عدد اليوم
علي معالي ومراد المصري (الشارقة)
لم تكن قمة «الملك» و«الزعيم» في أرض الملعب فقط، بل كانت أيضاً في مدرجات استاد الشارقة، للتأكيد على أن الشارقة والعين كبيران دائماً داخل الملعب وخارجه، وما شاهدناه بالحضور الجماهيري الكثيف، الذي وصل 10 آلاف متفرج خير دليل.
ودائماً ما تشهد مباريات الكبيرين، العديد من القصص والأرقام، التي تظل تُحكى لسنوات طويلة، ولعل العلامة البارزة في مباراة الجولة الـ3 بين الفريقين، هما الموهوب القناص إيجور كورنادو، والمدرب عبدالعزيز العنبري، فالأول هو اللاعب البرازيلي الأول في تاريخ «الملك» منذ عصر الاحتراف، الذي نجح في هز شباك «الزعيم» 4 مرات في 3 مباريات فقط، والثاني هو العنبري لأنه لم يعرف طعم الخسارة أمام العين، وهي نقطة تُحسب في سجل هذا المدرب، الذي حطم كل تاريخ وأرقام المدربين المواطنين والعرب في تاريخ دورينا.
وعن إيجور فقد أصبح هو «هاكر» خطوط الدفاع فعلياً، والمتخصص في اختراق أنظمة «الزعيم» الدفاعية، حيث استطاع هذا اللاعب أن يسجل هدفين في مباراتي الموسم الماضي بواقع هدف في كل مباراة ذهاباً وإياباً، ولكنه زاد الغلة هذه المرة ليسجل هدفين في أول مباراة بين الكبيرين هذا الموسم، وصنع هدف فريقه الثالث، والذي سجله سالم سلطان في أول أهدافه مع فريقه الجديد بعد الانتقال من نادي الوحدة.
والظاهرة الثالثة في المباراة هي من نصيب إيجور أيضاً، حيث استوعب اللاعب درس إهدار ركلة الجزاء في نهائي السوبر أمام شباب الأهلي، وخرج بعدها محسن مصبح رئيس شركة الشارقة لكرة القدم ليقول لـ «الاتحاد» بأنه سيتحدث مع إيجور ليغير طريقة تسديده لركلات الترجيح أو الجزاء لأنها أصبحت محفوظة، وبالفعل استفاد إيجور من النصيحة وسدد ضربة جزاء أمس الأول بطريقة مختلفة ليخطف اللاعب هدف فريقه الأول.
والحقيقة أن ما يفعله الساحر البرازيلي إيجور في ملاعبنا يجعل الأنظار تتجه بقوة لملاعبنا، ليس هذا فحسب، بل سيجعل الجماهير تتزايد في المدرجات، لأنه يقدم المتعة الرائعة، فهو الرئة التي يتنفس بها «الملك»، ولعل ما ردده مدربه عبدالعزيز العنبري عنه خير دليل على ذلك قائلاً: «يستحق إيجور تحية كل الجماهير التي تواجدت في مدرجات استاد الشارقة، كونه يصنع الفارق ويقدم المتعة الجميلة في أرض الملعب».
وأضاف: «للأسف بعد أن سجلنا الهدف الأول تراجع فريقي بشكل كبير، وبذل العين مجهوداً كبيراً ليعود للمباراة، واستحوذ وسيطر أفضل من فريقي، لكن عقلية ورغبة لاعبي في العودة للمباراة كانت كبيرة وجيدة». وقال العنبري: «العين سيكون منافساً قوياً على كل البطولات فهو فريق كبير وقدم مباراة رائعة ضدنا، وبدلاء الشارقة صنعوا الفارق، ولابد من توجيه الشكر لمجلس إدارة النادي وشركة الكرة والجهاز المعاون والإداري وكذلك الجهاز الطبي على الجهود المبذولة منهم خلف الفريق، والمنافسة هذا الموسم قوية على الدوري وستكون بين 5 فرق». ولم تكن رسالة الإشادة بإيجور من العنبري فقط، بل بعث زميله ريان منديز رسالة قائلاً: «إيجور، أنا مستمتع باللعب معك، وأنت أحسن لاعب في الدوري، وأنت تمتلك مهارات عالية تستطيع تسخيرها لخدمة الفريق، ولابد أن نشكرك على ما تقدمه، وعلينا أن نستمر في العمل معاً كفريق لصناعة المتعة الكروية، وفي كل مباراة تقدم لنا إبهار جديد».
وأضاف: «طريقة أداء العين أجهدتنا كثيراً خاصة بعد أن أضافوا الهدف الثاني، ولكن نجحنا في العودة مجدداً للمباراة، وقدم الشارقة والعين مباراة تليق بقمة الكرة الإماراتية، والعين من الفرق التي تستطيع التحكم في الكرة بشكل جيد، وصحيح أننا على القمة، ولكنها تتطلب الجهد الكبير، وهو كما يجب أن نقوم به مستقبلاً.
الصهباني: خسرنا بسبب قرار شخصي !
أثار القرار الذي اتخذه محمد عبدالله، الذي تولى مسؤولية تقنية الفيديو «الفار»، بالتنسيق مع عمار الجنيبي الحكم الرئيس، بإلغاء هدف سجله العين منتصف الشوط الثاني، بحالة من الغضب بين صفوف «الزعيم» على اعتبار إنه كان الهدف الثالث الذي سيجعل الفريق يخرج بنتيجة إيجابية، وأن هذا القرار الذي جاء في وقت أجمع فيه خبراء التحكيم على صحة الهدف حيث لم يكن التوجولي لابا في وضعية تسلل، هدم جهود الفريق الذي كان يمني النفس برد الدين لمنافسه والانفراد بصدارة الترتيب.
واعتبر مطر الصهباني، مدير فريق العين، أن العين خسر بسبب قرار شخص هو محمد عبدالله حكم «الفار»، الذي رأى دون الخبراء والناس جميعاً أن لابا في وضعية تسلل، فيما توضح الإعادة إنه لم يكن كذلك لحظة تمرير الكرة، وقال: «تقنية الفيديو أنصفت الشارقة في منحه ضربة جزاء في الشوط الأول، لكنها لم تنصفنا في الشوط الثاني باحتساب الهدف الثالث، لا ندري ما السبب وراء ذلك».
وأشار الصهباني، إلى أن الحصول على 3 نقاط من مباراتين خارج الديار أمام الوصل والشارقة تعتبر إيجابية بالمجمل العام، وأن الفريق سيعود أقوى ولن يتأثر بهذه الخسارة، رغم إنه كان قادراً على تحقيق نتيجة إيجابية لكن التسرع في التبديلات بخروج الثنائي محمد عبد الرحمن وأحمد برمان أثرت على توازن الفريق، وبشكل عام هناك أمور يمكن معالجتها. وأكد الصهباني أن البرازيلي كايو كانيدو سيعود بمواجهة الفريق المقبلة في كأس الخليج العربي، حيث يتدرب بصورة إيجابية، وبالطبع فإن غيابه عن المباراة كان مؤثراً، لكن مشوار المسابقة ما زال طويلاً وهناك إمكانية للتعويض.
من جانبه، أكد الكرواتي إيفان ليكو مدرب العين، أن فريقه لم يستحق هذه النتيجة، وقال: «أداء فريقي كان أفضل من المستوى الذي ظهر عليه المنافس، وشهدت المباراة لحظات حاسمة، وكنا قريبين من الفوز بنتيجة، ولكن الحكم ألغى هدفاً صحيحاً كان كفيلاً بتقدمنا بفارق هدفين في توقيت مهم».
وأشاد المدرب بما قدمه كورنادو لاعب الشارقة، وقال: «يستحق كورنادو لقب رجل المباراة وهو أفضل لاعب في الموسم الماضي، ويمر بمرحلة جيدة في الوقت الحالي، من جانبنا اضطررنا لاستبدال أحمد برمان لاعب الارتكاز بسبب تعرضه للإصابة، ما أثر على عطائه في الدقائق الأخيرة».
وأكمل: «أشكر جمهور العين على المساندة القوية والدعم المتواصل للفريق في ملعبي الوصل والشارقة، وشخصياً أِشعر بالإحباط لعدم العودة بالنقاط الثلاث، وأعد الجماهير بالعمل على تصويب الأخطاء لتحقيق الأهداف المرجوة».
شوكوروف: الجماهير سر الفوز
يرى الأوزبكي شوكوروف لاعب وسط الشارقة أن المفتاح الأساسي للفوز كان في دور جماهير الشارقة قائلاً: «ظلت الجماهير معنا حتى اللحظات الأخيرة، وهم يهتفون لنا، كما أن جمهور العين هو الآخر ملأ الملعب بالأهازيج، والجميل أننا نجحنا في إسعاد جمهورنا العريض».
وقال شوكوروف: «المباراة ليست بـ3 نقاط، بل بـ6 كونها ضد منافس مباشر، واستطعنا العودة للمباراة سريعاً بعد هدف التعادل الثاني لنا».
احتجاج رسمي على حكم المباراة
تقدمت شركة نادي العين لكرة القدم باحتجاج رسمي إلى اتحاد الكرة ورابطة المحترفين، حول الأخطاء التحكيمية المؤثرة على نتيجة مباراة فريق الكرة الأول أمام مستضيفه نادي الشارقة، وأكد النادي في بيان رسمي نشره على موقعه الإلكتروني والحسابات الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، أن مشروع تقنية الفيديو «VAR» تم اعتماده بهدف تحسين أداء الحكام وضمان مبدأ تكافؤ الفرص بين الأندية المتنافسة في جميع المباريات بمختلف البطولات.
وقال النادي في بيانه إن إدارة العين تعتمد مفهوم حسن الظن في الجميع، انطلاقاً من مسؤولية النادي ككيان في المنظومة الرياضية على الصعيدين المحلي والقاري، والتي تتضمن دعم طموحات اتحاد الكرة ورابطة المحترفين، كما أن للنادي مسؤوليات أكبر تجاه جماهيره الغفيرة والوفية والداعمة للفريق في جميع المباريات محلياً وخارجياً وظل يرصد لها الموازنات الضخمة. وأوضح: «قرار إلغاء هدف صحيح للعين في توقيت حاسم من زمن المباراة أثر على النتيجة كما أكد جميع خبراء التحكيم بمختلف القنوات الأمر الذي كلف النادي وجماهيره خسارة ثلاث نقاط في مشوار تحدي المنافسة على اللقب»، مؤكداً: «يبدو أن هناك خللاً يؤدي إلى عدم الاستفادة من تلك التقنية التي وجدت من أجل ترسيخ مبدأ العدالة واللعب النظيف في عالم كرة القدم».
وأشاد النادي بأداء فريق الكرة الأول أمام مستضيفه الشارقة والجهاز الفني بقيادة المدرب الكرواتي، القدير إيفان ليكو، إذ أظهر العين مردوداً قوياً برغم ظروف الغيابات المهمة في قائمة الفريق والثقة دائماً كبيرة في الجميع إدارة ولاعبين وجماهير على متابعة التميز والتفوق لبلوغ أعلى مؤشرات النجاح.
وأشار العين في بيانه إلى أن خسارة مباراة في مرحلة مبكرة من مسابقة الدوري خارج الأرض أمر وارد في عالم كرة القدم، وليست نهاية مشوار التحدي، وطموحات النادي كبيرة خلال الموسم الحالي، وذلك في ظل الرعاية السامية من قيادة النادي وعزيمة نجوم الفريق ورغبتهم على تحقيق الأهداف المرجوة إلى جانب المساندة القوية والدعم اللافت من جماهير النادي لطموحات «الزعيم».
وقال البيان: «ختاماً نؤكد بأن جميع عناصر الفريق من إدارة وجهاز فني ولاعبين شركاء في الفوز ويتحملون مسؤولية الخسارة ونرفض تماماً اجتهادات التبرير غير المنطقية التي تهدف إلى وضع المسؤولية على طرف دون آخر، كما نؤكد ثقتنا في اتحاد الكرة على وضع جميع ملاحظات الأندية الأعضاء التي ظلت ترصد في كل موسم موازنات مالية ضخمة، ضمن أولويات اهتمامه سعياً لتحسين الأداء في جميع المجالات لاسيما التحكيم».
اعتراضات عبر «تويتر»
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً «تويتر» اعتراضات عيناوية على قرار حكم اللقاء، وغرد سلطان راشد المدير الرياضي للعين، وكتب: «هاردلك للزعيم العيناوي وجماهيره ومبروك للحكم»، فيما غرد بندر الأحبابي لاعب العين ووضع صورة تقنية الفيديو، التي توضح أن زميله لابا كودجو لم يكن في موقف تسلل، وكتب: «إنزين مسوين فار» !
