عدد اليوم
سعيد ياسين (القاهرة)
طالب النقاد والمهتمون بالفن بضرورة أن يكرر المنتجون تجربة فيلم «الممر» في أعمال جديدة، وأن ينتهز السينمائيون فرصة توفر ميزانيات كبيرة وتسهيلات تقدمها إدارة الشؤون المعنوية في القوات المسلحة المصرية لصنع أفلام مماثلة تبقى في الذاكرة وتترك بصمة في تاريخ السينما، وتستطيع أن تنافس في المحافل الدولية.
فقد جمع العرض التلفزيوني للفيلم بمناسبة انتصارات أكتوبر، شمل الأسر المصرية والعربية لمشاهدته، وأكد ما يمكن أن تحققه القوة الناعمة من آثار إيجابية في النفوس، خصوصاً وأن الفيلم يتناول قصة قوات الصاعقة المصرية خلال حرب الاستنزاف.
يدور الفيلم في مرحلة زمنية بداية من نكسة 1967 وحتى حرب الاستنزاف، وشارك في بطولته أحمد عز وهند صبري وإياد نصار ومحمد فراج وأحمد صلاح حسني وأخرجه شريف عرفة.
وأحدث الفيلم حالة من الحماس والسعادة الكبيرة بين الجمهور، على اعتبار أنه يمثل وثيقة ومحطة مهمة في تاريخ السينما، وشحن لحالة الانتماء والوطنية، بعدما غابت طويلاً الأعمال التي تبرز دور القوات المسلحة في مواجهة العدو.
وقال الناقد مجدي الطيب لـ«الاتحاد»: يجب استثمار النجاح الكبير لتجربة رعاية الشركات التجارية للعرض الأول على الشاشة الصغيرة، لفيلم «الممر»، في إنشاء صندوق دعم يضم الشركات والبنوك وغيرها، يُسهم في تمويل مشاريع الأفلام الجادة. ويرى الطيب أنها خطوة للارتقاء بالسينما المصرية، ودفع عجلة الإنتاج، وضمان استمرار دورانها واستقرارها، وأكد أنه لا يعني بمبادرته الأفلام التي تؤرخ للبطولات، وإنما دعم المشروعات السينمائية الجيدة بوجه عام.
وقال المؤلف محمد سليمان: حالة استقبال العرض التلفزيوني لـ«الممر» كاشفة لرغبة وتعطش المصريين والعرب على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم الاجتماعية، لمنتَج إبداعي يشعرهم بالأمان ويؤكد معنى الوطنية بداخلهم.
وتمنى سليمان أن تلهم هذه الحالة القائمين على صناعة الدراما، ويتفهموا احتياج الجمهور لأفلام أكثر من هذا النوع، ولمسلسلات حربية ومخابراتية وسياسية تكون على مستوى المنافسة.
وقال عميد المعهد العالي للسينما الدكتور محسن التوني: بعد 46 عاماً على حرب أكتوبر المجيدة، أصبح لدينا فيلم يعرض في ذكرى الانتصار، غير «الرصاصة لا تزال في جيبي» و«الوفاء العظيم» و«بدور» و«أغنية على الممر» و«أبناء الصمت» و«حكايات الغريب» و«الطريق إلى إيلات» و«يوم الكرامة». وتساءل: ألا تستحق بطولات جيشنا العظيم إنتاج ولو فيلم واحد سنوياً، وهناك العديد من الملاحم من حق الأجيال الجديدة معرفتها.
وقالت الفنانة سحر نوح: الشعب المصري كان في حاجة إلى أن يتم شحنه بحالة الانتماء والوطنية، لذلك تأثر الجميع بالفيلم، ونحتاج لعشرات الأفلام من هذه النوعية، التي تؤرخ أحداثاً ملهمة ومهمة تكون بوصلتنا وقت التيه الذي نعيش فيه منذ سنوات. وقالت المؤلفة انتصار صابر: تحية من القلب لمن فكر في عرض «الممر» لجمهور التلفزيون، فالجيش يستحق عن جدارة تأريخ بطولاته وتمجيدها في أعمال تعّرف الأجيال قيمة الأرض والعرض وقيمة جيشهم.
