يوسف العربي (دبي)
يوفر فريق الاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي، التابع للهيئة العامة لتنظم الاتصالات، مظلة حماية لنحو 150 جهة حكومية، بالإضافة إلى نحو 50 جهة شبه حكومية وخاصة، بحسب محمد غياث، المدير التنفيذي لشؤون تنظيم الأمن الإلكتروني في الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات.
وقال غياث، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في مقر الهيئة بدبي أمس للإعلان عن إطلاق حملة توعوية بأمن المعلومات تحت شعار «لا يخدعوك»، إن فريقاً متخصصاً في قطاع الأمن السيبراني يقوم بتقييم أنظمة الحماية لجميع المواقع الحكومية المرتبطة بالشبكة العنكبوتية الاتحادية «فيد نت» لضمان توفير أعلى درجات الحماية ضد الهجمات الإلكترونية.
وأضاف غياث، أن عدد الهجمات الإلكترونية على المواقع الإلكترونية في الدولة مرتبط بزيادة عدد المستخدمين ونشاط هذه الجهات، لافتاً إلى أن عدد الهجمات الناجحة على المواقع الإلكترونية ضئيل للغاية، ونادراً ما تحقق الضرر المستهدف من قبل منفذي هذه الهجمات.
وأكد أن دولة الإمارات تتمتع بمنظومة قوية وفعالة لحماية المواقع الحكومية الإلكترونية من الهجمات، متوقعاً الارتقاء بمكانة الدولة في الإصدار المقبل لمؤشر الأمن السيبراني الذي يصدر عن الاتحاد الدولي لتنظيم الاتصالات كل أربع سنوات.
حلقات توعية
وأعلنت الهيئة أن حملة التوعية تستهدف تنظيم أكثر من 15 حلقة بث مباشر على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالهيئة «تويتر وفيس بوك والإنستجرام»، وتهدف حلقات البث المباشر إلى طرح أهم المواضيع المتعلقة بأمن المعلومات بهدف توعية الجمهور بمختلف شرائحه وفئاته العمرية.
وجاء تنفيذ الحملة بالتعاون مع فريق الاستجابة الوطني لطوارئ الحاسب الآلي في الهيئة، وتم اعتماد هذه الحملة كوسيلة مبتكرة في توعية الجمهور بما يتناسب مع معايير وممارسات أمن المعلومات العالمية، بهدف حماية ودعم البنى التحتية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في دولة الإمارات من مخاطر واختراقات الإنترنت للأفراد، وبناء ثقافة آمنة ومحمية من جرائم تقنية المعلومات.
وقال غياث إن هيئة تنظيم قطاع الاتصالات تسعى لتوظيف كل القنوات والمنصات المتاحة للتواصل مع جمهور المتعاملين وإيصال رسالتها المجتمعية، استلهاماً لتوجيهات قيادتنا الرشيدة بالعمل على تعزيز سعادة المجتمع من خلال المسؤولية المجتمعية للجهات الحكومية.
وأوضح أن دولة الإمارات سباقة في توظيف مواقع التواصل الاجتماعي في الاستماع لآراء الناس والاستجابة لمقترحاتهم ومداخلاتهم، بما يؤدي إلى تحسين الخدمات وتطوير السياسات وأساليب العمل الحكومية.
وأشار إلى أن دولة الإمارات حققت تقدماً ملحوظاً في مؤشر المشاركة الإلكترونية الصادر عن الأمم المتحدة، حيث انتقلت من المركز 32 في العام 2016 إلى المركز 17 في العام الحالي 2018، وهو تقدم يعكس الانطباع العام بأن دولة الإمارات منفتحة على كل المنصات الإعلامية الجديدة في تواصلها مع المجتمع.
وتم بث الحلقات بشكل دوري منذ بداية 2018 ومن أهمها حلقة لا يخدعونك، مخاطر الألعاب الإلكترونية، حماية أبنائنا من الابتزاز الإلكتروني، اختراق الواتس آب، الرسائل الاحتيالية، أمن البريد الإلكتروني، تطبيق حمايتي وغيرها.
واكتسبت حلقات البث المباشر أهميتها من خلال التعاون مع شركاء الهيئة الاستراتيجيين والكثير من الجهات الخارجية كوزارة الداخلية، ووزارة تنمية المجتمع، مؤسسة الشارقة للأخبار، بالإضافة إلى القطاع الإعلامي في الدولة، وتنوعت لغات الحلقات بين العربية والإنجليزية ولغة الإشارة لضمان وصولها إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع.
ونفذت الهيئة خلال شهر رمضان الماضي 7 حلقات بث مباشر وصل عدد المشاهدات فيها إلى أكثر من 450 ألف مشاهدة حول خاصية التحقق بخطوتين، وتحديث الهواتف الذكية، واختلاف الأرقام السرية، وإعدادات الخصوصية، وأهمية التحقق.
وقال عبدالرحمن المرزوقي، مدير خدمات الإنترنت في الهيئة، إنه تم التصدي للعديد من حالات سرقة حسابات التواصل الاجتماعي، حيث تبين استخدام القراصنة للعديد من الحيل ومنها ادعاء تقديم الدعم الفني، ومن ثم طلب كلمة المرور من صاحب الحساب.
وأشار إلى أنه من خلال رصد العديد من حالات الاختراق تبين أن كبار السن من أكثر الفئات تعرضاً لها، نظراً لتساهلهم في الإفصاح عن بيانات حساباتهم على مواقع الاجتماعي، مقارنة بالصغار الذين عادة ما يتمتعون بالوعي الكافي.
ولفت إلى ضرورة التوعية بوسائل حماية الأبناء من تصفح مقاطع الفيديو التي لا تتناسب مع أعمارهم، وذلك من خلال إنشاء حسابات فرعية تمنح ولي الأمر حق الموافقة على تصفح ابنه الفيديو وشروعه في ذلك.
من ناحيتها، حذرت سارة المرزوقي، مسؤول التدريب والتوعية الأمنية في الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، من استخدام القراصنة للألعاب الإلكترونية للتواصل مع الأطفال والحصول منهم على معلومات شخصية دقيقة مثل الموقع والاسم والعمر، وهي أمور قد تفضي إلى إيذاء أو ابتزاز الطفل أو استخدام هذه البيانات لإحداث اختراقات إلكترونية أخطر. وأضافت: «لا بد لنا من الاعتراف بأن وسائل التواصل الاجتماعي هي وسيلة وليست غاية بحد ذاتها، فمن المهم توظيف مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للجهات والهيئات، حيث بات من الصعب أن تكتمل منظومة أي دائرة أو مؤسسة تسعى إلى تقديم أفضل الخدمات من دون هذه القنوات التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية العملية والشخصية».