السبت 2 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات 34 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احتفالية الدوحة «عاصمة الثقافة العربية 2010» تتحول إلى كرنفال حضاري وعلمي

احتفالية الدوحة «عاصمة الثقافة العربية 2010» تتحول إلى كرنفال حضاري وعلمي
30 يناير 2010 20:57
احتفلت دولة قطر قيادة وحكومة وشعباً بانطلاق فعاليات احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية لعام 2010، بحفل كرنفالي ضخم، وهو عبارة عن أوبريت مع مسرحية بعنوان “بيت الحكمة” قدمته فرقة إنانا السورية آخر الأسبوع الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، وبذلك تكون شرارة الاحتفالية قد انطلقت، معلنة بدء موسم زاخر بالمفاجآت، الاستعراضات، والمتلقيات. وقد حضر الأوبريت جمهرة من أهل الفن والثقافة، أمثال الفنان أسعد فضة والفنانة منى واصف، ومخرج العمل الفنان جهاد سعد، بالإضافة إلى الفنان جمال سليمان، والفنانة لطيفة التونسية، وعدد من رموز الإعلام والصحافة، وتجلى الحدث بأبهى الصور، وأدهش الحاضرين، وكعادتها “الدوحة” تزينت بأبهى وأجمل ما لديها في عرسها الثقافي والحضاري، الذي شد الأنظار إليها، وقلب موازين الاحتفالات في المجال نفسه. والجدير ذكره أن دولة قطر قد وجهت دعوات إلى أكثر من 1200 شخصية سياسية وثقافية وفنية، وأبرز الحضور كان الرئيس السوري بشار الأسد وحرمه بالإضافة إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة. هاجس المعرفة استهل الافتتاح بعرض أوبريت “بيت الحكمة”، وهو من إنتاج سوري – قطري مشترك، تم تقديم شخصية الخليفة العباسي عبد الله المأمون بن هارون الرشيد، الذي كان مهتماً بالثقافة والعلوم، ودعم العلم في عصره، إلى أن ارتقى به إلى مصاف التقدم العالمي آنذاك، وأنشأ حضارة كبيرة نهل العالم كله منها. وقد جسد أوبريت “بيت الحكمة” الذي قدم العرض الأول له بقاعة “الدفنة” بفندق شيراتون في إطار فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010 ووسط حضور جماهيري واسع ملامح شخصية الخليفة العباسي عبد الله المأمون بن هارون الرشيد. وقدم الأوبريت الذي شارك فيه نخبة من الفنانين القطريين والسوريين العديد من اللوحات التعبيرية التي رسمت اهتمام الخليفة العباسي عبد الله المأمون بن هارون الرشيد بالعلم والعلماء، ليوضح إلى أي مدى وصلت الثقافة العربية في تلك الحقبة الزاخرة بالعلماء والأدباء والمثقفين حينما كان العالم بعيداً كل البعد عن الحضارة والعلم الذي كانت تعيشه الأمة العربية والإسلامية آنذاك. وتناول الأوبريت شخصية المأمون الذي تملّكه هاجس المعرفة منذ طفولته، حيث آمن بأن العقل هو درّة الإنسان والمعرفة هي أداته الرئيسية، وهذا ما دفعه عندما أصبح خليفة إلى أن يصرف جلّ وقته في بناء وتأسيس مركز إشعاع علمي ومعرفي طال أثره جميع أقطار الوطن العربي والإسلامي وأسماه “بيت الحكمة” .. كما أوضح دور “بيت الحكمة” بالنسبة للمأمون على أنه لم يكن بيتاً للتفاخر أو للتباهي وإنما كان مشروعاً وطنياً جمعت فيه الكتب من كل أصقاع الأرض وعرّبت ونسخت وجعلت في متناول طلاب العلم والعلماء والفقهاء والفلاسفة . وبدأت قصة العرض الدرامي الفني من عصر هارون الرشيد العصر الرغيد ليوضح كيفية نشأة المأمون وبداية تشكل عقله وشخصيته ثم تنتقل بقفزة زمنية إليه وهو الخليفة الشاعر المتفقه فنشاهد بداية تأسيسه “بيت الحكمة” ثم تمكنه من إنشاء المكتبة ودار الترجمة والنسخ ودار صناعة الكتب والجامعة ومركز البحث العلمي والمرصد الفلكي الذي وضع العرض في إطار حكاية درامية تحاول إعادة إحياء الحضارة القديمة. أصداء الحفل واعتبر الحاضرون والمتابعون لعرض افتتاح وإطلاق “احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010” أنه من أقوى وأضخم عروض فعاليات فنون الأداء الذي اختير بعناية بالغة ويقوم بأدائه وتجسيد فنونه كوكبة كبيرة من فناني قطر وسوريا، ويقدم هذا العمل الدرامي الموسيقي والمسرحي بالوقت نفسه ملامح من شخصية الخليفة العباسي المأمون الذي كان مولعاً بالثقافة ومتفانياً في خدمتها وإعلاء شأنها، وهذا الاهتمام بالعلم ساهم في ارتقاء الحضارة العربية، والإسلامية بشكل عام، حتى أصبحت قطباً يحكم العالم إلى جانب دولة روما والفرنجة، وفي ذلك العصر أهدى الخليفة هارون الرشيد ساعة رملية من صنع العرب إلى ملك فرنسا “شارلمان العظيم”، وقد قدم الممثلون هذا العرض وكيفية كان العرب يقدرون العلم والعلماء، وجسدوا بطابع درامي فنتازي هذه الصورة الحقيقية لواقع عربي، أبهر العالم آنذاك. الفنان جهاد سعد مخرج الأوبريت قال “إنه أحس بنشوة النجاح والارتياح الكبير، لما لمسه من أصداء وردود فعل من الحاضرين والمتابعين”، وأكد في حديثه إلى أن تعب سنوات طوال من التدريب، والعمل، لم تذهب سدى، لافتاً أن فكرة ومضمون العمل، تحاكي الزمن الحالي، وفيها إسقاطات على الوضع العربي الراهن، الذي يأمل مثقفوه بعودة أمجاد الأسلاف، والارتقاء بالحضارة العربية. وأضاف أن التنظيم الجيد، وجهود الممثلين، أخرجت العمل، بشكل مرموق، وحسب المأمول. بناء الإنسان ومن جهته قال الفنان جمال سليمان إن الحفل كان استثنائياً من ناحية التركيز على مضمون الثقافة، والابتعاد عن الشكل الخارجي، للاحتفالات التي تقام عادة، والفعاليات التي لا تخدم المشهد الثقافي العربي، ولا تساهم في ارتقاء الفن والثقافة والحضارة. وأوضح أن تركيز قطر على بناء الإنسان، وخدمة الثقافة والحضارة العربية أمر يدعو للغبطة والافتخار، وشدد على أهمية مثل هذه الاحتفاليات التي تثري الفعل الثقافي، وتشجع المبدعين من كتاب وشعراء وفنانين ومسرحيين ومخرجين وممثلين على العمل على تطوير أنفسهم وأدواتهم وكتاباتهم، لأن الإبداع هو وقود صناعة الأمجاد، على حد تعبيره. وأكد مبارك بن ناصر آل خليفة الأمين العام بوزارة الثقافة القطرية أن جهود قطر لإعلاء الشأن الثقافي، عربياً وعالمياً، لكي تكون الدوحة نواة إشعاع ونور، يعكس مدى عمق الحضارة العربية، ومدى اهتمام العرب بالعلم والعلماء، وأضاف أن الحفل الافتتاحي ما هو إلا الخطوة الأولى في طريق دعم الإبداع والثقافة. حرفية عالية يشار إلى أن أوبريت “بيت الحكمة” يشكل إسقاطاً، بصورة فنية إبداعية، على النهضة الشاملة التي تشهدها دولة قطر على الصعد الاقتصادية والصحية والرياضية، ومن ضمنها الثقافة التي أصبحت عنواناً للدوحة، كما يشير إلى دورها الحضاري العربي والإسلامي، من خلال اهتمامها بالعلم والعلماء وإنشاء الجامعات والمؤسسات التعليمية ومراكز البحث العلمي، كما تشهد حركة ثقافية توازي وتتماثل مع تلك التي كانت موجودة في عهد المأمون. ويمثل العمل القطري السوري في الأوبريت ذروة التعاون الثقافي العربي المشترك ضمن، ملحمة رائعة ومميزة، واحتفالية ثقافية فنية عربية فريدة تمثلها الدوحة عاصمة الثقافة العربية، يشترك في إعدادها، بحرفية عالية، وتفاعل رائع، فنانون من قطر هم فهد الباكر وسلمان المري وأحمد الفضالة وراشد الشيب وإبراهيم البشري، ومن سوريا: فرقة انانا التي تقوم بأداء اللوحات التعبيرية، غسان مسعود الذي يؤدي دور هارون الرشيد، وعبد المنعم عمايري الذي يجسد شخصية المأمون وميسون أبو أسعد وزياد سعد وجلال شموط “القائد العسكري ابن الفضل” وغزوان الصفدي ورامز الأسود ونوار بلبل “إبراهيم الموصلي” وحسام الشاه وبسام داود وأدهم مرشد “موسى بن شاكر الذي يقوم بصنع الساعة المرسلة كهدية من هارون الرشيد إلى الملك شارلمان”. والعمل من إخراج الفنان جهاد سعد وسيناريو محمد ياسر الأيوبي والتأليف الموسيقي لمحمد هباش، واستشارة درامية حمد الرميحي.. وكانت قطر وسوريا قد قامتا بعمل مشترك في العام الماضي هو أوبريت صلاح الدين الأيوبي، وهو عبارة عن عرض تعبيري راقص يبرز تاريخ دمشق. فرقة إنانا السورية وبلغ عدد أعضاء الفرقة 100 راقص وراقصة شاركوا في الأوبريت الاستعراضي مع مجموعة من الممثلين وهي تعتبر الآن مؤسسة فنية مهمة من خلال مشاريعها في مجال المسرح كإنشاء مسرح مفتوح على مدار العام ومدرسة باليه وتضع الفرقة عند اختيار أعضائها أسساً ومعايير كالليونة والنشاط والطاقة وحب الفن وتقوم بالاختيار لجنة متخصصة، فالرقص في النهاية هو فن عالمي مثله مثل بقية الفنون، وإن لم يأخذ فرصته أو مكانته حتى الآن، وكانت الفرقة تدربت على عرض بيت الحكمة لأكثر من ست ساعات يومياً، ضمن بروفات مكثفة في معرض دمشق الدولي القديم قبل أن تقوم بنقل ديكور العرض الذي صمم بالكامل في سوريا إلى الدوحة، وهو على شكل مسرح دائري متحرك إضافة إلى تصميم الإضاءة والإكسسوار بالكامل من قبل فنيي إنانا الذين استطاعوا التحضير لأعمال ضخمة من هذا المستوى. وتقديم عروض فنية متميزة. وقد قدمت الفرقة عروضها، خلال الفترة الماضية، في جمهورية الصين وسافرت إلى 7 مقاطعات من بينها العاصمة الصينية وشنغهاي، كما قدمت عروضها في دار الأوبرا في القاهرة والإسكندرية وتونس وأوكرانيا وعمان والكويت، وكانت الفرقة تلقى صدى جيداً على صعيد الرقص والألحان والأداء الفني في كل بلد تزوره لا سيما في دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة التي أقيمت في الدوحة في ديسمبر 2006 فضلاً عن تقديمها لعروض متميزة في حفل افتتاح مهرجان ليغرين في الكويت وافتتاح مهرجان مسقط، وعروض أخرى في أوكرانيا، كما قدمت في عام 2006 حفل افتتاح مسقط عاصمة للثقافة العربية. وفي عام 2007 حفل افتتاح حلب عاصمة للثقافة الإسلامية، بالإضافة إلى العرض الضخم “صلاح الدين” التي قدمته بالتعاون مع وزارة الثقافة بدولة قطر في عام 2009 وستقدم الفرقة عروضها لهذا العام في مهرجان “لوموناتو” بكندا الذي يعتبر من المهرجانات المهمة في العالم إضافة إلى عرض آخر في ولاية “ديترويت” الأميركية وكانت فرقة إنانا للمسرح الراقص بسوريا استوحت فكرة العرض الفني “جوليا دومنا” الذي قدمته على مدار خمسة أيام على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية من جذور التاريخ السوري إبان الدولة الرومانية حيث تبحث الفرقة دائماً في التاريخ والحضارة العربية وتقدم فلكلور بلاد الشام بوجه خاص وفلكلور العالم العربي بوجه عام من خلال تطوير هذا الفلكلور بما يتلاءم وروح العصر وتمزج بين الواقع والخيال من خلال عروضها وبين التاريخ والمعاصرة وتقدم الفلكلور والرقص الشعبي ضمن جماليات الباليه المعاصر والحالي حيث تقدم في عروضها نمطاً اخاذاً. وقد أُسست الفرقة عام 1990 وقدمت عدة أعمال مسرحية راقصة منها: “أبناء الشمس وأجراس القدس الدمشقية وحكاية بطل وعاشقات المجد وعين اليقين وليالي أحمد بن ماجد وجوليا دومنا وليلة مرصعة بالنجوم وزنوبيا ملكة الشرق ورواحل”، كما قدمت أعمالاً متنوعة مسرحياً وتليفزيونياً وسينمائياً في سوريا
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض