فاطمة عطفة (أبوظبي)
استضاف مسرح المجمع الثقافي، التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي أمس الأول، المسرحية الإماراتية «الساعة الرابعة»، من تقديم جمعية الشارقة للفنون الشعبية والمسرح الحديث، والمستوحاة من مسرحية الكاتب الفرنسي لوران بافي «التوك توك»، وتدور أحداثها حول خمس شخصيات تعيش كل واحدة منها حياة بائسة، نظراً لوقوعها وسط دوامة من الوسواس القهري، حيث يعاني فؤاد، وهو رجل في نهاية الأربعينيات من عمره، من الاضطراب النفسي، أما يارا التي تعمل في مجال التعقيم، فهي مصابة بوسواس النظافة، في حين يعاني الشاب سامي ابن العشرينيات من أوهام مرضية تجعله يتحاشى السير في الأماكن المخططة، إلى جانب اضطرابات مختلفة للشخصيتين الأخريين. والمسرحية من تأليف طلال محمود، وإخراج إبراهيم سالم، وبطولة آلاء شاكر وفيصل علي ومحمد جمعة وبسملة ونور الصباح وعبدالله حمدان.
مفارقات
تلتقي شخصيات المسرحية الخمس في غرفة انتظار الطبيب النفسي الدكتور نادر، وكل منهم ينتظر دوره، بينما تشير عقارب الساعة إلى الرابعة إلا الثلث.. هذا ما أكده المخرج إبراهيم سالم متحدثاً عن أهداف هذا العمل المفعم بالفكاهة، وأضاف: هناك خمسة أشخاص ينتظرون في عيادة الطبيب نادر، وجميعهم حصلوا على موعد واحد في «الساعة الرابعة» التي تحمل عنوان المسرحية، لتحدث بعض المفارقات غير المتوقعة، بين شخصيات المسرحية، من خلال حوارات تحرض على إعمال العقل وطرق أبواب الحقيقة.
وأضاف سالم أن فكرة العمل تبدأ من مرحلة اختيار النص، ثم يأتي الحوار وهو الأساس بين الأبطال، القادرين على التقاط الجملة التي تعطي العمل هذه الروح الفكاهية والمرحة. ويتابع سالم أن هذه المجموعة من الممثلين التقطوا من البداية الجملة المعبرة، وأحبوا العمل وسادت الألفة بينهم، لذلك خرج العمل بهذه الصورة المبهرة.
عمق في الطرح
وحول قدرة الحوار الهادئ والفكاهي على حل الأزمات، أكد مخرج العمل أن فهم الجملة وإيصالها للمتلقي بشكل صحيح يمكن أن يحل الأزمات من على خشبة المسرح، مبيناً أنه يمكن أن تكون هناك رسالة وراء الضحك لتؤدي الهدف منها لدى المشاهد، مثل رسالة المحبة والتسامح بين الديانات والجنسيات، إلا أن هذا الأمر يحتاج إلى العمق في الطرح، مؤكداً أنه علينا أن نتقبل الآخر أياً كان مذهبه أو دينه ولا نعادي بعضنا البعض من أجل فكرة أو اختلاف في الرأي.
وأكد سالم أن أي عمل مسرحي يحتاج إلى الوقت الكافي ليصل إلى مرحلة النضج ليحقق الهدف منه، فمشكلتنا تكمن في كيفية الحوار وطرح القضايا فيما بيننا. أما عن مكانة المسرح وأهميته، فأشار سالم إلى الدعم الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة للمسرح الإماراتي، سواء من الناحية المادية أو الأدبية أو المعنوية، ونحن نثمن لسموه هذا الجهد المتواصل لإحداث حراك مسرحي على مستوى الدولة.