16 يناير 2011 23:24
“ربما لم تكن نتائج المباريات، في مصلحة “الأبيض” الإماراتي في اليوم التاسع، من يوميات كأس آسيا لكرة القدم المقام حالياً في الدوحة، فقد خسر الفريق من العراق صفر -1، وقلت حظوظه في التأهل للدور الثاني، ولكن أحداً لم يشك أن الفريق الإماراتي قدم واحدة من أفضل مبارياته، في السنوات الأخيرة أمام أبطال آسيا، وأحرج الفريق العراقي، في كثير من اللحظات، وكان الأقرب لتحقيق الفوز، حتى الدقيقة 85، ولا يستطيع أحد أيضاً أن ينكر أن الإمارات أصبح لديها الآن فريقاً قوياً، يمكن الاعتماد عليه في المستقبل، إن لم يحالفه التوفيق، في تلك البطولة في أن يحقق الكثير، من الإنجازات للإمارات، في كل المحافل، والنتيجة العادلة من وجهة نظري في مباراة الإمارات والعراق هي التعادل”.
بهذه الكلمات بدأ محللنا الفني البرازيلي فييرا مدرب بطل آسيا في النسخة الماضية، الذي لم تكن له أي مقدمات قبل الدخول في تحليل تفاصيل تلك المباراة. التي اعتبرها أفضل مباريات البطولة، حتى نهاية اليوم التاسع، ولكنه فقط وجه الشكر للفريقين اللذين قدما وجبة كروية دسمة لكل عشاق كرة القدم، وقال فييرا.
سوف أحاول التركيز هذه المرة في رصد أكبر عدد من الظواهر، في تلك المباراة، في أقل عدد من الكلمات، لأن هذه المباراة تحديداً، بها الكثير من التفاصيل المهمة، والسؤال الأول الذي يطرح نفسه، هو لماذا فاز العراق، وخسر الإمارات؟ الإجابة بشكل مباشر لأن العراق يملك مهاجماً حقيقياً صريحاً، ذو خبرة هو يونس محمود، والإمارات لا تملك مثله، وهذا ليس تقليلاً من إمكانات أحمد خليل أفضل لاعب صاعد في آسيا، لأننا لا نعرف ماذا طلب منه المدرب، وما رأيته في هذه المباراة والتي سبقتها أنه في 95 % من المباريات التي كان يستلم فيها الكرة، كان يبحث عن إسماعيل مطر ليعطيها له، وربما يكون ذلك بتعليمات من المدرب، كما أن أحمد خليل لم تتاح له فرصا كثيرة، ولم تصل كرات كثيرة، وأعتقد أنه لا يلعب في المنطقة التي يحبها، وهي خلف المهاجم الصريح، لأن خطورته تبدأ خارج منطقة الجزاء، وتزداد داخلها، أما يونس محمود فخطورته داخل الصندوق، وربما يكون قد اختفى لمدة 90 دقيقة، ولكنه قلب الأوضاع عندما جاءته الفرصة في ثانية واحدة غاب فيها عن أعين المدافعين.
وبغض النظر عن النتيجة فإنني أعتقد أن الأرقام تنصف الفريق الإماراتي وتجعله الأفضل على مدار اللقاء، حيث أن نسبة استحواذه على الكرة مقاربة تماماً، وتكاد تكون متساوية مع نسبة استحواذ الفريق العراقي، وإن خط وسطه ودفاعه كان أكثر نجاحاً من خط وسط الفريق العراقي، بدليل أنه قطع 102 كرة من “أسود الرافدين”، مقابل 52 كرة نجح في قطعها لاعبو العراق من الفريق الإماراتي، وإن لاعبي الفريق العراقي أرتكبوا 24 مخالفة مع لاعبي الإمارات، مقابل 7 مخالفات فقط ارتكبها لاعبو “الأبيض” ضد “الأسود”، فضلاً عن 18 ضربة ركنية حصل عليها لاعبو الإمارات مقابل 17 ضربة لبطل النسخة الماضية، وهو ما يعكس العمل الكبير الذي قام به لاعبو الوسط والدفاع، ولكن نتائج هذه الأعمال لم تترجم لأهداف فقد كانت العارضة التي تصدت لأربع أهداف بطل اللقاء بلا منازع، وما يمكنني قوله إن فريق الإمارات نجح في تقديم مستوى أفضل مما قدمه الأخضر السعودي أمام العراق في نهائي النسخة الماضية.
الخروج الخاطئ
لقد كان خروج أحمد خليل خطأ كبيراً، على الرغم من أنه لم يقدم الكثير للفريق، ولكن البديل لم يكن على نفس المستوى، وكان على كاتانيتش أن يفعل مثلما فعل سيدكا بالإبقاء على يونس محمود الذي لم يظهر إلا في الدقيقة 91 من اللقاء، وسجل الهدف الذي غير المواقف، وأعتقد أن أحمد خليل يملك إمكانات قلب الأوضاع في أي لحظة، والمشكلة الحقيقية التي أراها من وجهة نظري هي عدم الانسجام الكامل بين خليل، ومطر، والحمادي، وعامر عبدالرحمن نظراً لأنهم لم يلعبوا مع بعضهم كثيرا”.
إسماعيل مطر كان أفضل لاعبي الإمارات من وجهة نظري، لأنه وضع الإمارات في المقدمة كثيراً عندما تحرك وحصل على مخالفات كثيرة، على حدود منطقة الجزاء، ولكنها لم تستثمر بشكل غريب، كما أنه أصاب مدافعي العراق بالرعب، في معظم الأوقات، وكاد يسجل في أول المباراة، لولا عدم التوفيق، أما عن أفضل لاعب في المباراة من وجهة نظري فهو قصي منير الذي كان يقاتل في وسط الملعب، لإفساد الهجمات على “الأبيض”، وكان يساند بقوة في الهجوم، وكان يسدد كلما أتيحت له الفرصة، وكانت له أفضل تسديدة في اللقاء، وهي التي تصدى لها القائم، وهو الذي صنع الهدف الوحيد من تمريرة طولية من وسط الملعب، لمصطفى كريم في الجبهة اليسرى والتي عكسها ليونس محمود في الجبهة اليمنى، وسجل منها الهدف، وهو وحده مع نشأت أكرم اللذين قاما بالدور الدفاعي على أكمل وجه، وتحملا بشجاعة تهاون هوار ملا محمد، وعلاء عبدالزهرة، وعماد محمد في تأدية الواجب الدفاعي.
الحمادي رائع
وبالنسبة لإسماعيل الحمادي فقد قدم مباراة قوية، وكان واحداً من أفضل لاعبي الإمارات في الجانبين الهجومي والدفاعي، ومثله خالد سبيل وحمدان الكمالي، وسبيت خاطر، وعلي الوهيبي، فقد كانوا أسرع في الارتداد، وأفضل في الاستعداد البدني للقاء، والأكثر إيجابية في الانتشار واللعب الجماعي.
أما بخصوص اللعب عامر عبدالرحمن فإنني ما زلت أراه متميزاً، ولكنه عاني من الكثير من المشكلات في تلك المباراة، وهي تداخل دوره مع أدوار سبيت وإسماعيل مطر، وإسماعيل الحمادي في الكثير من المرات، ولكنه الوحيد من لاعبي الوسط الذي كان عليه أن يدافع، ويهاجم في نفس الوقت، ومع ذلك قام بدوره على أفضل وجه، وقاد الكثير من هجمات الفريق من الخلف.
تحرير مهدي
أما فيما يخص نقطة التحول في اللقاء، فإنها الدفع بباسم عباس، لأنه قام بدور رائع لم يره أحد، وهو التغطية خلف مهدي كريم الذي يستخدم كظهير أيسر في مركز غير مركزه، وإتاحة الفرصة له للتقدم من أجل مساندة المهاجمين، وعندما بدأ يعمل من جهة، وكرار جاسم من جهة بدأت الخطورة العراقية تزداد في الدقائق الأخيرة، وللعلم في هذا الوقت كان بالإمكان لفريق الإمارات أن يسجل، لأن الفريق العراقي كان مندفعاً جداً نحو الأمام، وكان معظم لاعبيه لا يلتزمون بالدور الدفاعي كما أوردنا.
وبخصوص تبديلات علي الوهيبي وسبيت خاطر فأنا أعتقد أنهما اضطراريين لأن علي الوهيبي كان قد شعر بالإجهاد نتيجة للجهد الكبير الذي قام به، وسبيت خرج مصاباً.
اللاعب الأقل حظاً
وإذا سألني أحد من هو أكثر لاعب غير محظوظ في هذا اللقاء، فالإجابة هو وليد عباس الذي قدم مباراة جيدة، ولكنه كان يقف في طريق الكرة التي سددها يونس محمود فارتطمت به وسكنت شباك الأبيض في الدقيقة 91 من اللقاء، ولا يجب أن يحزن لأن أهداف النيران الصديقة كثيرة في تلك البطولة، وتحدث مع أي لاعب سواء كان مهاجماً أو مدافعاً.
الفرنسية: هدف هدية
الدوحة (الاتحاد) - قالت وكالة الأنباء الفرنسية لقد أهدى المدافع الإماراتي وليد عباس منتخب العراق حامل اللقب فوزاً ثميناً عندما سجل خطأً في مرمى منتخب بلاده هدف المباراة الوحيد في وقت قاتل، وجاء الهدف عندما مرر يونس محمود كرة عرضية من مسافة قريبة حاول عباس تشتيتها لكنه تابعها داخل مرمى الحارس ماجد ناصر.
وفي الجولة الأخيرة المقررة الأربعاء المقبل يلتقي العراق مع كوريا الشمالية، والإمارات مع إيران.
وذكرت الوكالة الفرنسية: لم يجر مدرب المنتخب الإماراتي السلوفيني سريتشكو كاتانيتش أي تعديل على التشكيلة التي خاضت المباراة الأولى ضد كوريا الشمالية، ضمن منافسات الجولة الأولى وخرجت متعادلة معها، في
حين أجرى مدرب المنتخب العراقي الألماني سيدكا
تعديلاً اضطرارياً لإصابة سلام شاكر فحل مكانه أحمد إبراهيم.
درجات اللاعبين
الإمارات
ماجد ناصر 7
خالد سبيل 8
وليد عباس 7
يوسف جابر 6,5
حمدان الكمالي 8
عامر عبد الرحمن 7,5
علي الوهيبي 7
سبيت خاطر 7,5
إسماعيل الحمادي 8
إسماعيل مطر 9
أحمد خليل 7
عامر مبارك 7
العراق
محمد قاصد 7
مهدي كريم 8
سمال سعيد 6,5
علي رحيمه 7
قصي منير 9,5
نشأت أكرم 7
عماد محمد 6
أحمد إبراهيم 6,5
هوار ملا 6
يونس محمود 7
باسم عباس 7
علاء عبد الزهرة 7
المصدر: أبوظبي