عدد اليوم
عصام أبو القاسم (الشارقة)
تتواصل في مسارح كلباء والشارقة وخورفكان، بروفات العروض المرشحة للمشاركة في مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة بنسخته السابعة، التي ينتظر أن تنظم في الفترة من 26 إلى 30 سبتمبر المقبل.
وشهدت الفترة التحضيرية التي شملت دورة تدريبية لنحو شهرين إقبالاً واسعاً من المشاركين، وتجاوز عدد الراغبين منهم في المشاركة كمخرجين العشرين فرداً. وقال يوسف البحري، الكاتب التونسي، الذي يشارك في صفة دراماتورج في البرنامج الإعدادي للمهرجان، لـ «الاتحاد» إن «إقبال المتدربين للانخراط في التجربة يؤكد أن مشروع المهرجان الذي انطلق قبل سبع سنوات بات راسخاً، وإن ما قدم لحد الآن كان مثمراً ولم يذهب سدى وهو عمل تشكر عليه الشارقة التي مثلت دوماً حاضنة ثقافية».
وعمل البحري منذ قدومه للمشاركة في التجربة التي تشرف عليها إدارة المسرح بدائرة الثقافة في الشارقة، مطلع يوليو الماضي، على متابعة اختيارات المشاركين من النصوص ومناقشتهم في ما تتضمنه من موضوعات وما تستند إليه من قوالب وأشكال، ثم انتقل معهم إلى تحليل وتفكيك بنيات النصوص، وحاورهم حول الحلول والآليات التي تتيح تجسيدها فوق الخشبة، وحول ذلك قال: كانت ثمة تباينات في مستويات المشاركين وهذا طبيعي وهو مهم، لكن بصفة عامة يمكن القول إن لكل واحد منهم طريقته في الإبداع، والاختلاف مهم، والاستراتيجية هي أن يعمل المخرج برؤيته ويجرب الأدوات المتاحة ليعبر عن وجهة نظر.. وذكر البحري أنه لمس لدى معظم المشاركين رغبة في إعداد النصوص وتقطيعها أو اختزالها، مشيراً إلى أن إرشاداته ركزت على تشجيع المتدربين على مواجهة النصوص بكل شجاعة ومن دون خوف، وأضاف: «هناك من يتهيب ويخشى وهذه مشاعر بقدر ما هي مهمة للشعور بالمسؤولية بقدر ما يمكن أن تتحول إلى عائق، لذا علينا تحريضهم بقدر المستطاع على تقديم ما في وسعهم».
وكان البحري خاض من قبل تجربة إقامة مسرحية نظمتها إدارة المسرح بالدائرة في خورفكان 2015، حيث اختتم إقامته بعرض وسمه «الفخ» بمشاركة مجموعة من الممثلين الهواة، وقال إنها ساعدته «على فهم ومعرفة المنطقة وناسها وكذلك الأجواء الثقافية التي تتسم بحراك حيوي»، مشيراً إلى أن من بين متدربيه في كلباء من التقاه في خورفكان.
وحول المستوى الذي وصلت إليه بروفات العروض قبل أقل من شهرين على انطلاقة المهرجان قال: «البروفات تسير بشكل جيد، المخرجون يلاحقون الوقت حتى تصل أعمالهم للمستوى المطلوب، وبالنسبة لي فهذه تجربة فريدة في تكوين وتأهيل الهواة تتوافر فيها كل الإمكانات، كما أن من بين الأمور التي لا بد من الإشارة إليها حرص ومواظبة الجميع وحس الالتزام لديهم.. وهذا يشعرنا بالاطمئنان لمستقبل الحركة المسرحية الإماراتية والعربية على السواء إذ أن من بين المشاركين العديد من العرب.. هذا أضفى تنوعاً مذهلاً في كل لمحة من البرنامج».
وتأسس مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة في سبتمبر 2012 وهو موجه لهواة المسرح من غير المنتسبين للفرق المسرحية المعروفة، ويعتمد المهرجان على نصوص منجزة باللغة العربية.
