21 يونيو 2011 19:49
“عناق وقبلات” نظام جديد أعلن عن استخدامه مستشفى الكورنيش في أبوظبي، الذي يعتبر الأقدم في أمراض النساء والولادة في الإمارات، ورغم أنه يبدو للوهلة الأولى تعبيراً عن علاقة الأم بطفلها من الجانب النفسي المتعلق بمرحلة ما بعد الولادة، إلا أنه نظام أمني بحت يربط الأم بوليدها الجديد منذ لحظة سقوط رأسه وقبل الخروج من غرفة الولادة.
أدخل مستشفى الكورنيش نظام “عناق وقبلات” ضمن نظامه الأمني في عنابر الأولاد حديثي الولادة، بحيث يكون كل تحرّك تحت المراقبة ولا سبيل لخلط إداري بين الأمهات والمواليد، حيث يوضع في يد الأم والوليد سواران يعملان على موجات الراديو ولا يؤثران سلباً على الصحة، والسوار مصنوع من نوع خاص من البلاستيك يسهل تنظيفه، ولا يسبّب حساسية لبشرة الأم أو طفلها.
آلية العمل
ثمة رقم متسلسل مربوط بجهاز مراقبة، والوليد يوضع له سوار العناق فيما الأم سوار القبلات، فإذا لم يتوافق الجهازين مع بعضهما البعض يتم إنذار المراقبين وتقفل أبواب العنابر بسرعة، وكذلك إذا ما أمسك أحد بالطفل، وحاول إخراجه من العنبر، تنطلق أجهزة الإنذار وتقفل أبواب العنابر كما الباب الرئيسي للمستشفى.
إلى ذلك، يقول جورج يعقوب، المدير التنفيذي للمعلومات في المستشفى “البداية في تنفيذ هذا الإجراء كانت في أول مايو، في حين أن البداية في التحضير له والعمل على تطبيقه بدأت في ديسمبر 2010، وإلى جانب إجراءات اعتماد النظام على المستوى التقني ثمة إجراءات لتحضير العاملين على هذا النظام تقنياً وفنياً بالإضافة إلى كادر الممرضين والأطباء”.
ويوضح “هذا الإجراء الاحترازي لم يتم بناء على حادثة اختطاف واجهناها، فالمستشفى منذ تأسيسه لم يسجّل فيه أية حادثة مماثلة لما نسمع به في العالم بشكل عام، كما لم يحصل أي تبديل. ولكن هذا لا يعني ألا نقوم بإجراء يحقّق المزيد من الأمان كي لا يحصل معنا أي حادث في المستقبل. من دون أن يكون مشروعنا مبني على ردة فعل، نحاول أن نحضّر للمستقبل بنظام مستخدم في كندا وأميركا والعديد من الدول الأوروبية”.
من جهته، يقول سلطان المنصوري، رئيس المشروع، ومدير تقنية المعلومات في المستشفى “نحن كذلك، فبالإضافة إلى العناية بالخدمات الصحية المتنوعة الموجودة في المستشفى، نحاول أيضاً أن نواكب كل جديد ومفيد في الخدمات الأمنية التكنولوجية. هذا النظام لم يعتمد بناء على حاجة، وإنما سيضيف إلى الأمان في المستشفى بعداً تقدمياً للمجال التقني والأمني. نحن نتجنب المشاكل قبل وجودها”.
رسالة المستشفى
ويشير إلى أن النظام المعتمد هو منتج كندي، ولدى الشركة المنتجة وكيل في أبوظبي ولديهم مركز إقليمي في سنغافورة. ويشرح المنصوري أن هذا النظام يعتمد للمرة الأولى في أبوظبي. وأن مستشفى الوصل في دبي استخدم منتجاً مشابهاً، ولكنه لم يعتمد النظام المتصل بنظام الأمن في المستشفى ككلّ.
عن ردود فعل الناس على المشروع، يقول المنصوري “بمجرد أن شرحنا للناس سبب إجراءاتنا في هذا النظام، كانت رسالتنا كمستشفى قد وصلت، وهي أننا نهتم بهم. وفي البداية، كان من الطبيعي أن يسألنا البعض إذا كان ثمة حادثة اختطاف أو تبديل حصلت، ولكننا شرحنا أنه لم نتعرض لأي نوع من هذه الحوادث قبل اعتماد هذا النظام ولنا سمعتنا بين الناس. ويضيف يعقوب “شرحنا لهم أننا ندعّم أكثر الحماية، كما سئلنا العديد من الأسئلة وتلقى كل سائل الجواب بكل بساطة”.
وعن النظام المعتمد من الجهة التقنية، وإذا كان يشبه النظام المعتمد لحماية المحال التجارية من سرقة بضاعتها، يشرح يعقوب “هو ليس نظاماً مشابهاً للمحال التجارية، لأن النظام المتبع في البضائع في هذه المحال لا يصلح لاستخدامه مع البشر، فالجسم يختلف وكذلك طريقة الاستعمال، والأساور التي نستخدمها ذات خاصية تعنينا كمستشفى يؤمن النظام الصحي والمتابعة الطبية، وهو أن الأساور يمكن تنظيفها بمطّهرات لتفادي انتقال الميكروبات والجراثيم بين الأطفال، ولا تتأثر سلباً بهذه المطهّرات، كما أنها مصنوعة من مادة بلاستيكية خاصة لا تسبّب حساسية أو التهابات بالجلد إن كان للطفل أو للأم”. ويضيف “صحيح أن الفكرة بين نظام المحال التجارية ونظامنا هي نفسها، إنما أسلوب استخدامنا لهذا النظام مختلف، لأنه يمنع سرقة الطفل إنما أيضاً يعرّف الطفل بأمّه، فثمة ربط بين سوار الأم وسوار الطفل، فإذا لم يكن هناك توافق بينهما، يعلمنا النظام بذلك ويدلّ على الأسوار الصحيح، وهذا يمنع الخلط. كما أن استخدام آلات “دمغ” الملابس يستخدم في نطاق محدود في المحل التجاري نفسه وعلى بابه جهاز الكشف عن المعدن وإذا تم اكتشاف سرقة قطعة ينطلق الإنذار في المحل نفسه ولا يقفل المركز التجاري كلّه. لكن في المستشفى النظام مرتبط بالنظام الأمني العام للمستشفى، فإذا حصلت مشكلة لدينا في عنبر ما ينذر العنبر كما بقية العنابر في المستشفى ويتم إقفال باب العنبر والباب الرئيسي للمستشفى مباشرة، وهذا يؤمن الغرفة والعنبر وينبّه موظفي الأمن”.
الكلفة المالية
يتحمّل المستشفى الكلفة كلّها إن كان في اعتمادها للنظام العالمي الجديد وإدماجه في النظام الأمني للمستشفى أو في جلب المنتج المستخدم أي الأساور، وما تحتاج إليه من آلات مشغلة وبرمجة في الكمبيوتر. في هذا السياق، يقول يعقوب، إن كلفة الجهاز وكل ما يتعلق به يتحمل كلفته المستشفى، ولا يدخل من ضمن فواتير الولادة أبداً، كما أن الهيئة المالكة للمستشفى وهي شركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة)، تعاونت كثيراً في هذا المشروع واهتموا به لما له من فائدة وتعزيز للأمان لأهل أبوظبي، مؤكداً أن التأمين الصحي ولا المريض يدفع أي شيء يتعلق بهذا الجهاز وتشغيله.
من جهة ثانية، يقول المنصوري إن الأساور التي تستبدل فيما تبقى “السمة” التي تسجّل بأرقام متسلسلة لدى كل من الأم والطفل، وهي الأساس ويمكن استعمالها دائماً ولا حاجة لاستبدالها، هي أيضاً معزّزة إذ أنه إذا تمّ قطع السوار بأي شكل من الأشكال لإبعاد السمة عن الطفل فإن الإنذار ينطلق أيضاً في أجهزة المراقبة، ويقفل باب العنبر أوتوماتيكياً وكذلك الباب الرئيسي للمستشفى.
ويضيف أن النظام يستخدم للتوائم مهما بلغ عددها، وبالوسع وضع سمات تتطابق مع سمة الأم، لأن كل سمة للطفل تنسق كما البطاقة الممغنطة مع سمة الأم. ومنذ اليوم، ثمة نظام يتابع الطفل في كل تنقلاته منذ ولادته وحتى خروجه من المستشفى مع والديه، والسمات على أساور “عناق وقبلات” توضع للأم وطفلها بعد الولادة مباشرة وقبل أخذ الطفل للحاضنة والأم إلى غرفتها.
وبالإضافة إلى الأمان الذي يتحقق مع نظام “عناق وقبلات” في مستشفى الكورنيش في أبوظبي، فثمة اختصار كبير للوقت في الإجراءات الإدارية للمستشفى إذ أن كل المعلومات عن الطفل وعن أمه مخزنة في هذا النظام ومع الرقم التسلسلي للطفل وأمّه.
مستشفى الكورنيش
يعتبر مستشفى الكورنيش مستشفى متخصصاً في أمراض النساء والولادة، وهو يقدم خدماته لسكان إمارة أبوظبي، وتبلغ القدرة الاستيعابية للمستشفى حالياً 235 سريراً و174 مهداً، و14 جناح توليد بالإضافة إلى 50 حاضنة عناية مركزة للأطفال حديثي الولادة. والمعدل الحالي للولادات في المستشفى يتجاوز 12000 حالة ولادة سنوياً، ويستقبل قسم المرضى الخارجيين في المستشفى أكثر من 600 حالة يومياً. واعترفت الجمعية الملكية لأطباء النسائية والتوليد، والبورد العربي أيضاً بمستشفى الكورنيش كمركز تدريب للدراسات العليا. ويشار إلى أن مؤسسة جونز هوبكنز تتولّى إدارة المستشفى، الذي نال اعتماد المفوضية الدولية المشتركة، وشهادة الآيزو 9001.
المصدر: أبوظبي