محمد صلاح (رأس الخيمة)
جسدت انتخابات المجلس الوطني الاتحادي في دورتها الرابعة جانباً كبيراً من القيم المجتمعية التي توارثتها الأجيال وأصبحت جزءاً مهماً في تكوين شخصية أبناء الوطن الذين برعوا في تقديم أنموذج انتخابي مثالي علت فيه مصلحة الوطن فكان الفائز في ختام هذا المشهد الذي كشف خلال هذه الدورة عن تراجع كبير لدور رواد «السوشيال ميديا» في حشد الناخبين خلف مرشح بعينه على حساب البرامج الانتخابية الواقعية واللقاء المباشر معهم سواء في الزيارات الميدانية أو عبر الخيم التي خصصها بعض الناخبين لعرض برنامجهم الانتخابي.
في المراكز الانتخابية الخمسة في رأس الخيمة رصدت «الاتحاد» العديد من المشاهد الانتخابية التي عبر خلالها الناخبون عن حرصهم الشديد على إنجاح العرس وإخراجه بصورة تليق بمنجزات الوطن، وذلك عبر الاستعداد المبكر لهذه الانتخابات والتي بدأت بحسب الكثير منهم قبل بدء عملية الاقتراع وذلك بشراء أعلام الدولة وتزيين السيارات واصطحاب الأطفال لهذا العرس الوطني.
كما كشفت الانتخابات عن تراجع دور رواد «السوشيال ميديا» في توجيه الناخبين وحشدهم خلف مرشح بعينه وذلك بحسب استطلاع آراء الناخبين الذين أكدوا أنهم صوتوا للمرشحين الذين استمعوا لهم بشكل مباشر والتقوا بهم في المجالس والخيم الانتخابية واقتنعوا ببرامجهم الانتخابية، كما كشفت الانتخابات عن ذهاب أصوات الأسرة الواحدة لأكثر من مرشح، حسب اقتناع كل فرد ببرنامج المرشح الذي منحه صوته.
وقالت «أم سعيد» وهي أم لسبعة أبناء وردت أسماؤهم جميعاً في القوائم الانتخابية إنها صوتت هي و4 من أبنائها وبناتها لثلاثة مرشحين مختلفين في العملية الانتخابية على الرغم من ذهابهم في سيارة واحدة للمركز الانتخابي، مشيرة إلى أن المشاركة في هذا العرس الوطني جسدت اللحمة الوطنية المطلوبة بين أبناء الوطن بغض النظر عن الفائزين، فالجميع يعتبر أن خدمة الوطن وأبناء الوطن تقتضي المشاركة الإيجابية في انتخابات المجلس الوطني، مشيرة إلى أن الانتخابات كانت سهلة وميسرة وهو ما زاد من إقبال الناخبين على الإدلاء بأصواتهم خلال هذه الدورة مقارنة بالدورات الماضية خاصة في إمارة رأس الخيمة.
وأضافت: شاركت أنا وأولادي وأحفادي في الانتخابات حيث حرصنا على شراء أعلام «للصغارية» وكنا نخشى عدم السماح بدخولهم للمركز الانتخابي لكن على العكس وجدنا ترحيباً كبيراً من اللجنة المنظمة، مشيرة إلى أنها كمعلمة سابقة تتمنى الاهتمام بالتعليم وتطويره للدرجة التي تحقق تطلعات الوطن وقيادتنا الرشيدة للمستقبل، وخاصة الاهتمام بتدريس بعض المواد الخاصة بقطاع الفضاء وأهمية الولوج في هذا المجال في المستقبل.
وقال علي أحمد رباع الشحي، مرشح سابق في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي في دورته الثالثة، إن أهم ما ميز هذه الانتخابات هو واقعية برامج المرشحين وفهمهم لدور المجلس الوطني الاتحادي وصلاحية الأعضاء، وهذه الواقعية قدمها المرشحون بأنفسهم سواء في حملاتهم الدعائية أو عبر لقاءاتهم المباشرة مع الجمهور، مشيراً إلى أن دور رواد «السوشيال ميديا» تراجع في هذه الانتخابات وأدى لخسارة بعض المرشحين الذين لم يعتنوا في حملاتهم الانتخابية باللقاء المباشر مع الجمهور وإقناعه ببرامجهم الانتخابية.
وقال محمد السويدي، أحد الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات برأس الخيمة، إن العرس الانتخابي حدث وطني مهم حرص الجميع على المشاركة فيه وإنجاحه وإبرازه بصورة لائقة تتناسب مع الوجه الحضاري للدولة، لافتاً إلى أن مثل هذه المشاركات الفاعلة من شأنها أن تضيف للحدث المزيد من النجاح سواء في التنظيم أو إقناع الناخبين بضرورة المشاركة كونها تساهم في نهضة الوطن ورفعته.
وأكدت أسماء الطنيجي أن ختام المسك في المشهد الانتخابي هو التهنئة التي تلقاها الفائزون من قبل منافسيهم في الانتخابات الذين خسروا الانتخابات حيث حرص الجميع على تهنئة هؤلاء الفائزين وهذا المشهد يجسد حقيقة وقوة اللحمة الوطنية والعلاقة الطيبة التي تربط بين جميع أبناء الوطن.