليل، وحاول لاعبونا تسجيل المزيد، ونجح طارق أحمد في تسجيل الهدف الخامس في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل من الضائع، لينتهي اللقاء بفوز رائع لمنتخبنا بخماسية نظيفة.

رؤية فنية.. ياسر سالم: 5 مكاسب بين فنية ومعنوية
حقق منتخبنا العديد من المكتسبات بعدما أنهى المباراة بأفضل مستوى، حيث استطاع مارفيك قراءة المنافس جيداً ووضحت بصماته في الشوط الثاني وشاهدنا تغييراً جذرياً خصوصاً بعد أن دفع بعناصر الخبرة والمؤثرين بالتدريج حتى وصل الفريق إلى الأداء المثالي.
واقتنص منتخبنا مع الفوز والصدارة 5 مكاسب أساسية، تتمثل في عودة عمر عبدالرحمن لصناعة اللعب والتمريرات المؤثرة في دقائق بسيطة، وكذلك استعادة علي مبخوت حساسية التهديف ليعتلي قمة هدافي تاريخ الكرة الإماراتية، ويقظة خالد عيسى في الحفاظ على نظافة شباكه، مع مكسب عودة الجمهور وقناعته بالأداء والنتائج. بينما يعد منح اللاعبين الشبان الثقة أكبر المكاسب لأنهم سيكونون الأساس في المستقبل، إلا أن هذا لا يمنع حاجة الفريق بشكل عام إلى عدد كبير من المباريات لمزيد من الانسجام، وأن يكون الاحتكاك مع فرق أفضل من منتخبنا، إضافة إلى الصبر على هذا الجيل وتوضيح الهدف المنشود من جانب اتحاد الكرة لهذا المنتخب ليتماشى مع الإمكانيات.
لعب منتخبنا بتشكيلة ثابتة في البداية، وهي نفس تشكيلة المباراة الأولى، في مؤشر على أن المدرب يبحث عن الاستقرار الفني، والتشكيلة معظمها من العناصر الشابة باستثناء 3 لاعبين هم خالد عيسى ووليد عباس وعلي مبخوت، حيث بدأ اللقاء بطريقة 4/‏‏‏‏‏ 2/‏‏‏‏‏ 3/‏‏‏‏‏ 1، وهي طريقة هجومية وبحلول متنوعة، وأعتقد أن مارفيك احترم المنافس بشكل كبير في الشوط الأول ويحسب للمنتخب تسجيل هدف في الشوط الأول رغم عدم صناعة فرص حقيقية للتسجيل، ويستحق خليل إبراهيم الثناء بعد أن استفاد من خطأ الحارس، وتابع بإيجابية الكرة.
المنتخب لم يتعجل تسجيل الأهداف وهو ما وضح في الشوط الثاني، مع نزول عمر عبدالرحمن الذي أعطى شكلاً أفضل في الثلث الهجومي فكان محطة مهمة في ربط الوسط بالهجوم وفي الاستلام والتسليم والتمرير المؤثر في المساحات خلف المدافعين وأمام مهاجمينا.

مبخوت الهداف التاريخي بـ «54»
انفرد علي مبخوت بلقب الهداف التاريخي لمنتخبنا الوطني، بعدما رفع رصيده إلى 54 هدفاً مع «الأبيض»، ليعيش مبخوت ليلة خاصة للغاية بالأهداف التي سجلها والتشريف الجديد الذي يضاف إلى سلسلة إنجازاته الفردية المميزة، ويملك مبخوت في مسيرته محطات مضيئة، حيث سبق له أن توج هدافاً لكأس آسيا، ولكأس الخليج، إلى جانب تسجيله أهدافاً في مناسبات مهمة من أبرزها كأس العالم للأندية.

إسماعيل مطر مشجعاً
لفت إسماعيل مطر قائد منتخبنا السابق، الأنظار، عندما تواجد على المدرجات مشجعاً، من أجل مساندة «الأبيض» في المواجهة المهمة على الطريق إلى «مونديال 2022»، حيث سبق للاعب أن أكد احترامه لقرارات المدرب فان مارفيك وخياراته، وأن حضوره يأتي للتشجيع فقط.

أخبار ذات صلة

«إصابة عضلية» تطارد مدافع أتلتيكو مدريد

السعودية.. الحسرة على «الهجوم الضعيف»!

سياسة «الوجوه الشابة»
أكد الهولندي فان مارفيك سياسة الاعتماد على الوجوه الشابة، من خلال الدفع بأسماء شاركت في المباراة الماضية أمام ماليزيا لمنحها المزيد من الثقة، مثل جاسم يعقوب وخليل إبراهيم وعلي صالح ومحمد العطاس وخليفة الحمادي، مع الإبقاء على عمر عبدالرحمن وأحمد خليل على مقاعد البدلاء عند ضربة البداية. وتظهر سياسة المدرب واضحة من خلال سعيه لبناء جيل لسنوات طويلة، عوضاً عن الاعتماد على الأسماء المعتادة، وإن كان علي مبخوت ما زال الورقة الرابحة في المقدمة.

أجواء أسرية
أسهمت إقامة المباراة في موعد يتزامن مع نهاية الأسبوع، في حضور الأسر والعائلات إلى الملعب، حيث اصطحب الآباء والأمهات أطفالهم، لنيل فرصة حضور مباراة المنتخب، وعيش الأجواء الجميلة التي أقيمت بترتيبات خاصة ومتميزة.

خدمات متنوعة للجماهير
وفر اتحاد الكرة خدمات متنوعة للجماهير، من خلال وضع منصات الضيافة المتنقلة للطعام والشراب، وتوزيع الأعلام على الجماهير عند الأبواب، إلى جانب تهيئة الظروف اللازمة لراحة واستمتاع عشاق «الأبيض» في المباراة المهمة، وتواجد المتطوعين قبل ساعات من ضربة البداية في مختلف أرجاء الملعب، مع توفير خدمات الاستعلام باللغتين العربية والإنجليزية لمساندة الجاليات التي حضرت للملعب وتحديداً الإندونيسية.

فيتنام تكسب ماليزيا بهدف
تغلب فيتنام على ماليزيا 1 - صفر، أمس، وسجل كوانج جاي نيجيوم هدف المباراة الوحيد للمنتخب الفيتنامي في الدقيقة 40، ورفع المنتخب الفيتنامي رصيده إلى أربع نقاط في المجموعة السابعة، بالتساوي مع تايلاند، فيما يحتل ماليزيا المركز الرابع برصيد 3 نقاط.