17 يونيو 2012
(أبوظبي) - تراجع إجمالي الرسائل النصية القصيرة المحلية والدولية المرسلة من مشتركي “اتصالات” ودو” خلال العامين الماضيين بنسبة 19% ليصل إلى 2?9 مليار رسالة العام الماضي، مقارنة مع عامي 2008 و2009، وبحسب التقرير السنوي الثالث للاتصالات الصادر عن هيئة تنظيم الاتصالات،
عزا خبراء في قطاع الاتصالات تراجع الرسائل النصية القصيرة إلى المنافسة الشرسة من التطبيقات البديلة المنتشرة للتراسل المجاني، عبر البلاك بيري، وشبكات التواصل الاجتماعي.
وتراجع إجمالي رسائل الوسائط المتعددة خلال العامين الماضيين 2011 و2010 بنسبة 39% ليصل إلى 51 مليون رسالة العام الماضي، مقارنة مع 84 مليون رسالة عامي 2008 و2009.
وقال مسؤول لدى “اتصالات”، إن انتشار الأجهزة الذكية في الإمارات خصوصاً بين أوساط الشباب، يساهم في تراجع استخدام الرسائل النصية، حيث يلجأ الشباب وحتى الكبار إلى المحادثة وتبادل الرسائل مجاناً عبر البلاك بيري، الأمر الذي يساهم في تراجع عائدات شركات الاتصالات من الرسائل النصية التي كانت قبل 3 إلى 4 سنوات تدر عوائد جيدة.
وأضاف أن شبكات التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر” أصبحت وسيلة منافسة بديلة للتواصل المجاني بدلاً من إرسال الرسائل النصية، خصوصاً أنها توفر وسائل اتصال فورية على مدار الساعة.
وتجاوز عدد مشتركي الفيسبوك في الإمارات حاجز 3 ملايين مستخدم، تعتبر الأعلى انتشاراً عربياً قياساً إلى عدد سكان الدولة.
وأظهرت إحصاءات هيئة الاتصالات أن عدد مشتركي أجهزة البلاك بيري في الدولة، بلغ بنهاية العام الماضي 858 ألف مشترك، وتستحوذ “اتصالات” على 60% من إجمالي عدد المشتركين.
وبحسب الهيئة، فإن الإمارات تسجل أعلى معدلات نمو في اشتراكات البلاك بيري في العالم، كما أنها الأعلى انتشارا مقارنة لعدد السكان بين دول الخليج.
وأكدت مونيكا باسو نائب رئيس شؤون الأبحاث في مؤسسة جارتنر المتخصصة في أبحاث الاتصالات، أن هناك منافسة شرسة تواجه الخدمات المقدمة من شركات الاتصالات من قبل تطبيقات “ الشات” عبر الماسينجر والتراسل الفوري المجاني من خلال الهواتف الذكية المتصلة بالإنترنت، والتي تنتشر في أوساط الشباب، ويستخدمونها كبديل عن إرسال الرسائل النصية القصيرة المدفوعة من خلال الهاتف المتحرك.
وقالت إن تهديداً يواجه شركات الاتصالات بشأن تراجع إيراداتها مع انتشار التطبيقات البديلة على الإنترنت، للرسائل القصيرة والمكالمات الصوتية عبر بروتوكول الإنترنت وهي الخدمة التي تعتزم كل من “اتصالات” و”دو” تطبيقها قبل نهاية العام الحالي.
ويتوقع خبراء الاتصالات، أن تشكل تطبيقات الاتصال عبر الإنترنت خطراً أكبر لشركات الاتصالات، خصوصاً فيما يتعلق بالمكالمات الدولية التي تسجل إيراداتها انخفاضاً مستمراً بلغت نسبته العام الماضي بالنسبة للهاتف الثابت 22% والمتحرك 2%.
وانخفضت قيمة الإيرادات التي حققتها “اتصالات” و”دو” من خدمات المكالمات الصوتية الدولية العام الماضي بنسبة 5% لتصل إلى 8?48 مليار درهم، مقارنة مع 8?91 مليار درهم عام 2010، وبلغت قيمة الايرادات المتحققة من المكالمات الدولية من خلال الهاتف المتحرك 7?56 مليار درهم، ومن خلال الهاتف الثابت 926 مليون درهم.
وبحسب الخبراء، فإن شركات الاتصالات تحاول استقطاب المزيد من المشتركين في خدمتي الإنترنت والبيانات، لتعويض النقص في إيراداتها من الرسائل النصية، والمكالمات الدولية، وسط توقعات بنسب انخفاض اكبر خلال السنوات المقبلة، مع زيادة انتشار أجهزة الهواتف الذكية وتطبيق خدمة الاتصالات عبر الإنترنت بأسعار أرخص من تعرفة المكالمات الدولية التقليدية.
وارتفع عدد مشتركي إنترنت النطاق العريض لدى “اتصالات” و”دو” خلال العام الماضي إلى 873?39 مليون مشترك مقارنة مع 790?08 مليون مشترك عام 2010، كما ازداد عدد مشتركي خطوط البيانات المؤجرة بنسبة 17%، ليصل إجمالي عدد المشتركين إلى 44?738 مشترك، مقارنة مع 38?271 مشترك عام 2010، وبلغ اجمالي الايرادات المتحققة لكل من “اتصالات” و”دو” من خطوط البيانات المؤجرة 1?11 مليار درهم مقارنة مع 1?12 مليار درهم، بحسب هيئة الاتصالات.
وبلغ عدد مشتركي البيانات من الهاتف المتحرك 326 ألف مشترك، في حين بلغ عدد مشتركي خدمات البيانات من باقات الهواتف الذكية 529 ألف مشترك.
وقال عبدالله الهاشمي نائب رئيس أول حلول الأعمال في “اتصالات”، إن قطاع البيانات يشهد زيادة ملموسة من قبل قطاع الشركات والمؤسسات في الدولة، ومع تدشين شبكة الجيل الرابع من قبل مؤسسة اتصالات، لتكون أول شركة اتصالات في المنطقة تدخل هذه الشبكة، من المتوقع أن يتزايد حصول الشركات على البيانات عن طريق الهاتف المتحرك.
ويتوقع محللون ماليون في شركة الرمز للخدمات المالية في دراسة تحليلية لقطاع الاتصالات في الدولة، أن تساهم تقنية الجيل الرابع التي تطلقها كل من “اتصالات” و”دو” بزيادة إقبال الشباب على استخدام أجهزة البيانات والوسائط المتعددة عالية التقنية، حيث تدر هذه الأجهزة عوائد عالية لشركات الاتصالات جراء استخدام خدمات الإنترنت والبيانات.
ووفقاً للدراسة، تتجه شركات الاتصالات المحلية حالياً نحو خدمات الاتصال بالحزمة العريضة فائقة السرعة، ويتوقع الاتحاد العالمي لمزودي خدمات الاتصال بالهاتف النقال ارتفاعاً بنسبة 200% في الطلب على خدمات الصوت والبيانات والفيديو عبر الإنترنت، وقامت «دو» و«اتصالات» بإجراء تجارب على تقنيات الجيل الرابع، التي تتيح إعادة استخدام العديد من الموارد الحالية والامتثال لمعيار عالمي موحد فيما يتعلق بالتشغيل البيني لخدمات الاتصالات، حيث سيسهم ذلك في تخفيض تكاليف ووقت نشر هذه التقنيات وارتفاع حجم الناتج الكلي منها وتبسيط خدمات التجوال.
وبالنسبة لمستخدمي الهواتف النقالة، فإن الانتقال من تقنية الجيل الثالث إلى تقنيات الجيل الرابع سوف يسهل من تجربة الاتصال بالحزمة العريضة، حيث تعد تقنية الجيل الرابع التقنية الأمثل بالنسبة للبيانات، ومن المتوقع أن يتجاوز متوسط سرعات المخرجات من خلال هذه التقنية، ما توفره تقنية الجيل الثالث بمقدار يصل إلى 10 مرات.