برلين (وكالات)
قتل شخصان على الأقل أمس في هجوم وسط مدينة هاله الألمانية استهدف كنيسا ثم مطعما تركيا، في حين لا يزال المهاجمون فارين. وحاول المهاجمون دخول الكنيس الواقع في حي بولوس حيث كان «بين 70 و80 شخصا» مجتمعين للاحتفال بيوم الغفران (كيبور) لدى اليهود، حسب ما قال رئيس الطائفة اليهودية في المدينة ماكس بريفوروتسكي لصحيفة شبيجل، موضحا أن الجناة لم يتمكنوا من اقتحام باب الكنيس.
كما قام المهاجمون بإطلاق النار وسط الشارع وعلى مطعم تركي، حسبما أفاد شهود قالوا إنهم شاهدوا جثة على الأرض فوقها غطاء أزرق اللون قرب الكنيس في حي بولوس.
من جهتها، قالت الشرطة عبر تويتر «قتل شخصان في هاله حسب المعلومات الأولية، وقد سجل إطلاق عيارات نارية عدة، إلا أن منفذي الهجوم تمكنوا من الفرار على متن سيارة». كما طلبت الشرطة «من السكان البقاء في منازلهم». وأعلن المستشفى الجامعي في المدينة «وصول شخصين مصابين بجروح خطرة بالرصاص»، حسب ما نقل المتحدث باسم المستشفى يانس مولر لفرانس برس.
وقد تسلمت النيابة العامة المتخصصة بشؤون الإرهاب ملف الحادثة.
وأعلنت الشرطة في وقت لاحق اعتقال شخص، من دون تقديم تفاصيل إضافية. وبشأن الهجوم على المطعم التركي أفاد شهود بتسجيل إطلاق عيارات نارية وتفجير قنبلة يدوية.
وقال الشاهد كونراد روسلر الذي كان داخل المطعم التركي لشبكة «أن تي في» للأخبار وهو في حالة صدمة، «كان أحد مطلقي النار يرتدي خوذة وزيا عسكريا، كما ألقى قنبلة يدوية على المكان فسقطت قرب باب المطعم وانفجرت». وتابع «بعدها أطلق المهاجم مرة واحدة على الأقل النار داخل المطعم واعتقد أن الرجل الذي كان جالسا ورائي قتل.
اختبأت في المراحيض وأقفلت الباب». وتم التداول بشريط فيديو بشكل واسع يظهر فيه شخص بدا هادئا، يرتدي لباسا عسكريا وخوذة ويقوم بإطلاق النار من رشاش في وسط الشارع.
وقامت الشرطة بفرض طوق أمني على الحي وعلى محطة القطارات الرئيسة المجاورة في مدينة هاله الواقعة في مقاطعة ساكس انهالت على بعد 175 كلم جنوب غرب برلين.
وقال ستيفن شيبرت المتحدث باسم المستشارة انجيلا ميركل «لقد وصلنا خبر مريع من هاله وآمل بأن تتمكن الشرطة من القبض على المهاجم أو المهاجمين باسرع وقت ممكن، وعدم وقوع ضحايا إضافيين».الا ان وكالة «دي بي أي» الالمانية أشارت إلى حصول إطلاق نار في مدينة لاندسبرج الواقعة على بعد 15 كلم من هاله.
لكن لم يتأكد بعد الرابط بين الحادثين.
وقالت أنيا فيرنر رئيسة بلدية بلدة لاندسبرج في شرق ألمانيا إن شخصين يشتبه في أنهما نفذا هجوما بالرصاص في المنطقة سرقا سيارة تسير الآن على الطريق المؤدي إلى ميونيخ.
ويأتي هذا الهجوم بعد أشهر قليلة على مقتل فالتر لوبشكي القيادي الداعم للمهاجرين في حزب ميركل، في هجوم تبين أن المتهم الاساسي فيه من النازيين الجدد.
وتسببت هذه القضية بصدمة في البلاد خاصة وان اليمين المتطرف يواصل تسجيل تقدم في الانتخابات المتتالية.
وقد أعاد إلى الأذهان ما قامت به مجموعة من النازيين الجدد تبين أنها مسؤولة عن قتل نحو عشرة مهاجرين في ألمانيا بين عامي 2000 و2007.
وإضافة إلى هذه السلسلة من الجرائم، وقعت أيضا هجمات أخرى تبين أن المسؤولين عنها من اليمين المتطرف، وأبرزها طعن رئيسة بلدية كولونيا هنرييت ريكر عام 2015 وبعدها بسنتين الاعتداء على رئيس بلدية مدينة التينا اندريا هولشتاين. وقد نجا الاثنان بأعجوبة، وكانا معروفين بدفاعهما عن سياسة استقبال المهاجرين.
وتقدر السلطات الألمانية وجود نحو 12700 متطرف في البلاد يعتبرون خطرين.