سعيد ياسين (القاهرة)
بعد توقف أكثر من 25 عاماً، عادت السينما السودانية بقوة، وحصل بعض أفلامها مؤخراً على العديد من الجوائز في مهرجانات دولية وعربية، منها فيلما «ستموت في العشرين»، الذي فاز بجائزة النجمة الذهبية في مسابقة الأفلام الروائية الطولية، و«حديث عن الأشجار» الذي فاز بجائزة نجمة الجونة الذهبية بمسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة.
وحصل «ستموت في العشرين» الذي يعد الفيلم السابع في تاريخ السينما السودانية على جائزة «أسد المستقبل» من مهرجان «فينيسيا» في دورته الماضية.
هذه الجوائز دعت للتفاؤل بمواصلة السينما السودانية صحوتها ونجاحها، حيث قال المنتج السوداني حسام علوان: إن الفيلمين شهادة ميلاد للسينما السودانية الجديدة، والانتصار الذي تحقق ليس للسينما فقط، ولكنه أيضا انتصار للهامش التعبيري، لأن هذه الأفلام جاءت من الهامش الذي لا يفكر فيه أحد، لكن بمجهود صناعها تجاوزت ذلك إلى آفاق التعبير الواسعة.
وقال علوان: نتمنى أن تستمر السينما السودانية، وأن تكون هذه التجارب ملهمة لتجارب تجديدية أكثر في كل بلد عربي، وكشف عن حرصه مع مخرج فيلمه على تصويره بالكامل في السودان، رغم أنها لا تمتلك بنية تحتية، ولا يوجد بها معدات أو أدوات، وأنهم اضطروا لنقلها من مصر، وكان هدفهما إرساء قواعد خاصة للسينما السودانية.
وأرجع المخرج أمجد أبوالعلا عدم وجود سينما سودانية إلى غلق المؤسسة العامة للسينما السودانية، ووجود جيل من السينمائيين اعتمدوا بشكل أساس على دعم الدولة، وتوقف هذا الدعم أدى لتوقف الإنتاج، وقرر الجيل الحالي أن ينتفض ويحتك بمواهب سينمائية جادة.
وأضاف أبوالعلا أن معركته القادمة ستكون بناء دور عرض ليتمكن الجمهور السوداني من مشاهدة الأفلام بدلاً من عرضها في الهواء الطلق، أو في قاعات غير مجهزة.
وقال الناقد السوداني مصطفى حمزة، إن نجاحات السينما السودانية مؤخراً خطوة على الطريق الصحيح ضمن مشوار طويل، وهي نتاج شجاعة صنعها الشباب للخروج من الدوائر المغلقة، والتواصل مع الفنون وأصحاب الخبرات، وبشائر ذلك بدأت مع نجاح تقديم مشاريع أعمال لورش التطوير ومنح الدعم بمختلف المهرجانات.
من جانبه، أعرب الناقد الفني المصري حسام حافظ عن أمله في أن تواصل السودان صحوتها السينمائية، وقال: أعتقد أن ذلك يحتاج وقتاً طويلاً، لضرورة وجود استثمارات لإنشاء بنية تحتية من استديوهات وكاميرات وفنيين ومعامل رقمية حديثة ودور عرض في المدن الكبرى وإنتاج جماهيري يحقق عائدا للمستثمرين.
وأشار حافظ إلى ضرورة وجود معاهد لتدريس السينما بالسودان لإيجاد جيل جديد، وكذلك توفير المناخ الاقتصادي والاجتماعي حتى تظهر مواهب سينمائية حقيقية.