الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

العقل زينة!

العقل زينة!
14 فبراير 2009 02:06
خسر الأخضر السعودي من كوريا الشمالية فارتفعت عقيدة الإعلام الرياضي بضرورة تغيير الجهاز الفني وإعادة النظر في استمرار فهد المصيبيح مشرفا إداريا على المنتخب، ومد الاحتجاج الإعلامي ربما يطال بعض اللاعبين· عواطفنا أحياناً تدفع بنا إلى ألا نغالي في أطروحات منفعلة، وأحياناً تفرض علينا أن نتناقض ما بين عشية وضحاها، وهذه عادة أعروبية ورثناها وسوف نورثها مع احترامي لمن يقول الأجيال تتغير، لا أعني بهذا التأييد لاستمرار ناصر الجوهر والانحياز لفهد المصيبيح، بقدر ما أعني أن التوازن في النقد مطلوب، فهنا في الإمارات لم ترفع المشانق للاعبين بعد خسارة كأس الخليج، ولم يتجاوز النقد حضاريته في التعاطي مع حال الأبيض· أما نحن فتأخذنا العزة بالاثم عندما يخسر المنتخب ونتجاوز في طرحنا للخسارة أعراف النقد إلى ما هو أبعد وأمر·· وهنا يكبر الخطأ، ولا شك أننا لسنا سعداء بما يحدث لمنتخبنا ولسنا راضين عن أجهزته ولا لاعبيه، لكن يجب في حالة كهذه أن نحكم العقل· وعندنا في السعودية يقول المثل ''العقل زينة'' وقس على ذلك ما تريد وما يريد عقلك، وشخصياً صدمت من نتيجة مباراتنا مع كوريا الشمالية، ومن هول الصدمة لم أستطع مشاهدة أي مباراة من مباريات الأربعاء الطويل، ولكن الصدمة لم تمنعني من المطالبة بضرورة إراحة ناصر الجوهر لأسباب نعرفها وتعرفونها وأخرى نعرفها ولا تعرفونها، فناصر الذي يحمل هم شارع رياضي لا يؤمن بأنصاف الحلول، ويملك قلبا متعبا وأخشى مع هذه الضغوط أن ينال منه هذا التعب، وفي النهاية ندين ذاتنا، ندين كرة قدم لا تعترف إلا بواقع ربما مرات نربطه بالافتراض· ناصر الذي نقدر انجازاته وتعب قلبه وسط هذه الظروف، وهذا الضغط لا يمكن أن يقدم أكثر مما قدم ولهذا وجب التغيير، والتغيير ليس عيباً فمنتخبات كبيرة تطبق هذه القاعدة دونما النظر إلى اسم وسمعة المدرب· البرازيليون أساتذة كرة القدم أقالوا أباطرة التدريب بسبب ''تردي نتائج'' وربما تتم إقالة دونجا لهذا السبب في أي لحظة، إذاً من يعمل في مجال التدريب أو أي مجال في الرياضة، عليه أن يتوقع أي شيء في أي لحظة·· فلماذا نستكثر على ناصر التغيير· الوطنية شيء والمصلحة العامة شيء آخر، فإن أردنا تجاوز المرحلة الصعبة، علينا أن نبحث عن جهاز فني ذي خبرة عالية مع الإبقاء على ناصر كمستشار كما هي وظيفته في اتحاد الكرة· فمن 12 نقطة كسبنا أربعا وخسرنا ثمان، وهذا تراجع مخيف لو استمر قد يحرمنا من التأهل لكأس العالم للمرة الخامسة على التوالي، وعندها ستأخذ الأسئلة منحى آخر في الشارع الرياضي السعودي· أدرك أن الدور الأبوي الذي يقوم به الأمير سلطان بن فهد خفف الكثير من المتاعب والمصاعب على المنتخب، ولكن أدرك أيضاً أن الرجل لن يرضى أبداً ما يحدث للأخضر، ولهذا نتمنى أن نعينه على تأدية واجبه الوطني بما يكفل لنا وله النجاح أو على الأقل الحفاظ على مكتسبات هو أحد صناعها· في السعودية دائماً ما ننقسم في تعاطينا مع الأحداث المحلية المعنية بالأندية ونتوحد حينما يكون الأمر مرتبطا بالمنتخب، ولهذا لم أتفاجأ بتشابه الآراء في أعقاب مباراة كوريا الشمالية المنادية بضرورة إراحة ابن الوطن ناصر الجوهر· الأمل في التأهل قائم والحسابات تقول إن تأهلنا وارد، شريطة أن يتم التغيير في الجهاز الفني ولا بأس أن يعطي القادم الجديد فرصة اختيار الأنسب من العناصر لتمثيل الأخضر، وثمة لاعبون في المنتخب بحاجة إلى مراجعة حسابات، وآخرون ينتظرون الفرصة، وبين الخيارين لن نقول إلا ''جاكم الإعصار ما شي يعيقه''· أحمد الشمراني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©