عدد اليوم
حاتم فاروق (أبوظبي)
أكد مشاركون وخبراء المنتدى الأول لأسواق رأس المال العالمية الذي استضافته العاصمة أبوظبي أمس، أن برنامج التنويع الاقتصادي الذي تنتهجه إمارة أبوظبي، سيصنع اقتصاداً واعداً يضمن بقاءها على قمة المراكز المالية العالمية خلال العقود المقبلة.
وأشاروا إلى أن منطقة الشرق الأوسط تشهد تحولًا جذرياً لم تشهده من قبل الذي بدوره يجذب العديد من الفرص للبنوك التي تساهم في نمو الشركات وتحسين أدائها من خلال جمع الأموال في أسواق الأسهم وأسواق الدين، أو من خلال عمليات الاندماج والاستحواذ وتحسين أعمالها.
وقال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» ومجموعة شركاتها: «نسعى لترسيخ وتعزيز مكانة (أدنوك) لتصبح لاعباً عالمياً رائداً في مجال التكرير والبتروكيماويات، عبر تحقيق أقصى قيمة ممكنة من كل جزء هيدروكربوني يتم إنتاجه بالإضافة إلى خلق محفظة متنوعة من الأعمال، مع تحقيق التوازن بين العمليات في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج وتعزيز حضورها في مجال التكرير والبتروكيماويات»، مؤكداً أهمية بناء نموذج لشركة نفط وطنية في المستقبل تتسم بالمرونة والتكيف مع تقليات الأسواق على المدى البعيد.
وأكد معاليه خلال افتتاح فعاليات المنتدى الأول لأسواق رأس المال العالمية الذي استضافته العاصمة أبوظبي أمس، على أهمية ترسيخ شراكاتها الحالية وبناء شراكات جديدة وتنفيذ المزيد من الاستثمارات المشتركة الجديدة مع شركائها لخلق مصادر تحقق إيرادات إضافية من أعمالها في كافة مجالات ومراحل قطاع النفط والغاز.
ولفت معاليه إلى نجاح «أدنوك» مؤخراً في تنفيذ العديد من المبادرات وإنجاز عدد من الاتفاقيات التي تستفيد من قدراتها الأساسية ومنها إبرام اتفاقية شراكة استراتيجية مع «بيكر هيوز» لتقديم خدمات حفر متكاملة، فضلاً عن تأسيس منصة عالمية لتكرير وتداول المنتجات على المستوى العالمي من خلال شراكة استراتيجية مع شركتي «إيني» و«أو أم في».
وأوضح معاليه أن «أدنوك» تعمل على الاستفادة من التصنيف الائتماني المستقل من الدرجة «AA+» والذي حصلت عليه الشركة من وكالة «فيتش» لدعم الميزانية العامة للشركة، فيما تعكف على توفير المزيد من الفرص أمام المستثمرين من المؤسسات العالمية الذين يملكون القدرة على المساهمة في تحسين وزيادة الإيرادات من رؤوس الأموال المستثمرة في قاعدة أصول «أدنوك».
وأضاف معاليه أن الشركة تمضي في الوقت الراهن نحو تحقيق عائدات اقتصادية مستدامة بما يعود بالنفع والفائدة على دولة الإمارات وشعبها، من خلال استكشاف فرص الشراكة والاستثمارات الذكية المتاحة.
تدفق السيولة والاستثمارات
في السياق ذاته، قال معالي أحمد علي الصايغ، وزير دولة ورئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي، إن قطاع الخدمات المالية يسهم في تسهيل السيولة وتدفق والاستثمارات نحو كافة القطاعات الرئيسية الأخرى، مؤكداً أن صحة وقوة القطاع المالي لا يسهم في عملية التنمية فحسب بل يساعد على توزيع رأس المال على نحو أكثر فعالية ويقلل المخاطر ويسهم في تعزيز الاستهلاك والإنتاجية في المشهد الاقتصادي.
وأضاف معاليه في كلمته أمام المنتدي: «نحن بدورنا في سوق أبوظبي العالمي عملنا على تحويل وريادة هذا القطاع من خلال رؤية ومنهج عمل متكامل يرتكز على ثلاث مبادئ رئيسية، وهي: التمويل والابتكار والتواصل».
وأوضح أن سوق أبوظبي العالمي يعد من المنصات الرئيسية ضمن مبادرة الحزام والطريق بالنسبة للصين ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لقد تمكنا من إرساء شراكات مع أكثر من 100 مؤسسة مالية صينية متخصصة في مجالات عدة منها التكنولوجية المالية، ويأتي التزامنا نحو أهداف المبادرة كدليل على دورنا في إرساء جسور التواصل في أسواق المال المختلفة. ويجمع منتدى بلومبرج لأسواق رأس المال في أبوظبي، كوكبة من قادة القطاع المالي والحكومي من دولة الإمارات وخارجها، حيث يركز المنتدى على الدور المهم الذي تلعبه منطقة الشرق الأوسط في الاقتصاد العالمي، والعوامل التي تؤثر على أسواق رأس المال في المنطقة، إلى جانب المخاطر والفرص التي يواجهها المستثمرون في الوقت الراهن.
من جانبه، قال سيجورد لينارت، الرئيس العالمي للخدمات المصرفية للشركات، والرئيس الإقليمي لمنطقة أوروبا الوسطى والشرقية، ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، في «جيه بي مورغان»، إن منطقة الشرق الأوسط تشهد تحولًا جذرياً لم تشهده من قبل، الذي بدوره يجذب العديد من الفرص للبنوك التي تساهم في نمو الشركات وتحسين أدائها من خلال جمع الأموال في أسواق الأسهم وأسواق الدين، أو من خلال عمليات الاندماج والاستحواذ وتحسين أعمالها.
