فاطمة عطفة (أبوظبي)
تستضيف أبوظبي وفداً من «لجنة كولبير»، التي تمثل 84 علامة من العلامات التجارية الفاخرة ومنتجات الرفاهية، و16 مؤسسة ثقافية فرنسية، ضمن سلسلة من المبادرات تحت عنوان «فلانيري كولبير أبوظبي» و«الرفاهية الفرنسية في القرن الحادي والعشرين»، هذا ما أعلن عنه الرئيس والمدير التنفيذي لـ«لجنة كولبير»، أمس الأول، في مؤتمر صحفي عُقد في «بيت الحرفيين» في قصر الحصن، بحضور سيف سعيد غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وسعادة السفير الفرنسي في الإمارات لودوفيك بوي، وإليزابيث يونسول دي بورت.
مفاهيم وأسرار
تتضمن هذه المبادرات سلسلة من الفعاليات المقرر إقامتها في مواقع متعددة في جميع أنحاء أبوظبي، والتي تستكشف مفاهيم وأسرار الرفاهية الفرنسية في القرن الحادي والعشرين، والثقافة الفرنسية وحوارها المتواصل والمزدهر مع الثقافة الإماراتية.
وتدعم دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي هذه المبادرات المقرر تنظيمها خلال الفترة من 12 نوفمبر إلى 14 ديسمبر 2019 في «بيت الحرفيين» في كل من قصر الحصن، و«الجاليريا» في جزيرة المارية ومعرض «فن أبوظبي» و«متحف اللوفر أبوظبي»، الذي يحتضن معرض «10,000 عام من الرفاهية» من 30 أكتوبر 2019 إلى 15 فبراير 2020 بالتعاون مع «متحف الفنون الزخرفية» الفرنسي، وهو عضو مشارك في «لجنة كولبير».
من جانبه، قال فرانك ريستير، وزير الثقافة الفرنسي: «يسرني رعاية فعاليات «فلانيري كولبير أبوظبي» التي تحتفي بالعلاقات الوطيدة بين فرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة، وبينما يمزج قطاع الرفاهية الفرنسي بين التراث غير المادي والإبداع، أثق في أن الحوار الثقافي، الذي طورته «لجنة كولبير» عبر هذه المبادرات حول مهارات التميز والفن المعاصر، سيساهم بالتأكيد في تعزيز الروابط بين بلدينا».
رائدة وفريدة
وأشار سيف سعيد غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، خلال المؤتمر الصحفي، إلى أن هذه المبادرة الفنية والثقافية رائدة وفريدة من نوعها، حيث لم يسبق من قبل تقديم مثل هذا البرنامج المفتوح للجمهور في أي مكان بالعالم، وأضاف: «تجسد هذه المبادرة التزام الدائرة بالعمل على ترسيخ مكانة أبوظبي عاصمة لأفضل الأحداث الثقافية والفنية في العالم، وقد حرصنا على الجمع بين نخبة من علامات الرفاهية والخبراء والمؤسسات الثقافية الفرنسية بجانب مؤسساتنا، التي تعكس احترام أبوظبي وتقديرها لقيم التاريخ والابتكار والمشاريع الفنية والحرفية مثل منطقة الحصن وبيت الحرفيين، تأكيداً لدعم دائرة الثقافة والسياحة للحوار بين الثقافات».
حوار حضاري وثقافي
كما أكدت إليزابيث يونسول دي بورت، على دور «لجنة كولبير»، باعتبارها منصة مثلى لإقامة حوار بين مختلف الحضارات والثقافات، من خلال عملها كهيئة مجتمعية تمثل الرفاهية الفرنسية، مشيرة إلى أن برنامج «فلانيري كولبير أبوظبي» فريد من نوعه في العالم، وسوف يعكس عدة جوانب من المؤسسات والعلامات التجارية التي يمثلها، التي تشكل مزيجاً من التراث الحرفي غير المادي للاحتفاء بالحرف التقليدية ومنتجات الرفاهية الفرنسية الفاخرة.
ويشار إلى أن فعاليات «فلانيري كولبير أبوظبي» توفر برنامجاً للمهارات الحرفية وورش العمل والحوارات في الفترة من 12 إلى 28 نوفمبر في «بيت الحرفيين»، إلى جانب أنشطة «الجاليريا» التي تعرض الإبداع المشترك لمجموعة من علامات الفخامة والرفاهية الفرنسية من 12 نوفمبر إلى 14 ديسمبر، كما يشهد معرض «فن أبوظبي» يومي 20 و23 نوفمبر حوارات حول الرفاهية والفن الفرنسي الحديث بمشاركة متحدثين من أعلام الثقافة الفرنسية.
وفي متحف اللوفر أبوظبي وللمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، يشهد معرض «10,000 عام من الرفاهية» عرض 350 قطعة استثنائية من الأزياء والمجوهرات والقطع الفنية والأثاث والتصميم، مستكشفاً الأساليب المتنوعة التي استخدمتها الثقافات المختلفة للتعبير عن الرفاهية عبر التاريخ، من القرابين الثمينة في الطقوس الدينية، والأثاث الملكي المصنوع من الذهب الخالص، إلى الأزياء الراقية وقطع المجوهرات التي أبدعتها علامات راقية مثل «كريستيان ديور» و«شانيل» و«كارتييه» و«هيرميس»، مع رصد مقومات ومعايير ترفع قيمتها، بما في ذلك عمرها التاريخي أو مهارة صانعها، أو ندرتها.
حرف ومهارات
ويشارك بـ«بيت الحرفيين» حرفيون فرنسيون وإماراتيون في حوارات حول مهارات صناعة السدو والخوص والتلي وصناعة الخناجر من الجانب الإماراتي، والتطريز وفن الطهي والمصنوعات الفضية والجلدية من الجانب الفرنسي، إضافة إلى ما سوف تكشف عنه دار «كريستيان ديور» من أسرار صناعة حقيبة اليد النسائية الشهيرة التي تحمل علامتها، إضافة إلى دار «غيرلان» التي تكشف عن فن تعبئة وختم زجاجات العطور، كما تقدم دار «بويفوركات» إطلالة على تقنيات صياغة الفضة ومقارنتها بأسلوب الحرفيين الإماراتيين في صناعة خنجر فضي تقليدي، ومهارات صنع سرج الخيول.
جسر تواصل
قال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «تعتبر «فلانيري كولبير أبوظبي» التعاون الأول بين هذه المجموعة المرموقة، والمؤسسات والعلامات الفرنسية الفاخرة، الأمر الذي يمنحها زخماً إضافياً، ويجعلها إنجازاً ثقافياً بحد ذاته للإمارة والمنطقة، حيث تشكل بناء جسور التواصل والحوار الثقافي أحد محاور التركيز الرئيسة لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، بما يعكس قيم التنوع والانفتاح في المجتمع الإماراتي الذي يرحب باحتضان الثقافات الأخرى ومشاركة الثقافة الإماراتية مع العالم، وتجمع فعاليات «فلانيري كولبير» بين المهارات الحرفية والإبداع الفني المعاصر، وأفضل ما تقدمه الثقافتان الإماراتية والفرنسية».