عدد اليوم
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
«جوكر».. واحد من الأشرار الأكثر شهرة في عالم القصص المصورة «دي سي كومكس»، ويعد العدو اللدود لـ«باتمان» - الرجل الوطواط، كما هو معروف، ولكن هناك البعض ممن لا يعلمون القصة الحقيقية وراء تحويل «آرثر فليك» من مهرج يطمح أن يكون كوميدياً إلى مجرم وقاتل خطير في مدينة «غوثام» الخيالية، الأمر الذي دفع شركة «وورنر» العالمية لإنتاج وتوزيع فيلم خاص بشخصية «جوكر»، والذي يعتبر أول فيلم سينمائي لشخصية شريرة في عالم «دي سي» وبعيداً عن الأبطال الخارقين.
ترقب شديد
حالة من الترقب الشديد سبقت العرض الجماهيري للفيلم، بعد عرض المقطع الدعائي الخاص به من قبل صناع السينما والإعلام، في أكثر من اتجاه، أبرزها هو كيفية لعب دور الجوكر بالنسبة للممثل خواكين فينيكس، خصوصاً أن ممن سبقوه في أداء الشخصية، سواء في السينما أو التلفزيون، منهم «سيزار روميرو» في سلسلة باتمان التلفزيونية، و«جاك نيكلسون» في فيلم باتمان الذي أخرجه تيم برتون، و«هيث ليدجر» في فيلم «فارس الظلام»، تميزوا في تجسيدها، حتى أنها منحت الأخير جائزة أوسكار. وظل كثيرون يتساءلون بشأن كيفية إدارة الحبكة الدرامية للعمل، لكي يتحول «الجوكر» من شخص طيب تظلمه الحياة والمجتمع، إلى مجرم خطير.
تنمر وإهانة
لعب بطولة «جوكر» كل من روبيرت دي نيرو، وزازي بيتز، ومارك مارون، وبيل كامب، وبراين كالين، وأخرج الفيلم وأعد له السيناريو تود فيليبس، عن قصة سكوت سيلفر. وتدور الأحداث حول «آرثر فليك»، الذي يعمل مهرجاً في إحدى الشركات الصغيرة، حيث يقدم عروضاً للأطفال، ويعيش مع والدته «بيني فليك» التي يتولى رعايتها، فهو شخص مضطرب نفسياً ويعاني أزمات صحية، لكنه في الوقت نفسه لا يريد شيئاً من الحياة سوى إسعاد الناس، وهو يريد أن يصبح نجماً كوميدياً، ولأنه في الأساس شخص ضعيف ومضطرب، فيتعرض للظلم والتنمر والإهانة من المجتمع الذي يعيش حوله في مدينة «غوثام»، فيتحول تدريجياً إلى قاتل ومجرم خطير.
أداء محترف
خواكين فينيكس الذي شارك في بطولة أعمال سابقة مثل فيلم «هير» و«جلاديتور»، استعد لتجسيد شخصية «جوكر» باتباع حمية قاسية ليفقد الكثير من وزنه، للوصول إلى أبعاد الشخصية، كما تدرب على أداء ضحكة «جوكر» الشهيرة والصعبة، مستعيناً بالمخرج تود فيليبس، ليتم تقمص الشخصية بالشكل المطلوب، الأمر الذي أهله لأن يجسدها وباحترافية شديدة، وداخل التفاصيل الدرامية للفيلم، سردت أحداثه بعض المعلومات المتعلقة بالجوكر وحكايته مع مقدم البرامج الشهير «موراي فرانكلين» الذي أداه روبرت دنيرو، والذي قتله «آرثر» على الهواء مباشرة، لأنه كان يستخف بموهبته، مع العلم أن «موراي» هو من أطلق عليه لقب «جوكر» في برنامجه، وكذلك علاقة والدة «جوكر» برجل ذي نفوذ هو «واين» والد «بروس»- الذي يصبح باتمان حين يكبر-، حيث أخبرته والدته أنها تزوجته وأنه في الأصل ابنها، فيحاول الوصول إليه، لكنه يتنكر منه، معترفاً له أنه ابن بالتبني، وحينما يواجه والدته تعترف له بأن والده يكذب عليه في مسألة التبني، وهو ما اتضح في الفيلم أن العدوين اللدودين «باتمان» و«جوكر» هما في الأساس أشقاء من أب واحد.
للكبار فقط
حصل «الجوكر» في مهرجان البندقية السينمائي الدولي في دورته الماضية، على جائزة أفضل فيلم، وسط إشادة نقدية كبيرة، لكن عدداً من النقاد حذروا مما يحمله الفيلم من عنف وتمجيد للجريمة، خصوصاً أن «جوكر» أصبح بطلاً شعبياً لشريحة كبيرة من الناس، إلى جانب تقديمه شخصية «جوكر» كضحية للظروف والمجتمع، بما يؤدي لتعاطف الجمهور معه، رغم أنه في الحقيقة مجرم خطير، لذلك تم تصنيف الفيلم للكبار فقط.
