الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

بعد الأمطار.. «الأخضر» يليق برأس الخيمة

بعد الأمطار.. «الأخضر» يليق برأس الخيمة
30 يناير 2020 02:43

مريم بوخطامين (رأس الخيمة)

اكتست المناطق الجبلية والبرية في إمارة رأس الخيمة باللون الأخضر إيذاناً بنمو النباتات والزهور البرية بعد موسم غزير من الأمطار لم تشهدها الإمارة منذ فترات طويلة، ما جعلها مقصداً للسياح والأهالي مع تدني درجات الحرارة إلى أقل من 10 درجات مئوية في المناطق الجبلية والمفتوحة في الإمارة.
وقال المواطن عمر الشحي: «إن المنطقة لم تشهد منذ فترات طويلة سقوط مثل هذه الكميات الكبيرة من الأمطار المتتالية التي ساهمت في تحويل المنطقة إلى مساحات خضراء على مد النظر والتي عززها انخفاض درجات الحرارة المتدنية التي تراوحت ما بين 10 و15 درجة مئوية، كحد متوسط»، مشيراً إلى أن المنطقة اكتست بنبتة التسليح التي تشبه الزهور إلى حد كبير والتي لا تظهر ولا تنمو إلى بعد سقوط الأمطار وانخفاض درجات الحرارة، والتي تستمر في النمو حتى شهر مارس، تزامناً مع انخفاض درجات الحرارة، وتبدأ بالاصفرار مع ارتفاع درجات الحرارة.
وأوضح أنه يحرص وأصدقاؤه على مدار العام وبالتحديد في هذه الفترة من السنة على زيارة عدد من المناطق الجبلية والبرية، للمشاهدة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية التي اكتست بالخضرة في العديد من المناطق في الإمارة، فهناك الكثير من النباتات التي تنمو فترة الأمطار وبعدها ويستخدمها الإنسان للعلاج والغذاء مثل: (الحنزيب، الخناصير، الكويتر، الغمير، تسليح، الحلول، البأفر، الخبيز، سخير، بريرين، الفوطن، غته، وشجيرة حنونو).
وقال الوالد سعيد الشميلي: «إن موسم الأمطار نعمة كبيرة من الله تعالى، خصوصاً الفترة ما بعد المطر التي تنمو معها العديد من النباتات البرية والجبلية»، مبيناً أنه في السابق وحتى يومنا هذا لا يزال الكثيرون يستخدمون عدداً من النباتات كعلاج، مثل نبتة (الحلول والبأفر)، ونبتة غته كمادة منكهة للشاي، ناهيك عن أوراق الحميض والخبيز وسخير والأرطه أو الأرطأ التي تستخدم في الطعام. وأشار الوالد حمد المسافري، إلى أن نباتات المناطق البرية تختلف عن المناطق الجبلية وتستخدم أيضاً علاجاً وغذاء، للإنسان والحيوان، منوهاً بأن موسم سقوط الأمطار نعمة على جميع الكائنات، وأنه حتى لحوم وألبان الحيوانات والماشية تصبح أفضل بعد موسم سقوط الأمطار نتيجة أكلها للأعشاب والكلأ الطبيعي، مبيناً أن من نباتات المناطق البرية التي تنمو بكثرة مثل: (العرفج، الدغابيس، العريون، الفقع والزبيدي وغيرها)، وبعض النباتات مثل: (الغريرا والخضرم والينم، الحنظل)، بعضها مخصصة للحيوانات فقط، وبعضها يستخدم للعلاج.
وأكد المواطن سلوم حمد نغموش من دبي، أن إمارة رأس الخيمة من أفضل الوجهات السياحية التي يحرص على زيارتها في فترة الشتاء وقضاء الإجازة فيها برفقة أسرته والتي لا تخلو من ممارسة الأنشطة وقضاء جلسات السمر وسط الرمال البرية وعلى خط شارع الإمارات التي أصبحت عادة سنوية للشباب والأسر في الشتاء.

«نباتات نادرة » تشكل عوامل جذب سياحية
قالت الدكتورة مارينا تساليكي اختصاصي بحوث نباتية في مؤسسة الزراعة التجميلية بدائرة الخدمات العامة برأس الخيمة: إن هطول الأمطار على مناطق رأس الخيمة أسهم في نمو مجموعة متنوعة من النباتات والأعشاب المعروفة والنادرة مثل «خشد وأشخر وبوص» وغيرها من النباتات حيث تكون كثافة النباتات في البر والجبل على قدر كميات الأمطار الهاطلة.
وذكرت أن الحياة النباتية في رأس الخيمة تزخر بالعديد من الأنواع المختلفة من النباتات التي يصل عددها لأكثر من 320 نوعا وهي في تزايد على نحو سنوي وتستحوذ رأس الخيمة على نحو 50% من إجمالي النباتات المحلية في الإمارات التي يقدر عددها بأكثر من 650 نوعاً من النباتات. وقالت اختصاصية البحوث النباتية إن رأس الخيمة تعيش هذه الأيام أجواء مفعمة بالحيوية والاستدامة تتجلى في الطبيعة الخلابة التي تشهدها مناطق الإمارة البرية والجبلية كافة نتيجة انتشار النباتات، ومنها «الحامض والفقع» إضافة إلى الحشائش والزهور التي كست تلك المناطق باللون الأخضر.
وأضافت تساليكي أنه من خلال عملي الميداني في أكثر من 270 موقعا في مناطق متفرقة من إمارة رأس الخيمة نتوقع ظهور أنوع جديدة من النباتات مع اختلاف الأراضي والبيئات.
وأشارت اختصاصية البحوث النباتية إلى أن مياه الأمطار لها منافع عديدة على صعيد استدامة الحياة النباتية في رأس الخيمة لاسيما في المناطق الجافة كونها تسهم في ازدهار النباتات ونمو أنواع جديدة منها.
وحول إمكانية ترتيب جولات سياحية لمناطق النباتات وتقديمها للزوار، قالت تساليكي: «نستثمر الكثير من الوقت والجهد في جوانب التعليم والتدريب من خلال تطوير برامج تعرض أوجه الاختلاف والتميز بين أنواع النباتات للزوار والسياح من محبي الحياة النباتية والطبيعة.
وقالت تساليكي: «تتمثل خطتنا في تقديم عدد كبير من النباتات المختلفة لأغراض تنسيق المواقع وتجميل الحدائق وذلك للتشجيع على استخدام النباتات المحلية لهذه الأغراض هو أمر يتيح الاستدامة أكثر من النباتات التي يتم استيرادها من دول أخرى وتحتاج كميات كبيرة من المياه والكثير من المتابعة والرعاية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©