أبوظبي(الاتحاد)
أكد المهندس صالح عبدالله العبدولي، الرئيس التنفيذي لـ «مجموعة اتصالات»، أن مستقبل قطاع الاتصالات العالمي يكمن في الاستثمار في التحول الرقمي وشبكة الجيل الخامس، الأمر الذي دفع «مجموعة اتصالات» للمضي قدماً في التركيز على استثماراتها بهذا الشأن، لإحداث نقلة نوعية في مستقبل خدمات الاتصالات محلياً وعبر عملياتنا المختلفة.
وتشارك «اتصالات»، في «أسبوع جيتكس للتقنية»، في دورته الـ 39، الذي تنطلق فعالياته اليوم بدبي، تحت شعار «الجيل الخامس، عالم بلا حدود»، والذي يدل في مضمونه على مدى ارتباط وتفاعل الإنسان مع التكنولوجيا المستقبلية.
ولفت العبدولي إلى أن الشركة تسير بخطى متحفظة في سياسيات الاستثمار الدولي، فضلاً عن التركيز على موائمة أعمالها، حيث نما عدد إجمالي مشتركي «مجموعة اتصالات» بنسبة 2% حتى بلغ 143 مليون مشترك بنهاية النصف الأول من العام 2019، منوها إلي أن المجموعة تعمل في 16 دولة. وأردف العبدولي أن «اتصالات» قد قطعت شوطاً كبيراً في مضمار التطوير والتحديث لشبكات قطاع الاتصالات في دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ بلغت نسبة تغطية شبكة (4G) 99.4 %، ووصلت تغطية (3G) إلى 99.8%، بينما بلغت نسبة تغطية شبكة الألياف الضوئية الواصلة للمنازل FTTH إلى95.7%.
وأضاف، في تصريحات صحفية، أن أسبوع «جيتكس» للتقنية بات اليوم الحدث التكنولوجي الأبرز في المنطقة، باعتباره منصةً فريدة لتبادل الخبرات وعرض التقنيات المستقبلية والحلول الذكية، ويحظى بمشاركة واهتمام كبريات المؤسسات التقنية العالمية.
وأضاف: نحرص في «اتصالات» على المشاركة السنوية في هذا الحدث الهام، الذي ينسجم مع «رؤية الإمارات 2021»، باعتبار التقنية الرقمية أحد الركائز الوطنية الأساسية، لنكون بذلك جزءاً فاعلاً من منظومة الحداثة والتطور، التي ارتبطت باسم دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال استعراض أحدث التقنيات والحلول الجديدة، فضلاً عن التواصل مع الشركاء والعملاء من شتى أنحاء العالم. وقال: نشارك هذا العام تحت شعار «الجيل الخامس: عالم بلا حدود»، لتسليط الضوء على الإمكانات الضخمة التي تسخّرها هذه التقنية المتطورة تحقيقاً للاستراتيجية التي نتبناها، والمتمثلة في «قيادة المستقبل الرقمي لتمكين المجتمعات»، حيث سيحظى زوار جناح «اتصالات» هذا العام بتجربة غامرة، لما يضم في جنباته من تصوّر واقعي لمستقبل التنقّل، وقطاع التجزئة والرعاية الصحية، وإنترنت الأشياء الصناعي، واستخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والواقع الافتراضي والمعزز، التي سيكون لها الأثر العميق والإيجابي على مختلف القطاعات الاقتصادية والتنموية في المجتمع.
وتابع: «نعرض أيضاً حلولاً واستخدامات استثنائية تستند على إمكانات الجيل الخامس، مثل المركبات ذاتية القيادة، والدراجات النارية الطائرة، إضافةً إلى العديد من التقنيات الحديثة الأخرى التي تعرض لأول مرة في العالم».
وحول شبكة الجيل الخامس، قال إنها لا تعتبر امتداداً لما سبقها من شبكات، ولا تقتصر على الاتصال فقط، وإنما هي طفرة تقنية جديدة، ومختلفة عن تقنيات الاتصالات السابقة، وتطال العديد من القطاعات والمجالات، حيث تتفوق هذه التقنية عن سابقاتها في كثير من المجالات، لا سيما في مجال تطبيقات الوقت الفعلي real time sensitive applications، مثل السيارات ذاتية القيادة، وإجراء العمليات الجراحية عن بُعد.
كما تتميز أيضاً، في أنها ستجعل الآلات أكثر ذكاءً، وتتفاعل وتتخاطب فيما بينها بشكل تلقائي دون تدخل الإنسان.
كما تمتاز بقدرتها الهائلة على ربط الأشخاص والأشياء والبيانات والتطبيقات وأنظمة النقل في بيئة اتصال ذكية، وهو ما يعني ربط عدد كبير جداً من الأجهزة مع بعضها البعض، على نحو موثوق، مع معالجة كميات كبيرة جداً من البيانات بأسرع وقت.
وقال: «تتميز تقنية الجيل الخامس أيضاً، بقدرتها غير المسبوقة على دعم تطبيقات متعددة للمدن الذكية والفيديو ثلاثي الأبعاد وألعاب الفيديو التفاعلية والحوسبة السحابية، والاتصال الآلي بين الأجهزة للأتمتة الصناعية وغيرها».
وتقوم «اتصالات» بهذا الصدد على تعزيز التعاون مع الشركاء والمزودين العالميين، لخلق حلول وقيمة مضافة على المدى البعيد لمختلف القطاعات الحيوية، سعياً لتمهيد الطريق لمستقبل رقمي أكثر ذكاءً وإنتاجية، ولإحداث تغيرات جذرية في المنظومة الاقتصادية، بالإضافة لإتاحة الفرص لوسائل جديدة ومبتكرة من التعاون مع قطاعي الأعمال والأفراد، لا سيما أن توقعات الاتحاد الدولي للاتصالات المتحركة تشير إلى أن مساهمة شبكة الجيل الخامس 5G في الاقتصاد العالمي ستصل في السنوات القادمة إلى نحو 2.2 تريليون دولار.
وأكد أن النجاحات، التي حققتها «اتصالات» في مضمار الجيل الخامس لم تكن وليدة اللحظة، بل كانت ثمرة الجهود الدؤوبة التي بذلتها طوال الأعوام السابقة، حيث انطلقت رحلتنا الطموحة في مطلع العام 2014 لنبدأ مرحلة الاختبارات التجريبية لشبكة الجيل الخامس، والتي كانت الأولى من نوعها في المنطقة، وبعد مرور نحو 4 سنوات من العمل الدؤوب والتجارب المتواصلة، أعلنت «اتصالات»، في مايو من العام 2018، عن إطلاق أول شبكة للجيل الخامس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على نطاق تجاري.
كما بدأت «اتصالات» بتقديم خدمات الجيل الخامس للعديد من شركاء قطاع الأعمال في دولة الإمارات، لتمكينهم من التمتع بالإمكانيات الهائلة لهذه الشبكة.
وفي يوليو من العام 2018، أصبح معرض إكسبو 2020 دبي أول مؤسسة تجارية كبرى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا تحصل على خدمات الجيل الخامس لشبكات الاتصالات.
وتابع: «تعتز «اتصالات» بأنها كانت الأولى على مستوى المنطقة في إتاحة الهواتف المتحركة الداعمة لتقنية الجيل الخامس للعملاء، إضافةً إلى أنها المشغل الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي يوفر شبكة الجيل الخامس داخل مطار دولي، حيث أصبح مبنى مطار أبوظبي الجديد أول مطار دولي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مُغطى بشبكة الجيل الخامس وبسرعة تحميل بيانات عالية تصل إلى 1 جيجابت في الثانية، كما قامت «اتصالات» مؤخراً بتغطية برج خليفة - البرج الأعلى في العالم- بشبكة الجيل الخامس.
وقال: بذلت اتصالات جهوداً حثيثة في سبيل دفع وتيرة النجاح والارتقاء بمستوى القدرة والكفاءة التشغيلية، مع الالتزام بالأولويات الاستراتيجية، التي من شأنها تمكين المستقبل الرقمي، حيث أظهرت النتائج المالية التي حققتها في النصف الأول من عام 2019، قدرة الشركة على «قيادة المستقبل الرقمي» مدعومة بالتزام «اتصالات» المستمر بمواصلة الاستثمار في التقنيات المستقبلية والحلول المبتكرة، بما يسهم في إثراء تجربة العملاء الشاملة من جهة، وتعظيم القيمة المضافة للمساهمين من جهة أخرى.
وتابع: المحافظة على البقاء في القمة أصعب من الوصول إليها، ولذلك دأبنا على تعزيز المكانة الريادية، التي تحتلها «اتصالات» في المجتمعات التي تخدمها، عبر دفع عجلة التحول الرقمي وتحفيز الابتكار الشامل، وإطلاق مبادرات ناجحة لنشر العلامة التجارية على مستوى العالم، ولا سيما إطلاق شعار«معاً»، الذي يجسّد مقدرة التكنولوجيا في تعزيز تواصل الأفراد والمجتمعات وإثراء تجاربهم، وهو الأمر الذي أسهم بمحافظة المجموعة على صدارتها الإقليمية باعتبارها «محفظة العلامة التجارية» الأعلى قيمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعام الثالث على التوالي، كما أنها العلامة التجارية الأولى في منطقة الشرق الأوسط التي تتخطى قيمة محفظتها التجارية حاجز الـ 10مليارات دولار، وهو ما يشكل إنجازاً هاماً يضع «اتصالات» في مصاف العلامات التجارية العالمية الكبرى، وفي مقدمة العلامات التجارية الإقليمية.
التطور الشبكي، واستطرد أن العلاقة بين التطور الشبكي ونشر التقنيات الحديثة هي علاقة تكاملية وطيدة، وذلك من خلال قدرة البنية التحتية المتطورة للاتصالات على دفع عجلة الابتكار الشامل، وخلق منصة حاضنة للتقنيات الناشئة، وهو ما يُترجم الحرص الذي توليه «اتصالات» للاستثمار في الإمكانات الشبكية، ولا سيما تقنية الجيل الخامس، لدورها المحوري في تهيئة المناخ الرقمي الملائم لتمكين التقنيات الحديثة.
وقال العبدولي: تقدم «اتصالات» حزمة واسعة من الحلول المُمَكّنة للتحول الرقمي، مثل أجهزة الاستشعار المزودة بتقنية إنترنت الأشياء، إضافة لربط المنشآت الذكية بأحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي AI والروبوتات وعمليات الاستشعار عن بعد، بما يمكّن المؤسسات على اختلافها بإدارة الأصول في منشآتهم والتحكم بها -عن بعد- بطريقة آمنة وذكية لعدد كبير من التطبيقات والتقنيات والأجهزة المختلفة.