أحمد النجار (دبي)
لقطات فوتوغرافية بعيون 25 مصوراً من ثقافات مختلفة، جالت عدساتهم في غابات مختلفة حول العالم، لتوثيق معالم الحياة البرية والدعوة للمحافظة على البيئة والطبيعة، في معرض مفتوح للصور بعنوان «مسارات القط الكبير» يحتضنه مركز الغرير في دبي، ويستمر حتى 18 أغسطس الحالي، واستطاع المشاركون التقاط صور نادرة لسلالة القط الكبير بوصفه أحد أهم الحيوانات التي تشارف على الانقراض، ويشمل «القط الكبير»، أسوداً ونموراً وفهوداً منها ما يعيش في بيئات ثلجية أو جبلية، مثل نمر الثلج ونمر أميركا، ومنها ما يقطن الغابات في أفريقيا وآسيا والأميركيتين.
وخلال جولة في أرجاء المعرض، الذي غاب عنه المصورون، تاركين لوحاتهم مفتوحة للتأويل والتأمل، وقراءة المحتوى والرسالة الإنسانية، حيث يمثل المعرض فرصة لمعايشة أسرار حياة القطط البرية في بيئاتها الطبيعية من الفجر وحتى وقت الغروب، ويحمل في جوهر رسالة بيئية هادفة، تدق ناقوس الخطر حول الصيد الجائر، وأهمية المحافظة على التنوع البيئي.
الحفاظ على التنوع
وتم رصد انطباعات الزوار والمهتمين، الذي تحلقوا باهتمام حول الصور لتأملها وقراءتها بأبعاد إنسانية مختلفة، حيث اعتبر رياض هارون، المعرض سيرة بصرية توثق حياة درامية لحيوانات وطيور مختلفة في موطنها الطبيعي، فيما رأت سهام عموري أن المصورين المشاركين، وهم من ثقافات وجنسيات مختلفة، حاولوا عبر لقطاتهم، الالتفات إلى البيئة الفطرية والنباتية والحفاظ على تنوعها الطبيعي.
وقال عبود الفاتح، وهو مصور فرنسي من أصول جزائرية، إن هذا النوع من الصور يمثل صرخة ضد أحوال المناخ والصيد والتلوث، وهي قادرة بالفعل بحسب قناعته إلى تحريك وجدان الإنسانية لإذكاء الوعي بأهمية الحفاظ على جواهر البيئة الطبيعية ونقاوة الحياة البرية، مشيراً إلى أن مراقبة الحيوانات في بيئاتها الطبيعية، مهمة شاقة بالنسبة لمصوري الحياة البرية، كونها تحمل الكثير من الصبر والمخاطرة، حيث يجدون تحدياً كبيراً في التموضع في منطقة قريبة من الهدف لتوثيق حركاته وسكناته، وصولاً للقطة المطلوبة.
نشر الوعي
وقالت نيشا بوروشو ثامان من «Pawstrails» الجهة المنظمة للحدث، إن هذا المعرض يعتبر الحادي عشر في دبي، ويهدف إلى نشر الوعي البيئي وأهمية الحفاظ على الحياة البرية لسعادة البشرية، حيث شهد إقبالاً كثيفاً من الزوار والمتلقين من مختلف الثقافات والجنسيات، وهذا يؤكد النجاح الكبير بوصول الرسالة إلى كل شعوب العالم من مدينة دبي النابضة، من دون أن تستهين بالطبع بحجم التحدي لإحداث الفارق الحقيقي في التغيير لإنقاذ الآلاف من الحيوانات المهددة بالانقراض بالأخص سلالة «القط الكبير».