19 يونيو 2011 23:24
استعرض مؤتمر سلامة المرضى الذي نظمه مستشفى توام، بالتعاون مع هيئة الصحة أبوظبي، بمشاركة 400 طبيب من مختلف مستشفيات الدولة، نماذج من الأخطاء الطبية نتيجة التي كادت تؤدي بحياة المرضى، وطالب المؤتمر بوضع مساق دراسي متطور خاص بسلامة المريض في مناهج كليات الطب بالدولة، لإعداد أطباء قادرين على التعامل مع الأخطاء الطبية بشفافية ومعالجتها.
وشهد المؤتمر مشاركة واسعة من مختلف المؤسسات الصحية بالدولة، واشتمل برنامجه على 15 محاضرة قدمت في أربع جلسات، وركزت على ترسيخ ثقافة سلامة المرضى، وتحسين الأنظمة الإكلينيكية ودورها الفاعل في تحقيق سلامة المريض.
وفي إطار مراقبة سلامة المرضى والتأكد من القيام بالرعاية الصحية وفق أعلى معايير الجودة تم عرض فيلم وثائقي بعنوان “التعرف على عوامل الاختطار وتمييزها بهدف تحسين مستوى سلامة المرضى”، تلته دراسة حالة في جلسة أدارتها د. ريحان الهاشمي رئيس دائرة الشؤون الأكاديمية بمستشفى توام، وتناولت حالة سيدة متقدمة في السن أصيبت بجلطة دماغية وبسبب الإهمال كادت تفقد حياتها.
وتركز نقاش الحالة حول أهميـة العمل على التواصل الفعال بين مقدمي الرعاية الصحية أنفسهم من جهة، وبين المريض وعائلته من جهة أخرى ومراعاة العامل الزمني في العناية بالمريض، وتجنب التأخير في تقديم الرعاية الطبية اللازمة له واتباع منهج منظم لتلافي الأحوال والظروف التي يمكن أن تهدّد سلامة المرضى، وكيفية منع وقوع الأخطاء والأحداث العارضة الناجمـة عن التأخر في توصيل المعلومات ومقاطعة مقدم الرعاية الصحية أثنـاء انشغاله في تقديم الرعاية الطبية له وتوثيق البيانات الخاصة.
ثم تطرق المؤتمر إلى الخدمات المخبرية كواحدة من أهم أدوات التشخيص في الطب الحديث، وأن سلامة خطوات التحاليل تعزز مصداقية نتائجها التي تُعد عنصراً حاسماً في توفير معايير الصحة والسلامة وجودة الخدمات الطبية.
تحدثت لوري بين مديرة سلامة المرضى ومركز الجودة والتطوير في مستشفى جونز هوبكنز، عن ثقافة سلامة المرضى وأهمية تطويرها كعلم إكلينيكي وترسيخها كسلوك لتصبح عادة، كما تطرقت إلى التخطيط الاستراتيجي لتحقيق ذلك في المؤسسات الصحية كافة، ثم سلّطت الضوء على دور العوامل الخارجية مثل الإداريين، ومن هم في السلطة التنفيذية والعوامل الداخلية، وتحسين التواصل بين الجهات المعنية والعمل الجماعي وفتح حوار حول الثقافة وتضمينها في نظام المؤسسات الصحية والإبلاغ عن الأخطـاء الطبية وأخذ العبر من أخطاء الآخرين لتفادي تكررها ووضع معايير صحيحة لقياس سلامة المرضى ومدى التحسن في تحقيقها، وإشراك المرضى وعائلاتهم كشركاء في نظام سلامة المرضى.
أما المحاضرة الثانية، فتطرق فيها المحاضر إلى الاعتماد وسلامة المرضى وكيفية تحسين نوعية الخدمة المقدمة للحصول على الاعتماد، أما المحاضرة الثالثة والتي كان عنوانها “سلوكيات السلامة” والتي قدمها الدكتور روبرت فيرولي فبدأها بقوله، إن ارتكاب الأخطاء أمر طبيعي لكوننا بشر، إذ يوجد قصور في الإدراك والسلوك البشري ما يؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث الأخطاء البشرية وأنواع الأخطاء التي قسمها إلى أخطاء في التنفيذ مثل السهو، وتقع عندما لا يتم تنفيذ العمل كما ينبغي له، وأخطاء في التخطيط وتحدث عندما يتم العمل كما خطط له ولكنه لا يؤدي إلى ذات النتائج المتوقعة.
وأكد د. فيرولي أن الخطأ صفة بشرية، واستعرض النتائج التي خلص إليها تقرير المعهد الطبي الأميركي حول الأخطاء الدوائية وآثارها السلبية على الصعيد الإنساني من فقدان ثقة المريض بالنظام الصحي والمادي بصورة زيادة كلفة العـلاج. كما تطرق إلى بعض أنواع الأخطاء البشرية، وأنظمة الرعاية الصحية على مستوى الممارسة المهنية، وأكد ضرورة الانتقال من التركيز على لوم الأفراد ومعاقبتهم إلى تثقيفهم وتدريبهم على تطبيق برامج السلامة الدوائية والالتزام بها.
المصدر: العين