تامر عبد الحميد ومحمد قناوي (أبوظبي، القاهرة)
مواقف حرجة يتعرض لها فنانون ما بين مواقف صعبة، وأزمات شخصية تلاحق أغلبهم في حفلاتهم أو تصوير أعمالهم الفنية، ما يضعهم في مأزق كبير، وحيرة من أمرهم في الاستمرار باستكمال الأعمال الفنية، احتراماً والتزاماً منهم للجماهير، أو إنهاء العمل وربما تأجيله وتحمل العواقب التي ستأتي وراء اتخاذ مثل هذا القرار.
لباقة وذكاء
ومؤخراً تعرض نجوم غناء إلى مواقف حرجة، وأخرى أزمات شخصية، حيث فوجئ الفنان الإماراتي عيضة المنهالي، خلال إحيائه حفلاً في مهرجان صلالة، بهجوم حشد كبير من الجمهور والمعجبين من فئة الشباب، على خشبة المسرح، متدافعين بسرعة للوصول إلى المنهالي، لإلقاء التحية عليه، فتدخل حشد من رجال الأمن لحل الموقف سريعاً، لكي يستطع المنهالي استكمال حفله، وخرج الأمر عن السيطرة، كما تعرض الفنان ماجد المهندس خلال حفله بسوق عكاظ لموقف مشابه، بعد اقتحام فتاة خشبة المسرح، والصعود إلى المهندس واحتضانه وسط ذهول الجميع، وتعرض «فنان العرب» محمد عبده لأزمة شخصية، فقبل إحياء حفله لاختتام حفلات صيف دبي، تلقى خبر وفاة شقيقه الأكبر، ما جعله يؤجل إحياء الحفل يوماً فقط، احتراماً منه لجمهوره، ثم أحيا الحفل في اليوم التالي رغم أحزانه.
وترى أريام أن المواقف التي يتعرض لها الفنان أو الفنانة وبعضها يثير الجدل، وهي خارجه عن إرادته، لكن تعاقد الفنان خلال إحياء الحفلات ليس تعاقداً مع شركة الإنتاج أو متعهدي الحفلات فقط، إنما تعاقد أيضاً مع الجمهور، لذلك من واجب الفنان أن يتخطى أزماته مثلما فعل «فنان العرب»، ويتصرف بلباقة وذكاء مع المعجبين خلال إحياء الحفلات، خصوصاً أنه لولا الجمهور ما كان وصل هذا الفنان أو تلك الفنانة على خشبة المسرح لإحياء إحدى الحفلات.
ويؤكد فايز السعيد أن ما يتعرض له الفنان خلال إحيائه إحدى الحفلات، أو خلال تنفيذ أي عمل فني من قبل الجمهور، هو بدافع الحب من المعجبين حتى لو كان هذا الأمر سيؤثر بالسلب على الفنان أو عمله الفني نفسه، لذلك يجب على الفنان أن يكون أكثر هدوءاً في مثل هذه الحالات المفاجئة التي يتعرض فيها لصدمات.
شروط جزائية
وعن شروط التعاقدات مع الفنان من شركات الإنتاج ومنظمي الحفلات، والقرارات التي يتم اتخاذها من قبل الطرفين في حال حدث موقف أو أزمة معينة، يقول المنتج والمخرج بسام الترك صاحب شركة A2B للإنتاج وتنظيم الفعاليات الفنية: «تعود القرارات والعودة إلى الشروط الجزائية على حسب الموقف نفسه، فإذا كان الفنان تعرض إلى أزمة مرضية أو أزمة صحية، أو منع سفر يمنعه من تأجيل الحفل أو إلغائه، يغلب هنا العامل الإنساني بشكل أكبر، يتم تسوية الأمور بين الطرفين بأقل الخسائر»، موجهاً تحية لـ «فنان العرب» محمد عبده على موقفه الفني والإنساني المشرف، حينما أصر على إحياء حفله في دبي رغم وفاة شقيقه، وتأجيله يوماً واحداً فقط، علماً بأن هذا التأجيل من الممكن أن يكون قد تسبب في خسائر كبيرة للشركة أو الهيئة المنظمة، لكن مسؤوليها بكل تأكيد تفهموا الأمر، وأدركوا أيضاً أهمية إحياء محمد عبده الحفل والتزامه مع جمهوره رغم وفاة شقيقه.وتابع، «إلا أن هناك بعض الحالات المزاجية التي تحدث مع بعض الفنانين، والتي تسبب في تأجيل تصوير أو إلغاء عمل، وهنا نأتي بشروط التعاقد، خصوصاً أن أي خسائر لم تتحملها الشركة أو المنظم».
أما بالنسبة للحالات الطارئة التي تحدث على خشبة المسارح من قبل الجمهور، والتي يقرر الفنان في بعض الحالات إنهاء الحفل، نظراً لخروج الوضع عن السيطرة، فيقول: «يقع اللوم في مثل هذه الحالات على الشركة المنظمة نفسها، ومسؤولي المسرح، فتنظيم الحفلات في المسارح ليست من مهام الفنان، لذلك تقع المسؤولية في هذه الحالة على الشركة نفسها حتى لو اضطر الفنان إلى إلغاء الحفل».
فتاة تصفع تامر
من المواقف الصعبة التي تعرض لها المطرب تامر حسني، خلال إحدى حفلاته بالساحل الشمالي، حاول معجب الصعود لخشبة المسرح، فاعتدى عليه أفراد الأمن، ما وضعه في موقف محرج أمام جمهوره الذين طالبوه باتخاذ موقف حازم تجاه الأمن، وبالفعل أوقف تامر الحفل، وطلب صعود الشاب الذي بمجرد وقوفه على خشبة المسرح بجانب تامر انهار في البكاء تأثراً بالموقف.
ولم يسلم تامر من الإحراج على خشبة المسرح بسبب إحدى المعجبات، فخلال إحيائه حفلاً فوجئ بفتاة تصعد إلى خشبة المسرح، وحاولت تقبيله، إلا أنه رفض ومد يده لمصافحتها، لتباغته الفتاة بصفعة انتقاماً منه، فما كان منه، إلا أن مازحها مقدماً خده الآخر في محاولة منه لتدارك الأمر.
المسرح لا يعوقه القبر
رفض عادل إمام وقف عرض مسرحية «بودي جارد» يوم وفاة الفنان مصطفى متولي، قائلاً: «المسرح لا يعوقه القبر، تذكرة المسرح عقد بين الفنان وجمهوره». العلاقة التي جمعت عادل إمام ومصطفى متولي قوية جداً، وكونا ثنائياً فنياً، وتطورت الصداقة إلى علاقة أسرية، فقد تزوج مصطفى، من شقيقة عادل، وليلة 5 أغسطس عام 2000 أدى مصطفى متولي دوره، وبعد نهاية العرض سهر برفقة أبطال المسرحية، حتى فاجأته أزمة قلبية، أدت إلى وفاته. ووسط توقعات بتأجيل بقية العروض، فاجأ «الزعيم» الجميع بإصراره على إقامة العرض في يوم وفاة مصطفى نفسه، واستبداله بالفنان «محمد أبو داوود»، ولكن عندما ظهر أبو داود في أول مشاهده أمام رغدة، انهارت من البكاء ليغلق الستار مؤقتاً، وتم إغلاق الستار في هذا اليوم عشر مرات لانهيار الممثلين في البكاء.
خلف الكواليس
يشير عبد المنعم العامري إلى أنه تعرض للكثير من المواقف المحرجة خلال إحياء حفلاته الفنية، إلى جانب المواقف الصعبة الأخرى التي يتعرض لها خلف الكواليس، لكنه يحاول قدر الإمكان حلها، واستقبال متطلبات الجمهور بصدر رحب، حتى لا يخرج الأمر عن السيطرة، ويتسبب هذا الأمر في إلغاء حفل أو عمل فني ما.
ويوضح العامري أن التزام الفنان بشروط عقد معينة تجبره على تنفيذ العمل الفني، لكن في النهاية المواقف والأزمات التي تحدث تكون غالبا غير مقصودة من الفنان نفسه، فمنهم من يعرف أن يخرج من هذه المواقف بحنكة، والبعض الآخر لا يستطع، وهنا يجب أن يضع منظمو الحفلات ومسؤولو شركات الإنتاج هذه الأمور بالحسبان.