السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نساء يصنعن أدوات وملابس عصرية مستوحاة من التراث المحلي

نساء يصنعن أدوات وملابس عصرية مستوحاة من التراث المحلي
11 سبتمبر 2010 21:23
في الإمارات ثمة نساء يتباهى بهن الرجال، ويتغنى بصنيعهن الوطن، نساء كرسن أنفسهن للعمل النافع والمفيد، وأسهمن في تخليد التراث وتحديثه ليتناسب مع نمط الحياة الحالي، انطلاقا من مبادرات فردية نابعة من حبّ البلد وتاريخه الماضي، وحرصا على حاضره ومستقبله.. هؤلاء النساء لم يثنهن شهر الصوم ولا حلول العيد عن العمل، والوقوف أمام بضاعتهن لعرض منتجاتهن العصرية المشغولة من وحي التراث الإماراتي والمجبولة بروحه. تنسج خديجة صالح الطنيجي ملابس من وحي التراث تطعمها بالتلّي، تعرضها في كافة المعارض التي تشارك فيها بالدولة، تحت جناح نادي سيدات الإمارات الذي يدعمها كما يدعم العديد من السيدات مثلها ضمن خططه المستمرة لدعم الأسر المنتجة، كذلك تصنع الطنيجي اكسسوارات تراثية، وسعفيات بأشكال حديثة متعددة، كما تصنّع مفارش السفرة، والعطور، فضلا عن صنع البهارات والمخللات وإعداد المأكولات التراثية وبيعها للناس وهي المهنة الأصلية التي بدأت منها في سوق العمل وذلك قبل حوالي 25 عاما. في أغلب المعارض التي تقام بالدولة، لا سيما في العاصمة أبوظبي، تجدها واقفة أمام بضاعتها التراثية المتميزة، لا يردعها أو يثنيها عن العمل أي شيء، فلا شهر رمضان ولا قدوم العيد يدفعها للبقاء في المنزل، بل على العكس من ذلك، فهذه هي الأوقات المناسبة للسعي خلف الرزق وإشغال الفراغ بأشياء مفيدة، كما ترى الطنيجي، فضلا عن منفعة الناس ببضاعة جميلة مستوحاة من التراث الإماراتي العريق، وهي منتوجات مرغوبة جدا من قبل الزبائن من كافة الجنسيات. توضح الطنيجي، وهي تعرض بضاعتها المختلفة، بأنها بدأت عملها منذ زمن بعيد، وذلك بصناعة مفارش السفرة، وعمل المخللات والبهارات، ثم تطور العمل تدريجيا فأصبحت تصنّع وتبيع العطور والدخون، كذلك تعلمت صنع الاكسسوارات بعضها من الخوص والتلّي، وذلك عن طريق إعادة تدوير بعض المواد التي لم تعد تستخدمها. مشيرة أنها بدأت بالعمل كهواية ومن أجل التسلية وإشغال وقت الفراغ بأشياء مفيدة، لكنه تحوّل بعد ذلك إلى باب للرزق ساعدها في تأمين احتياجاتها واحتياجات عيالها السبعة. تقول الطنيجي، وهي تمسك بميدالية تراثية هي عبارة عن غترة إماراتية حمراء مع العقال صنعتها بنفسها: «لقد تخصصت في صنع المنتوجات والمشغولات التراثية وذلك بسبب حبي للتراث، وقد أعددت غرفة تراثية في منزلي تحولت إلى متحف تراثي يجمع كافة المشغولات التراثية مثل المندوس والمدخنة، وغيرها وكلّها من صنع يدي». خيوط التلّي تقف أم عمر أمام منتجاتها التي صنعتها بيديها، من ميداليات وسبحات واكسسوارات كلّها مشغولة من وحي التراث، بعضها ملبس بخيوط التلّي وبعضها مشغول من الخوص، بالإضافة إلى الدخون والعطور، والأثواب الملبّسة بخيوط التلّي أيضا، يقبل الناس عليها يسألون مستفسرين عن كيفية الصنع قبل أن يبادروا إلى شرائها واقتنائها باعتبارها تحفا تراثية خالدة. تقول أم عمر: «كم هو جميل العمل في صنع المشغولات التراثية، إنه يستهويني كثيرا وأشعر خلال عملي فيه بأنني أغوص في أعماق التاريخ وأعود إلى ذلك الزمن الجميل حيث كانت الحياة سهلة وهادئة، والأشياء كلها بسيطة في الشكل، إلا أنها غزيرة في المعنى، وهو ما توحي به المشغولات التراثية بالفعل، فصناعتها ليست سهلة أبدا، لكنها في نفس الوقت متينة ومتقنة وتعمّر طويلا، ومن هنا جاء وفائي لها كونها وفية للإنسان الإماراتي». من جانبها تلفت أم عمر هي الأخرى، إلى أنها تعمل ضمن مشروع الأسر المنتجة الذي يقوده الاتحاد النسائي الإماراتي، والذي يدفع النساء الإماراتيات نحو مزيد من العمل والإنتاج والعطاء من خلال توفير الفرص أمام السيدات المنتجات للمشاركة في المعارض المختلفة التي تقام في كافة أنحاء الدولة. العبادة بالعمل إلى ذلك تواصل أم محمد سعيها في صنع التراث، لتشارك في المعارض التي تقام هنا وهناك في الدولة، كان آخرها مشاركتها في الخيمة الرمضانية التي أقامتها شرطة أبوظبي على الكورنيش، والتي استقطبت الكثير من الزوار من مختلف الجنسيات، حيث عرضت فيها العديد من المشغولات التراثية المصنوعة بفن وإتقان. تقول أم محمد: «منذ كنت صغيرة وأنا أحب العمل في التراث وقد بدأت بصنع المشغولات التراثية قبل حوالي 20 عاما، ولكن مصنوعاتي لم تكن للبيع وإنما من أجل التسلية وإشغال وقت الفراغ، لكنني انطلقت في سوق العمل قبل حوالي عامين فقط، وذلك من خلال الاتحاد النسائي الذي وفر لي الدعم الكافي والمطلوب من أجل المشاركة في المعارض المختلفة الأمر الذي فتح لي باب الرزق وعرّفني على الكثير من الزبائن. تتابع بقولها: «العمل في رمضان ممتع وهو عبادة أيضا لا تقل في أهميتها عن العبادات الأخرى كإقامة الصلاة وصلة الأرحام، فنحن نقوم بخدمة الناس عن طريق توفير البضائع التي يحتاجونها في حياتهم لا سيما في فترة العيد وهي فترة مناسبة للتسوق وإهداء الآخرين». حول مشغولاتها التراثية ولا سيما تلك المشغولة من الخوص، تقول أم محمد: «بدأت هوايتي بصنع المشغولات والأدوات من الخوص، وهي أشياء جميلة ومحببة للزبائن، أما بالنسبة للوقت الذي تتطلبه صناعتها فهو يختلف من قطعة لأخرى حسب حجمها وكذلك حسب المواصفات أو المميزات المطلوبة فيها، فبعضها يستغرق أسبوعا وبعضها الآخر يحتاج لشهر كامل من العمل، والجميل في الأمر أن الناس تدرك قيمة هذه المشغولات فلا تبخس ثمنها، كما أن الدولة تشجعنا على صنع المشغولات التراثية ونحن فخورون بذلك كله».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©