الأحد 24 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تركيا تحشد لاجتياح شرق الفرات خلال ساعات

تركيا تحشد لاجتياح شرق الفرات خلال ساعات
7 أكتوبر 2019 00:07

عواصم (وكالات)

دفع الجيش التركي أمس، بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى مناطق الحدود السورية، قرب مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي. وقال عضو في مجلس الرقة المدني التابع للمعارضة السورية، إن عشرات الآليات العسكرية وصلت إلى منطقة أقجة قلعة المقابلة لتل أبيض، وتوجهت إلى شرق المدينة التي يتوقع دخول الجيش التركي منها خلال الساعات المقبلة. وأضاف أن القوات التركية قامت بقطع الطريق الحدودي شرق أقجة قلعة عن السيارات المدنية، بما يؤكد أن دخولها ربما يتم من شرق تل أبيض، لافتاً أيضاً إلى وصول عشرات سيارات الإسعاف إلى مدينتي شانلي أورفا وأقجة قلعة، ووضع جميع المراكز الطبية في المدينتين بحالة طوارئ.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن أن بلاده باتت جاهزة لتنفيذ العملية العسكرية شرق الفرات، بعد أن ملت من الوعود والمماطلة من قبل الولايات المتحدة. وقال مصدر عسكري تركي، إن العملية التي أطلق عليها اسم «نبع السلام» سوف تنطلق خلال يومين. في وقت قال قائد في مجلس تل أبيض العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية (قسد): «إن قوات مجلس تل أبيض على استعداد تام لمواجهة القوات التركية، وإن طائرات مروحية تابعة للتحالف الدولي تحلق على طول الحدود شرق المدينة لمراقبة تحركات القوات التركية». وقالت مصادر أخرى: «إن قسد أرسلت تعزيزات عسكرية أيضاً إلى نقاط تابعة لها غرب مدينة راس العين، لاسيما بلدات تل حلف وتل خنزير والعدوانية في ريف الحسكة الشمالي الغربي، تحسباً لأي دخول للقوات التركية».
إلى ذلك، طالبت الإدارة الذاتية الكردية، في بيان، المجتمع الدولي بكل مؤسساته بالضغط على تركيا، لمنعها من القيام بأي عدوان شرق الفرات. كما حثت الاتحاد الأوروبي والقوى الفاعلة في سوريا، بمن فيهم التحالف الدولي الداعم لها، باتخاذ مواقف تحد من التهديد والخطر التركي. وأكدت أن تهديدات أردوغان المستمرة خطيرة وتهدد أمن المنطقة واستقرارها. ونددت بصدورها رغم التزامها بكافة بنود الآلية الأمنية التي تم الاتفاق عليها مع الولايات المتحدة، وذلك لسحب المبررات لأي احتلال تركي جديد. ووصفت إلهام أحمد الرئيسة التنفيذية في «قسد»، التهديدات التركية بشن هجوم بري شرق الفرات بأنها خطيرة تهدد بإشعال فتيل حرب سترافقها فوضى عارمة على طرفي الحدود، خاصة في الداخل التركي. وأضافت في مقابلة مع «العربية.نت»: «أن الحجج التي تقدمها حكومة العدالة والتنمية لتبرير هذا الهجوم المزعوم، هو اعتراف منها على أنها حكومة حرب ترفض السلام». محذرة من أن أنقرة مستعدة أيضاً لتهجير ملايين السكان من بيوتهم.
وتظاهر مئات الأشخاص قرب مدينة رأس العين تنديداً بتهديدات اردوغان. وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا على الحدود «يسقط يسقط الاحتلال» و«يسقط اردوغان»، ثم ساروا عدة كيلومترات لبلوغ قاعدة بالقرب من قرية تل أرقم الواقعة تحت سيطرة التحالف. وقال أحد المتظاهرين أحمد محمد سالم (52 عاماً) «نحن لا نريد الحرب ونريد السلم ولكننا لن نتخلى عن أرضنا وسنبقى على أرضنا وسوف نصمد». في وقت أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات المحلية حفرت خنادق وأنفاقاً على الحدود في مناطق رأس العين وتل أبيض وكوباني تحسباً لأي عملية تركية محتملة.
من جهته، رد التحالف الدولي لمحاربة «داعش» بقيادة واشنطن، على التهديدات التركية من خلال تغريدات، أكد فيها أن الدوريات المشتركة ضمن خطة اتفاق الآلية الآمنة على الحدود التركية السورية، تؤكد التزام التحالف المستمر بمعالجة المخاوف الأمنية لتركيا، مشدداً على أن هذه المنطقة هي الأكثر أماناً في سوريا. وأشار إلى أن الولايات المتحدة وتركيا، أكملتا بنجاح الدورية المشتركة الثالثة داخل المنطقة الآمنة في 4 أكتوبر الجاري، مؤكداً أن نجاح الدورية دون وقوع أي حادث هو دليل على أن المنطقة هي واحدة من أكثر المناطق أماناً في سوريا. وشدد على أن أي عمليات عسكرية من قبل تركيا، إن لم تكن بالتنسيق المشترك، ستكون مصدر قلق بالغ، لأنها ستقوض المصلحة المشتركة، المتمثلة في شمال شرقي سوريا بتحقيق أمن المنطقة وهزيمة دائمة لداعش معاً.
بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن الإجراءات التركية ضد أمن الحدود والسيادة السورية لن تحقق أياً من أهدافها، مؤكداً استعداد بلاده للتعاون مع البلدين لحل المشاكل بينهما. وأضاف أن بلاده أبلغت الجانب التركي بأن السبيل الوحيد للحفاظ على أمن تركيا هو نشر القوات العسكرية في المناطق الحدودية مع سوريا، ونشر القوات السورية في المناطق السورية التي يقطنها الأكراد، لافتاً إلى أن طهران أبلغت سوريا وتركيا بأن أمن دول المنطقة يكون عبر احترام سيادة أراضيها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©