جمعة النعيمي (أبوظبي)
تصدر دور السيارات الكهربائية، وتطوير شبكات نقل بري متكاملة لأصحاب الهمم، مكانة بارزة في النقاشات التي شهدها اليوم الثالث من المؤتمر الدولي للطرق السادس والعشرين-أبوظبي 2019 الذي يعقد للمرة الأولى في الشرق الأوسط، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
وتناولت النقاشات قضية تهيئة الطرق لأصحاب الهمم بهدف تغيير نمط سفرهم وتنقلاتهم اليومية، وذلك للمرة الأولى في تاريخ المؤتمر الممتد لـ 111 عاماً، وخلال جلسة استشرافية بعنوان: «النقل البري الشامل للمعاقين». وقالت شارلوت ماكلين نالبو، مستشارة الإعاقة العالمية بمجموعة البنك الدولي لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة: «إن استراتيجيات التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة تضع أهدافاً رئيسة لإنشاء أنظمة نقل آمنة ومستقرة للجميع، يمكن توفيرها بحلول 2030، والواقع أن ذلك يعني بشكل رئيس أصحاب الهمم، ويؤكد حاجتهم للانتقال السلس والآمن».
وقالت دانييلا باس، مديرة قسم التنمية الاجتماعية الشاملة في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة التي ترأست الجلسة: «اليوم باتت المواصلات شريان الحياة للوصول إلى أماكن التعليم والتوظيف والرعاية الصحية، حتى أنها السبيل لممارسة الحياة الاجتماعية والمجتمعية، إن النقل السهل والمتكامل سيساعد الناس على العيش بشكل جيد، وبالتالي يكسر دائرة الفقر والتبعية والتهميش».
وأضافت باس: «مع كل البلدان والمعنيين الذين تعهدوا بتوفير سبل النقل قليلة التكلفة والآمنة للجميع في إطار أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، أنا متأكدة من أننا قادرون على خلق ثقافة جديدة للتنقل والمواصلات، كما أن بناء الطرق التي يمكن الوصول إليها، مسألة مرتبطة بقيمة العدالة، وبالاستثمار في المستقبل، لأن دمج أصحاب الهمم ليس فقط التزاماً قانونياً، بل هو أيضاً ضرورة اقتصادية واجتماعية نحتاج إلى العمل معاً من أجلها».
كما شملت الجلسة مشاركات ثرية في النقاش حول أهمية وجود شبكة طرق يمكن لأصحاب الهمم استخدامها بسهولة وأمان من ماري كراس، رئيسة العلاقات المؤسسية ومنتدى النقل الدولي، وبان هايشياو، أستاذ التخطيط الحضري في قسم التخطيط بجامعة تونجي في شنغهاي، وسعيد محمد، اختصاصي النقل العالمي الأول في البنك الإسلامي للتنمية، وكلير سميث، رئيس قسم وضع السياسات الخاصة لسهولة النقل في اسكتلندا.
وناقش نظير علي، الرئيس التنفيذي السابق والمؤسس للهيئة الوطنية للطرق بجنوب أفريقيا SANRAL موضوع: «تعزيز البنية التحتية لتحقيق التماسك الاجتماعي ودعم التجارة في أفريقيا»، حيث طرح رؤية عامة حول نظام النقل في القارة الأفريقية، وحدد المجالات التي يجب معالجتها لتحسين النقل فيها.
وقال نظير: «تعتبر حيوية وأهمية الطرق في أفريقيا أمراً مسلماً، بالنظر لمساهماتها في الأمن والسلامة والنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية، حيث يتم رصف 47% تقريباً من الطريق السريع الذي يربط أنحاء القارة كافة، ولكن ما يواجهنا الآن هو مشكلة الصيانة، بسبب الأمطار أو العناصر الأخرى مثل الصخور والرمال، لقد أصبح مهماً أن تُصمم السياسات، وأن تتوافر القوى العاملة المتخصصة، وأن نستعين بالاستراتيجيات الذكية مع الشركاء الخارجيين كافة لتطوير بنية تحتية جيدة».
كما ألقى غوانغزه تشن، المدير العالمي للممارسات العالمية للنقل والمدير الإقليمي لإدارة البنية التحتية لجنوب آسيا بالبنك الدولي، كلمة حول «الطريق إلى النقل المستدام - مواجهة التحدي المالي»، وركز في كلمته على الحاجة إلى الاستثمار المستدام في صناعة النقل للتعامل مع التحديات الحالية والمستقبلية، خاصة أنه من المتوقع أن يزداد عدد السكان بمقدار مليار شخص بحلول عام 2030. وقال تشن: «زاد الطلب على حلول التنقل بسرعة كبيرة، وسيستمر في التوسع في المستقبل. وستؤثر عملة الربط بين المناطق الريفية والحضرية على جدول أعمال الاستثمار في قطاع النقل في المرحلة القادمة، وفي الوقت نفسه، سوف يتطلب الأمر آليات مستدامة للتعامل مع التحديات التي ستظهر».
وشكلت أحدث التقنيات المبتكرة في مجال النقل والطرق أحد أهم المواضيع خلال أعمال اليوم الثالث من المؤتمر، وتناولت سوزانا زاماتارو، المديرة العامة للاتحاد الدولي للطرق، قضية زيادة استخدام المركبات الآلية على الطرق. واقترحت أن تبدأ الحكومات في بناء طرق بمساحة كافية للتعامل مع متطلبات حركة المرور المتزايدة، وقالت: «إن القطاعين العام والخاص يجب أن يعملا معاً لأن أثر التطوير في البنى التحتية سيفيد الجميع».
ويرى المتخصصون أنه مع استمرار تطور التكنولوجيا، فإن الدفع بالسيارات الكهربائية على الطرق السريعة، أحد السبل للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وبهذا الصدد ناقش المشاركون في المؤتمر، موضوع السيارات الكهربائية كوسيلة محتملة للسفر في المستقبل. وخلال جلسة برئاسة أنيلا نيلاندر، كبيرة استراتيجيي الشؤون الدولية في إدارة النقل السويدية، تم طرح التساؤل حول ما إذا كانت أنظمة الطرق الكهربائية (ERS) التي ستشحن المركبات خلال حركتها، هي الحل، ونوه كل من أنيلا وزميلها خلال الجلسة ميغيل كاسو فلوريز، المدير الفني لجمعية الطرق العالمية حسب نتائج دراستهم إلى أن وضع أنظمة الطرق الكهربائية قيد الاستخدام قد يكون الحل للمستقبل.
وكشفت الدراسة أن مركبات وحافلات نقل البضائع من المرجح أن تكون أول من يتبنى أنظمة الشحن الكهربائية على الطرق، في حين من المحتمل أن يقوم ملاك سيارات والمركبات الخاصة بشحن مركباتهم في المنزل لتجنب رسوم الشحن على الطريق. كما أكد أهمية دعم الحكومات للأنظمة الكهربائية ERS ولعمل برامج تجريبية أولية.
طرق مستدامة
في الجلسة الخاصة قام مارتن لامب، مدير شركة Maple Consulting Ltd، بالتعليق على دراسة PIARC التي ركزت على بناء طرق مستدامة للطاقة. وكشف مارتن عن النتائج الرئيسة، موضحاً أن توليد الطاقة من الشمس والرياح هو الأنسب من خلال «طرق الطاقة الإيجابية PER»، وأن هذه الطرق لديها القدرة على المساهمة في تقليل انبعاث الكربون، ومع ذلك، فهو يعتقد بأن النجاح يعتمد على التحول المدعوم بالتشريعات والسياسات الرسمية. ويستأنف المؤتمر الدولي للطرق السادس والعشرون -أبوظبي 2019 جلساته وفعالياته يوم الأربعاء، حيث يلقي جان لوك دي باولا جالوني، نائب رئيس المجموعة لشؤون التنمية المستدامة والشؤون الخارجية Valeo كلمة أمام المشاركين حول «الأبحاث المشتركة وتحديات حركة الطرق الذكية». كما يجتمع الخبراء ضمن عدد من ورش العمل والدورات طوال اليوم، لمعالجة موضوعات مثل «عمليات تشغيل الأنفاق» و«إدارة المخاطر».