أجبرت قوات الأمن الأفغانية، اليوم الجمعة، مسلحي حركة طالبان على التراجع من مدينة غزنة الاستراتيجية في وسط أفغانستان بعد أن كانوا قد اقتحموها في وقت سابق.
وأحرق المسلحون نقاط تفتيش تابعة للشرطة وقصفوا منازل ومناطق تجارية وسيطروا على أجزاء من وسط المدينة.
ووفرت طائرات هليكوبتر أميركية هجومية وطائرات مسيرة دعما جوياً للقوات الأفغانية.
وبدأت القوات الأفغانية حملة تمشيط بحثاً عن مقاتلي الحركة بعد ضربات جوية أميركية استهدفتهم.
وانتشرت القوات الخاصة الأفغانية في المدينة الواقعة في جنوب شرق البلاد.
ومدينة غزنة استراتيجية لكونها تقع على الطريق الرئيسي بين العاصمة كابول وجنوب البلاد.
وقالت وزارة الدفاع في كابول إنه جرى طرد المهاجمين لكنهم ما زالوا في منطقة واحدة بالمدينة واحتلوا بعض المنازل حيث يواصلون إطلاق النار منها من آن لآخر على قوات الأمن التي تقوم بتطهير المنطقة.
وأضافت أن نحو 150 من المهاجمين قتلوا أو أصيبوا لكنها لم تذكر أي تقدير للضحايا من المدنيين أو قوات الأمن. وقال مسؤول طبي محلي إن 16 شخصاً على الأقل قتلوا.
وقال المقدم مارتن أودونيل المتحدث باسم القوات الأميركية في أفغانستان، في بيان أُرسل بالبريد الإلكتروني "ردت القوات الأميركية بدعم جوي مباشر وشنت ضربة واحدة (بطائرة مسيرة)".
وقال المسؤولون إن اشتباكات اندلعت في الثانية صباحا تقريبا بين القوات الحكومية ومقاتلي طالبان، مما أجبر السلطات على إغلاق الطريق السريع الذي يربط المدينة بكابول الواقعة على بعد 150 كيلومترا إلى الشمال الشرقي.
وقال مسؤول كبير في غزنة "طالبان تسقط صواريخ قرب مناطق سكنية وتجارية. لم تمر دقيقة صمت واحدة طوال الساعات الثماني الماضية".
وقال قائد شرطة غزنة الجنرال فريد أحمد مشعل إن طالبان سيطرت على عدة مناطق في المدينة المهددة منذ أشهر بقتال عنيف في مناطق محيطة بها.
وبينما حامت طائرات هليكوبتر في السماء، حذر مسؤول حكومي آخر الناس من الخروج من منازلهم، ولم يكن لديه تفاصيل عن الضحايا.
وأضاف "لا يمكننا الخروج من منازلنا لمساعدة المصابين أو نقل الجثث".
وقال أودونيل إن التقارير الأولية تشير إلى خسائر بشرية محدودة في صفوف قوات الأمن الأفغانية.
وأضاف "إنها محاولة فاشلة جديدة من طالبان للسيطرة على منطقة وهو ما سيسفر عن عناوين جديدة للصحف تجذب الانتباه لكنها ليست ذات أهمية استراتيجية".
جاء الهجوم في ظل تنامي الآمال تجاه المحادثات الرامية لإنهاء الحرب التي دامت 17 عاما في أفغانستان وقبل أقل من أسبوعين من عيد الأضحى الذي تبحث الحكومة الأفغانية إعلان وقف إطلاق النار خلاله.
كانت هدنة استمرت ثلاثة أيام في عيد الفطر في يونيو الماضي قد شهدت اختلاط مقاتلين عزل من طالبان مع قوات الأمن في كابول ومدن أخرى، مما أذكى آمالاً في أن تنهي المفاوضات الحرب.