علاء مشهراوي، عبدالرحيم حسين (غزة، رام الله)
كلف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، رئيس لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية حنا ناصر ببدء التحضير لإجراء انتخابات برلمانية يتبعها بعد أشهر الرئاسية.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن عباس كلف ناصر خلال اجتماعهما في مدينة رام الله، باستئناف الاتصالات فورا مع القوى والفعاليات والفصائل والجهات المعنية كافة، من أجل التحضير لإجراء الانتخابات التشريعية، على أن يتبعها بعد بضعة أشهر الانتخابات الرئاسية، وفق القوانين والأنظمة المعمول بها. ونقلت الوكالة عن عباس قوله إنه أصدر تعليماته للحكومة وللأجهزة المعنية كافة بالعمل على توفير جميع المتطلبات اللازمة لإجراء الانتخابات التشريعية.
وفي وقت سابق أمس، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن دعوة عباس إلى الانتخابات جدية جدا، متمنيا من حركة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة «التقاط هذه الخطوة التاريخية». وذكر اشتية، في مستهل اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي، أنه طلب من وزارة التربية والتعليم البدء بالاستعداد للإشراف على المحطات الانتخابية، وكذلك من الشرطة تجهيز القضايا الفنية المتعلقة بالانتخابات.
وقال:«نريد للإشعاع الديمقراطي أن يبدأ، ونريد لغزة العودة إلى الشرعية عبر صناديق الاقتراع، ونريد للقدس أن تبقى مركباً عضوياً في النسيج السياسي والاقتصادي والاجتماعي الفلسطيني رغم كل محاولات التهويد التي تقوم بها إسرائيل».
وكان عباس ترأس أمس الاول في رام الله اجتماعاً للجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح في مدينة رام الله، مؤكدا إصراره على المضي في إجراء الانتخابات.
وسبق أن أبدت حماس قبولها بإجراء الانتخابات لكنها اشترطت التوافق الداخلي على ذلك وأن تشمل الانتخابات الرئاسية والمجلس التشريعي ومنظمة التحرير. وتتصاعد المطالب في الأوساط الفلسطينية بضرورة إجراء الانتخابات كمخرج من استمرار الانقسام الداخلي المستمر منذ منتصف عام 2007 بعد فشل سلسلة تفاهمات للمصالحة بين حركتي فتح وحماس.
وأجرى الفلسطينيون آخر انتخابات برلمانية في عام 2006 وفازت حينها حماس بغالبية مقاعد المجلس التشريعي (البرلمان) فيما أجريت قبل ذلك بعام آخر انتخابات رئاسية، وفاز فيها عباس.
يشار إلى أن عباس كان أعلن نهاية العام الماضي حل المجلس التشريعي بموجب قرار قضائي أصدرته المحكمة الدستورية، وهو ما رفضته حماس وفصائل أخرى معارضته واعتبرته غير قانوني.
ميدانياً، استشهد فلسطيني أمس متأثراً بجراحه بعد إصابته بنيران إسرائيلية في فبراير الماضي خلال المواجهات التي ترافق «مسيرات العودة» على طول الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة المحاصر.
وأعلنت الوزارة «استشهاد المواطن فادي أسامة حجازي (21 عاما) متأثراً بجراحه التي أصيب بها شرق جباليا». وقالت الوزارة إن الشاب توفي نتيجة إصابته برصاص الجيش الإسرائيلي حيث عانى من نزيف في الوريد في أعلى الفخذ.
في غضون ذلك، أصيب 5 فلسطينيين بالرصاص المطاطي وحالات اختناق، امس، خلال مواجهات عقب اقتحام مئات المستوطنين لمقام النبي يوسف في نابلس.
وبحسب المصادر الإسرائيلية، أمن الجيش اقتحام ما يقارب 1000 مستوطن، من بينهم وزير الاقتصاد الإسرائيلي إيلي كوهين، المدينة باتجاه قبر يوسف، ما أدى لاندلاع مواجهات في محيط القبر.
وأطلق الجنود الإسرائيليون الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه عشرات الشبان الفلسطينيين، ما أدى لإصابة عدد منهم، وتم علاجهم ميدانياً.
إلى ذلك، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس حملة واسعة لتجريف أراضي الفلسطينيين واقتلاع أشجار الزيتون واللوزيات والعنب بمساحات كبيرة في مناطق مختلفة من أراضي الضفة المحتلة.
فقد جرفت قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو 30 دونماً من أراضي شرق مدينة الخليل، تمهيداً لإقامة بؤرة استيطانية جديدة.
وتقع عملية التجريف بالتحديد بمحاذاة مستوطنة «خارصينا» وهي قرب منطقة البقعة شرق مدينة الخليل المحتلة. من جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيين اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى المطلع في مدينة القدس المحتلة وعناصر من شرطة الاحتلال لمصلى باب الرحمة بالمسجد الأقصى المبارك تصعيداً خطيراً وتجاوزاً فجاً لجميع الخطوط الحمراء، واستخفافاً متعمداً لكرامة الإنسان وحقه في الحياة والعبادة».