14 يونيو 2012
منير رحومة (دبي) - صنعت نهاية الموسم الكروي للشباب العديد من الأحداث المتسارعة والمفاجئة، التي جعلت المشهد الأخير متقلباً، وعلى غير المنهج الذي يسلكه مسؤولو “القلعة الخضراء” في دعم الاستقرار، والحفاظ على مكتسبات النادي في جميع الاتجاهات.
وبعد خسارة “الجوارح” أمام الأهلي في نهائي كأس “اتصالات”، ورحيل المدرب باولو بوناميجو، والتفريط في لاعب المنتخبين الأولمبي والأول محمد أحمد، طرح الوضع الجديد بالنادي العديد من التساؤلات، حول نظرة الإدارة لمستقبل الفريق، وكيفية التعامل مع المتغيرات الحادثة، مما جعل “الاتحاد” تحرص على الرد على التساؤلات التي تشغل عقل “الأسرة الخضراء”، والشارع الرياضي من خلال الحوار مع بالرجل الأول في إدارة النادي سامي القمزي رئيس مجلس الإدارة، حيث تم تقييم الموسم الكروي، والكشف عن أسرار صفقة محمد أحمد المنتقل إلى العين، وكيفية حل أزمة فسخ بوناميجو لعقده، دون أن يتأثر الفريق، بالإضافة إلى التطرق إلى استراتيجية العمل في المرحلة المقبلة، ونظرته للوضع الكروي الذي نعيشه في تجربتنا الاحترافية.
انطلق الحديث في البداية، بتقييم عمل الإدارة الحالية التي خلفت المجلس السابق، الذي ترأسه أحمد بن هزيم، خاصة أنها أنهت حوالي ثلاثة مواسم كاملة، وقال سامي القمزي إن الإدارة الحالية راضية تماماً عما تحقق، وفقاً للإمكانيات المتوافرة بالنادي، وذلك بفضل الإنجازات التي تحققت على مستوى نتائج مختلف الفرق، من خلال الوصول إلى 42 نهائياً، والفوز بـ19 لقباً من بينها لقبان في كرة القدم، هما كأس “اتصالات” وكأس الخليج للأندية.
ديون أقل
وأضاف أن الشباب يعتبر الأقل ديوناً في الفترة الحالية، بفضل نجاح الإدارة في الإيفاء بالتزاماتها، مما وضع النادي في وضع مرضٍ على المستوى المالي، خاصة بعد اعتماد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي الميزانية الجديدة للنادي، بداية من يناير الماضي، مما ساهم بقدر كبير في تحسين الأوضاع المالية للنادي، وأن الشباب نجح في تقليص ديونه بنسبة كبيرة، في انتظار إنهاء الصعوبات المالية كافة قبل نهاية السنة الحالية، وفق الاستراتيجية الدقيقة التي اعتمدها النادي.
وفيما يخص الاتهامات الموجهة إلى إدارة الشاب بأنها تستغل حكاية المصاعب المالية، حتى تستجدي، أكد القمزي أن بعض الإعلاميين استكثروا على الشباب، كسب تعاطف الشارع الرياضي بعروضه القوية، ومستواه المشرف، رغم صعوباته المالية، وأن إدارة النادي ليست بحاجة إلى أن تستجدي، لأن ما قامت به هو إيضاح موقفها المالي الذي كانت تمر به، وأن نجاح الشباب أحرج بعض الأطراف، خاصة الذين يصرفون أموالاً طائلة، ولم يحققوا أي نجاح يذكر.
وأكد أيضاً أن وضع نادي الشباب خاص جداً مقارنة ببقية أندية دبي، حيث يعول بشكل أساسي على الدعم الحكومي، والذي يبلغ 5 ملايين درهم شهرياً، مما يجعل ميزانيته في الموسم الرياضي حوالي 55 مليون درهم، بالإضافة إلى بعض عوائد التسويق، ومخصصات الرابطة المقدرة بحوالي 17 مليوناً، الأمر الذي يجعل ميزانية النادي لا تتجاوز 80 مليون درهم في الموسم، مع وجود عجز بحوالي 4 أو 5 ملايين درهم، وأنه لا يوجد نادٍ في دبي يصرف أقل من 100 مليون درهم في الموسم، بينما لا تتجاوز كامل مصروفات الشباب في مختلف الألعاب 80 مليون درهم، وعلى الرغم من ذلك فهو نادي البطولات والألقاب، وقادر على المنافسة بقوة في مختلف المسابقات وكسب احترام الجميع.
لقب الدوري هدف الموسم المقبل
بخصوص أهداف نادي الشباب في الموسم الجديد، اعترف القمزي بأن المهمة أصبحت أصعب في المرحلة المقبلة، لأن الفريق لن يرضى بأقل من المركزين الأول أو الثاني، بعد أن أنهى الموسم الحالي ثالثاً، الأمر الذي يعني المنافسة على لقب الدوري، وأن الفريق يملك مؤهلات المنافسة القوية فنياً وتنظيمياً، وقادر على الوجود في منصات التتويج، بشرط التركيز في انتقال المسابقات، حتى لا يتم تشتيت جهد اللاعبين، مثلما حصل الموسم الماضي، وأنا متفائل بقدرة فريقي على انتزاع لقب جديد على الأقل في الموسم المقبل، رغم التنافس القوي المتوقع أن تشهده مختلف المسابقات.
صفقة “بامبو”
مثل انتقال اللاعب الدولي المتميز محمد أحمد إلى العين مفاجأة مدوية، ليس فقط لجماهير الشباب، وإنما أيضاً للشارع الرياضي، حيث يرتبط اللاعب بعقد حتى 2015، إلى جانب حرص الإدارة على التمسك بلاعبيها ودعم الاستقرار، ولهذا سألنا رئيس مجلس الإدارة، عن سبب التفريط باللاعب، ومواجهة انتقادات كبيرة من محبي الشباب الذين لم يوافقوا على القرار، فأجاب: “نتفهم جيداً غضب جانب من جماهير النادي، من انتقال محمد أحمد إلى العين، إلا أن الانتقالات أصبحت أمراً طبيعياً في عالم الاحتراف، وليس بالجديد في هذه المنظومة، بالإضافة إلى أن الإدارة ارتكزت إلى أسباب منطقية، تجعل من قرار التشبث باللاعب ليس مجدياً، ولا يصب في مصلحة الفريق”. وأوضح أن محمد أحمد لم يلعب كثيراً مع الشباب بسبب التزاماته مع المنتخبين الأول والأولمبي، حيث لم يستفد منه الفريق بالشكل المطلوب طوال الموسم، بالإضافة إلى امتلاك الفريق البديل المناسب في المركز نفسه، والقادر على تقديم الإضافة المرجوة، حيث يوجد أكثر من لاعبين في مركز الظهير الأيمن، مما يجعل الفريق في وضع فني مستقر.
وكشف القمزي أيضاً أن اللاعب محمد أحمد طلب مرتين وفي رسالتين رسميتين، الانتقال إلى نادي العين، مما أوجد قناعة لدى إدارة الشباب بأنه لم يعد يرغب في الاستمرار مع الفريق، وأن إدارة النادي تحاول في بعض الأحيان إغراء لاعبيها وتقديم امتيازات جديدة للمحافظ عليهم، لكن إذا شعرت بأن اللاعب لم يعد يملك الرغبة في البقاء، فإنه من الخطأ التمسك به.
استفادة مادية
وعن استفادة الشباب من هذه الصفقة أكد القمزي أن النادي تعامل باحترافية كاملة مع الموضوع للخروج بأكثر ما يمكن من الإيجابيات، حتى يستفيد الشباب على أكثر من جبهة، وأن النادي كسب مبلغاً مالياً كبيراً من شأنه أن يدعم الميزانية، ويساعد الإدارة على التمسك ببقية اللاعبين الآخرين، بالإضافة إلى ضمان عدم التأثر الفني للفريق، وأن الشباب خسر محمد أحمد من أجل المحافظة على بقية اللاعبين، وهو الأمر الأبرز بالنسبة للإدارة، وفي الوقت نفسه فإن إدارة النادي حريصة على التمسك باللاعبين الذين يرغبون في اللعب بنادي الشباب للمحافظة على المنظومة القوية، بينما اللاعب الذي لم يعد يرغب في الاستمرار، فإنه لن يفيد الفريق في المستقبل، واستمراره يؤثر سلباً على روح الفريق الواحد.
أما فيما يتعلق بتنافس العين والأهلي على ضم اللاعب، وما تردد من تقديم “قلعة الفرسان” عرضا ماليا كبيرا قال القمزي إن اللاعب اختار وجهته بناء على رسائل رسمية عبر فيها عن رغبته في الانتقال إلى نادي العين، وذلك منذ فترة طويلة، وأن اللاعب كان صاحب القرار في الموضوع بالإضافة إلى أن العرض المالي للأهلي لم يكن أكثر من عرض العين، مما جعل الصفقة تذهب للعين.