مدريد (الاتحاد)
استقبل الملك فيليب السادس عاهل مملكة إسبانيا، مساء أمس الأربعاء، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وذلك في قصر زارزويلا بالعاصمة الإسبانية مدريد.
ورحب العاهل الإسباني، في مستهل اللقاء، بصاحب السمو حاكم الشارقة والوفد المرافق له، مهنئاً سموه باختيار الشارقة ضيف شرف للدورة الحالية من معرض ليبر الدولي للكتاب، ومشيداً بالتبادل الثقافي القائم بين مختلف المؤسسات الثقافية في كلا البلدين.
وجرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية ومناقشة الآراء حول القضايا ذات الاهتمام المشترك التي تصب حول دور الثقافة والتعليم في بناء التنمية الإنسانية والنهوض بالمجتمعات.
كما تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بتقديم لوحة فنية من الخط العربي لجلالة ملك إسبانيا، بالإضافة إلى مجموعة من مؤلفات سموه المترجمة إلى الإسبانية.
حضر اللقاء معالي فيرناندو مارتين بالينثويلا وزير الدولة للشؤون الخارجية الإسبانية، وماجد حسن السويدي سفير دولة الإمارات لدى مملكة إسبانيا، وأحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب.
سلطان القاسمي يشهد حفل انطلاق «ليبر الدولي للكتاب» بمدريد
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء أول من أمس «الثلاثاء 8 أكتوبر»، حفل انطلاق الدورة الـ 37 لمعرض ليبر الدولي للكتاب التي تحل فيها الشارقة كضيف شرف المعرض، المقام في أرض المعارض وسط العاصمة الإسبانية مدريد.
وكان في استقبال سموه والوفد المرافق له كل من: الدكتور خوسية غويرو وزير الثقافة والرياضة الإسباني، وإدوارد لوبيز بورتيز مدير عام هيئة أرض المعارض بمدريد، وميغيل باريسو رئيس اتحاد الناشرين الإسبانيين، وليتيثيا بيكو دي رئيس قسم الشؤون الثقافية والعلمية بالوكالة الإسبانية للتعاون الدولي، وجمع غفير من ممثلي المؤسسات الثقافية ومُلّاك دور النشر الإسبانية والعالمية.
الحاكم النموذج
وقبيل بدء حفل افتتاح المعرض، قدمت فرقة الشارقة الوطنية التابعة لمعهد الشارقة للتراث عدداً من اللوحات الفنية الشعبية التي تعكس جانباً من التراث الموسيقي الإماراتي، ابتهاجاً واحتفاءً باستحقاق الإمارة كونها ضيف شرف الدورة الحالية للمعرض.
بعدها انتقل الحضور إلى قاعة الاحتفالات بأرض المعارض، حيث ألقى إدوارد لوبيز بورتيز، مدير عام هيئة أرض المعارض بمدريد، كلمة قال فيها: «إنه لشرف كبير أن نستضيف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في افتتاح فعاليات معرض ليبر الدولي للكتاب، فهو الحاكم الذي يشكل نموذجاً في الاهتمام بالثقافة، ونأمل أن يكون تتويج الشارقة ضيف شرف المعرض، فرصة مثالية لتعزيز فرص وشراكات الارتقاء بقطاع النشر بين الكتاب العربي والكتاب الإسباني».
ومن جانبه، قال ميغيل باريسو، رئيس اتحاد الناشرين الإسبانيين: «إن الشارقة تعتبر مرجعاً للثقافة والكتب والقراءة، وهذه العادات النبيلة التي تعد ركائز أساسية للنمو والتعايش جعلت الإمارة مركزاً عالمياً في جهود صناعة الكتاب في العالم، حيث توجت بفضل مشروعها الثقافي وجهودها الكبيرة، عاصمة عالمية للكتاب للعام 2019 من قبل اليونيسكو، ونحن نتشرف أن نحل في العام 2020 ضيف شرف على معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يعد من أكثر المعارض أهمية في العالم، والذي زاره 2.2 مليون زائر واحتضن 1900 جناح عرض، كما أنه أضحى باباً مفتوحاً لكل جهود العمل الثقافي في المنطقة العربية والعالم، لذلك نأمل أن يسمح معرض ليبر في استكشاف إمكانيات تبادل المعرفة والفرص بين المشهد الثقافي في الشارقة ونظيره الإسباني».
وفي كلمة له بهذه المناسبة، قال الدكتور خوسية غويرو، وزير الثقافة والرياضة الإسباني: «تسعى الدورة الجديدة من معرض ليبر الدولي للكتاب إلى توسيع نطاق الكتاب الإسباني خارج إسبانيا، واختيار إمارة الشارقة لتكون ضيف شرف الدورة الجديدة من المعرض، يأتي نتيجة معرفتنا العميقة بأهمية الإمارة ودورها المحوري في قيادة صناعة الكتاب في المنطقة العربية والعالم الإسلامي بصورة عامة، خاصة أنها تمضي بتوجهات ورؤى وضعها حاكم الإمارة، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الحاكم الذي أولى جل اهتمامه بالكتاب والمعرفة».
رسالة الحوار الثقافي
وكانت للشارقة في هذا المحفل كلمة ألقاها عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة قال فيها: «يُسعد الشارقة أن تتجدّد لقاءاتها الثقافية حول العالم، حاملةً معها رسالة الحوار الثقافي الإنساني البنّاء من أجل مجتمعات ترتكز على العلم والثقافة لتهنأ بحياة السلام والاستقرار. وتودُّ في هذه المناسبة تقديم جزيل الشكر والتقدير إلى المملكة الإسبانية على دعواتها المتجددة لتعزيز علاقات الصداقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسبانيا، حيث تولي الشارقة اهتماماً خاصاً بإسبانيا، نظراً لمكانتها الرفيعة، وتجلّى ذلك الاهتمام في مجالات عديدة».
وأضاف: «الشارقة وبتوجيهات حاكمها ترعى وتنظم برنامج (أيام الشارقة الثقافية) هذا المشروع الذي يعرض من خلاله معارض الفنون، والخط العربي، والتراث، والمسرح، والخرائط التاريخية، والآثار ليعبر عن المشهد الثقافي الإماراتي، معزّزاً بذلك مكانة الحضارة العربية. ولقد كانت إسبانيا -ومن خلال مُدنها- من أولى الدول التي استضافت هذا المشروع، فلقد شهدت مدريد، وفالنسيا، وإشبيليا، وغرناطة حضوراً لأيام الشارقة الثقافية فيها، وكان آخرها (معرض الآثار) الذي تم تنظيمه بالتعاون مع جامعة أوتونوما بمدريد في المتحف الوطني للآثار في العام 2016م، حيث ضمّ المعرض مجموعة من القطع الأثرية المهمة التي تمّ التنقيب عنها في مواقع أثرية مختلفة بإمارة الشارقة، وذلك بمناسبة مرور 20 عاماً على التعاون بين الشارقة والبعثة الأثرية الإسبانية».
وأردف العويس قائلاً: «ها نحن اليوم في لقاءٍ متجدّدٍ، تجمعنا فيه المحبّة والسلام، لتعرب الشارقة من خلال هذه المناسبة عن تعزيز تواصلها مع إسبانيا عن طريق فتح مستقبلٍ جديدٍ للعلاقات التجارية وتطوير العلاقات الاقتصادية لما فيه خير وصالح البلدين».
واختتم كلمته بقوله: «إنّ من شأن هذه العلاقات الأخوية الوثيقة بين الدول والشعوب أن تسهم في نشر مشاعر المحبة والسلام والوئام والذي بدوره يحفظ الأمن والاستقرار. والشكر والتقدير مجدّداً إلى إسبانيا -حكومةً وشعباً- على جميل الحفاوة وحسن الاستقبال اللذين نلقاهما على الدوام».
بعد ذلك، تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بالتقاط صورة تذكارية مع المشرفين على معرض ليبر الدولي للكتاب وكبار الزوار من وزراء ومسؤولي المؤسسات الثقافية في إسبانيا.
كما زار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي قاعة المعرض الرئيسية، التي تضم الأجنحة ودور النشر المشاركة في هذه الدورة من مختلف الدول والأقطار، مطلعاً سموه على أحدث إصداراتها ومبادراتها الثقافية.
وقد عرج صاحب السمو حاكم الشارقة، خلال جولته في المعرض، على جناح إمارة الشارقة المتمثل بهيئة الشارقة للكتاب، الذي يضم العديد من المؤسسات الثقافية المشاركة، حيث اطلع سموه على جهودها في عالم النشر وعطاءاتها الثقافية والأدبية ومختلف معروضاتها التاريخية والتراثية المتنوعة التي ستثري المعرض طوال أيامه الثلاثة.
واستمع سموه إلى شرح حول البرامج والمبادرات التي ستقدمها المؤسسات الثقافية ضمن مشاركة الشارقة كضيف شرف لمعرض ليبر الدولي للكتاب بمدريد، والتي يقدم فيها عدد من الكتاب والأدباء الإماراتيين خلاصة إنتاجاتهم الأدبية، ويناقشون من خلالها أهم شؤون التبادل الثقافي ودعم النشر.
وتابع سموه مجموعة من الفنون الشعبية التي قدمتها فرقة الشارقة الوطنية التابعة لمعهد الشارقة للتراث.. بالإضافة إلى ورش حية في فنون الخط العربي وحياكة الأزياء التراثية التي لاقت إقبالاً كبيراً من قبل زوار المعرض.
ويشارك ضمن جناح إمارة الشارقة كل من: دائرة الثقافة، ومعهد الشارقة للتراث، ودارة الدكتور سلطان القاسمي، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، ومدينة الشارقة للنشر، ومنشورات القاسمي، وجمعية الناشرين الإماراتيين، وركن للشارقة العاصمة العالمية للكتاب 2019، وثقافة بلا حدود، ومجلس الحرف المعاصرة، ومجموعة كلمات، ومبادرة 1001 عنوان، واتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وجمعية الإمارات للملكية الفكرية.
رافق صاحب السمو حاكم الشارقة، خلال حفل الافتتاح وجولته في المعرض، كل من: ماجد حسن السويدي سفير دولة الإمارات لدى مملكة إسبانيا، عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، المهندس علي بن شاهين السويدي رئيس دائرة الأشغال العامة، أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، عبدالعزيز عبدالرحمن المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، علي إبراهيم المري رئيس دارة الدكتور سلطان القاسمي، محمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، الدكتور عمرو عبدالحميد مدير أكاديمية الشارقة للبحوث، طارق سعيد علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وراشد محمد الكوس المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، وعدد من رؤساء تحرير الصحف المحلية الإماراتية.
.. وسموّه يزور المتحف البحري ويهديه إصداراته التاريخية بالإسبانية
زار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة صباح أمس (الأربعاء 9 أكتوبر) المتحف البحري في العاصمة الإسبانية مدريد.
وتجول سموه في أروقة المتحف الذي يستعرض تاريخ البحرية الإسبانية منذ عهد الملوك الكاثوليك في القرن الخامس عشر، وقدم الفريق أول خوان رودريغوس مدير معهد التاريخ والثقافة البحرية نبذة حول أبرز محتويات المتحف وطرق عرضها ضمن قاعات متعددة ولوحات تستعرض التسلسل التاريخي والتصنيفي للمحتويات.
وزار سموه القسم المتعلق بعالميْ الملاحة: ماجلان وإلكانو والذي يضم مجموعة من الخرائط والمخطوطات الجغرافية التي وضعت خلال رحلاتهم الاستكشافية.. بالإضافة إلى أدوات الملاحة والأسلحة المستخدمة ضمن الأساطيل البحرية ونماذج من السفن البحرية الإسبانية.
وقدم القائمون على المتحف شرحاً شاملاً حول المعروضات والوثائق التاريخية وأهم الأفلام التاريخية التي تعرض الاكتشافات والجهود الملاحية البحرية.
وعرج سموه إلى قاعة الوثائق والمخطوطات والكتب الخاصة والتي حوت مجموعة من الخرائط والمخطوطات حول تاريخ الوطن العربي وشبه الجزيرة العربية.
وأهدى صاحب السمو حاكم الشارقة المتحف البحري خلال زيارته مجموعة من إصدارات سموه التاريخية المترجمة للغة الإسبانية.
.. ويزور المكتبة الوطنية الإسبانية
زار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أمس، (الأربعاء 9 أكتوبر)، المكتبة الوطنية الإسبانية في مدريد.
وتعرف سموه، خلال زيارته، من آنا سانتوس، مديرة المكتبة الوطنية الإسبانية، على ما تضمه المكتبة من كتب ومجلات وصحف وتسجيلات صوتية وقواعد للبيانات وخرائط ومخطوطات.
واطلع سموه، على قاعتي «ماريا مولينر» و«سرفانتس»، واللتين توفر خلالهما مجموعة كبيرة من الكتب والوثائق التي تتيح للزوار والباحثين الاطلاع عليها، والاستفادة من محتوياتها بطرق ميسرة ومنظمة.
وزار صاحب السمو حاكم الشارقة، قسم المخطوطات النادرة، حيث استعرض القائمون على المكتبة مجموعة من أندر المخطوطات المتعلقة بالعلوم الإسلامية والأدبية والتاريخية، بالإضافة مصاحف نادرة للقرآن الكريم، كما اطلع سموه على مجموعة من الخرائط الجغرافية لقارة آسيا وشبه الجزيرة العربية.
وخلال زيارته، قدم سموه مجموعة من إصداراته التاريخية والأدبية، بنسختها الإسبانية إلى المكتبة الوطنية، كما تلقى مجموعة من الإصدارات المهداة إلى سموه.
وفي نهاية اللقاء، تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة، بالتقاط صورة تذكارية مع القائمين على المكتبة الوطنية الإسبانية، والوفد المرافق لسموه.