مصطفى عبد العظيم (دبي)
أكد الدكتور خوسيه كاباليرو، كبير الاقتصاديين لدى المعهد الدولي للتنمية الإدارية في سويسرا أن دولة الإمارات العربية المتحدة نجحت في غضون سنوات قليلة في القفز بوتيرة متسارعة في سباق التنافسية الرقمية، ومنافسة أكثر دول العالم تقدماً في التحول الرقمي.
وأوضح كاباليرو في تصريح لـ «الاتحاد» أن دولة الإمارات العربية المتحدة تواصل مسيرتها نحو الصدارة بشكل ملحوظ وثابت، حيث قفزت في مؤشر التنافسية الرقمية الذي يصدر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية بمدينة لوزان في سويسرا، من المرتبة 26 على مستوى العالم عام 2016 إلى المرتبة الثانية عشرة هذا العام.
وقال كاباليرو إن الصعود المتواصل لدولة الإمارات في مؤشر التنافسية الرقمية يعود في الأساس إلى الأداء القوي للدولة في مؤشر التكنولوجيا والاستعداد للمستقبل، لافتاً إلى أن المؤشرات الفرعية كالمواهب والإطار التنظيمي ورأس المال والإطار التكنولوجي ومرونة الأعمال وتكامل تكنولوجيا المعلومات تعتبر من الركائز الأساسية لهذا الأداء الإيجابي والتقدم الذي تشهده الدولة.
وأشار إلى أن مرونة الحوكمة التي تتميز بها الإمارات وأسلوبها الذي يسعى لتبني أحدث التطورات التكنولوجية والرقمية على الدوام هو الأساس الذي يسهم بشكل فاعل في تقدم الأداء الإماراتي، والذي يسمح للدولة ومؤسساتها ومواطنيها من الاستفادة من التحوّل التكنولوجي العالمي، وتحقيق كامل إمكاناتها الذكية، ومواكبة أكثر الدول العالمية تقدماً في هذا الشأن.
ووفقاً لتقرير مؤشر التنافسية الرقمية لعام 2019، تفوقت دولة الإمارات على العديد من الدول المتقدمة في المؤشر حيث سبقت كل من بريطانيا ألمانيا وأستراليا ولوكسمبيرج واليابان والصين وفرنسا وبلجيكا، كما حافظت على صدارتها للدول العربية المشمولة في المؤشر.
وحققت المركز الأول عربياً أيضاً في كل المحاور الرئيسة الثلاثة في التقرير وهي محور «التكنولوجيا» والذي حققت به الدولة المركز الثاني عالمياً متقدمة بخمس مراتب عن العام السابق، ومحور «الجاهزية للمستقبل» الذي حققت فيه الدولة المركز الأول عربياً والتاسع عالمياً بعد أن كانت في المرتبة 12 في العام الماضي، وكذلك محور المعرفة حيث حققت فيه المركز الأول عربياً و35 عالمياً.
وفيما يتعلق بدور المؤسسات والشركات في تمكين الإمارات من الوصول إلى مراتب أكثر تقدماً، أكد كاباليرو أن المديرين التنفيذيين للشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة يلعبون دوراً مهماً في المساهمة في وصول الإمارات إلى مراتب أعلى وأكثر تقدماً في تقرير التنافسية الرقمية في المستقبل، من خلال السعي للحفاظ على المستويات الحالية من مرونة الأعمال، واعتماد وتطوير تكنولوجيات جديدة في شركاتهم ومؤسساتهم ما يسهم في تعزيز الإطار التكنولوجي وتكامل تكنولوجيا المعلومات.
وأكد أنه بالإضافة إلى ذلك، يسهم هذا التبني في ارتفاع مستويات المواقف التكيفية، والوصول إلى المزيد من التطوّر والنمو، ويمهد الطريق أمام اكتمال مختلف مقومات الأعمال الذكية، الأمر الذي يتماشى مع سياسة الدولة في تبني الرقمنة وتكنولوجيا المعلومات، والذكاء الصناعي، وغيره من العوامل الأساسية التي تسهم في تعزيز التنافسية الرقمية.