أحمد النجار (دبي)
أكد محمد مشربك، مدرب ومستشار التنمية الذاتية، ضرورة تخطيط العطلات الصيفية لأبنائهم وفق الهوايات والاهتمامات وجرعات الفائدة المرجوة، مع التركيز على الترفيه والمنصات الخلاقة التي تُعنى بصقل المواهب وتنمية المهارات، مشيراً إلى أن هناك قواعد أهمها معرفة مكامن الشخصية وتكوينها النفسي، واستكشاف الهواية والموهبة التي يتمتع به الطفل، وأن أكبر خطأ يقع فيه كثير من أولياء الأمور، هو إجبار أبنائهم على الالتحاق بدورات صيفية وبرامج معنية لا تنسجم مع ميولهم.
وشدد على أهمية النزول عند رغبات الأبناء قبل تخطيط عطلتهم، لضمان استثمارها قدراتهم وتفجير مواهبهم بالشكل الأمثل، بصرف النظر عن نوع النشاط الذي يقبلون عليه، فالأهم من ذلك هو أن يجد فيه الطفل مناخاً إيجابياً يحفزه على إطلاق طاقاته، وتحقيق فسحة إبداعية وترفيهية تساهم في تحسين مزاجه وذهنه ونفسيته.
واعتبر أن الهدف دائماً من إشراك الطفل في بيئة صيفية، هو تدريب الأبناء على الاعتماد على الذات وعدم الاتكال على الوالدين، خصوصاً فيما يتعلق بإدارة الوقت، فليس شرطاً أن يكون النشاط تعليمياً أو ترفيهياً صرفاً من دون أن يستهويهم، فلا ينبغي ضغط الأبناء في برامج أو أنشطة مكثفة لا يستمتعون بها، ويجب على الأسرة أن تضع في مقدمة أولوياتها تحقيق معادلة الاستمتاع والإلهام والإبداع الذهني، وتعزيز الثقة بأنفسهم وتعويدهم على الاستقلالية في الحياة.
فسحة للمواهب
وقالت اختصاصية علم النفس، الدكتورة سعاد علي: «على الآباء التفكير بعطلة صيفية تضمن لأبنائهم حق الترفيه والمرح، من ثم تلبية شغفه لممارسة هواياته المفضلة سواء في ممارسة الرياضة أو تعلم مهارات الرسم أو الموسيقى، لتكون عطلته فسحة ملهمة تغذي مواهبه وتحرضه على الإبداع والتألق، وتنصح بعدم إلحاق الأطفال في مخيمات تعليمية تشبه أجواء المدارس لكي لا يشعر بأن التعليم والتلقين يحاصره في كل مكان، وإيجاد بيئات ترفيهية خلاّقة تساعده على استكشاف مهاراته وتنمية علاقاته مع محيطه».
تكنولوجيا
من جانب آخر، يحرص كثير من الآباء على تخطيط عطلة الصيف لصغارهم، وفق الخيارات الترفيهية التي تتجدد كل عام، وتتباين الرؤى وتختلف الوجهات بحسب أمزجة الأهالي وانتماءاتهم الثقافية، وخلال جولة في أماكن الجذب التي ترفع شعار العطلة الصيفية، كانت البداية مع مصطفى الزرعوني، مواطن، لديه طفلان، الذي اتجه إلى أحد فروع مكتبة دبي العامة، لتسجيل طفليه في البرنامج الصيفي لهيئة الثقافة والفنون في دبي، من منطلق اهتمام طفليه محمد 7سنوات وسارة 11 عاماً، بوسائل التكنولوجيا، وقال: «إن جيل اليوم يتسم بذكائه وإبداعه وسباقه مع الزمن، ويتفوق على جيل الأمس بالفطرة والفطنة وسرعة البديهة، مشيراً إلى أنه خطط العطلة الصيفية لطفليه بناء على حبهم وشغفهم بالتكنولوجيا.
أما نجيبة فريحات، فقد اكتفت باستثمار عطلة طفلها ريان 8 سنوات في الترفيه والاختلاط بالأطفال من محيطه، وتنويع الخيارات سواء في حدائق أو متنفسات أو مدن ألعاب لكي تمنحه حصة كاملة من الشغف والمتعة والإثارة، ليعود بنفسية متجدد وذهن متفتح إلى مدرسته، وقد اصطحبته إلى معسكر منتجع أتلانتس الصيفي الذي يضم العديد من خيارات الترفيه والمرح والمغامرات، ويشمل السباحة على الشاطئ والتزحلق في المدينة المائية أكوافنتشر، واللعب مع الدلافين، واستكشاف أسرار وتفاصيل الحياة البحرية في المنتجع، من دون أن يخلو المعسكر من أجواء الرياضة وتحدي اللياقة البدنية.
التطوع قوة شخصية
وليد العلي، لديه 3 أبناء، وفضل استثمار عطلتهم الصيفية في تعزيز علاقتهم بمحيطهم الاجتماعي، ولم يجد معسكراً أو مخيماُ صيفياً أفضل من البرنامج الصيفي لمركز التطوع بدائرة الخدمات الاجتماعية الذي أطلق مؤخراً مبادرة شعارها «مبادرون» لغرس القيم التطوعية لدى الشباب والفتيات للفئات العمرية ما بين 13 إلى 17 عاماً، لأن التطوع يمنح الطفل قوة شخصية وثقة عالية بالنفس، ويتيح له فرص كثيرة في التعامل والتخاطب، وينمي مهاراته الذهنية والوجدانية. وأشار آباء آخرون إلى مشاركتهم أبنائهم في دورات ومراكز وفق ميولهم.