مصطفى الديب (أبوظبي)
ليس لاعباً واحداً من المشاهير، ولا اثنين أو ثلاثة، لكن أعداد النجوم في لقاء هذا المساء بين الجزيرة وشباب الأهلي كبيرة، تكاد تصل إلى أكثر من نصف الفريقين، من مبخوت إلى عموري ثم الوصول إلى عامر عبد الرحمن وخصيف، وكينو في الجزيرة، وهناك المخضرم ماجد ناصر وهيكل وليوناردو ولوفانور بين صفوف الضيوف، كل هذه الأسماء تجعل من مباراة اليوم قمة النجوم بين «فخر أبوظبي» و«الفرسان».
وتأتي مواجهة هذا المساء في وقت جيد للغاية من أجل وجبة كروية دسمة، حيث يسعى الجزيرة إلى تعويض الخسارة أمام الغريم الوحدة بفوز مهم أمام فريق كبير بحجم شباب الأهلي، كما أن «فخر أبوظبي» يريد التأكيد على أن كثرة النجوم أمر إيجابي، ولا يضر بمصلحة الفريق على الإطلاق. على الطرف الآخر، يريد شباب الأهلي، المضي قدماً في طريق الانتصارات بفوز ثالث على التوالي يؤكد أنه من المنافسين على اللقب، خاصة إذا نجح في حصد النقاط الثلاث على حساب الجزيرة المليء بالنجوم الكبار والمهاريين. وهناك مواجهة أخرى خارج الخطوط بين الهولندي ستريبل مدرب الجزيرة من المدرسة الهولندية التي تتميز باللعب الجماعي الذي غاب عن الجزيرة في مواجهة الأسبوع الماضي، والأرجنتيني رودولفو مدرب شباب الأهلي الذي يتميز بالدهاء، ويعرف كل كبيرة وصغيرة عن لاعبيه أمام ستريبل الذي لا يزال يتحسس الدوري.
رؤية فنية.. خلف سالم: التنظيم السليم سلاح الفوز
أكد المحلل الرياضي خلف سالم، أن التنظيم السليم في الربط بين الخطوط هو سلاح الفوز في لقاء اليوم بين الجزيرة وشباب الأهلي، مؤكداً أن الفريق الذي سوف ينجح في عمل ربط قوي بين الخطوط الثلاثة هو من سيخرج بنقاط المباراة.
وقال: «الجزيرة لديه نقاط قوة كبيرة يجب استغلالها وتوظيفها بشكل يخدم الفريق، لاسيما أن مهارات لاعبيه تتفوق بمراحل على مهارات لاعبي شباب الأهلي، لكن الأخير يتسلح بالانسجام بين لاعبيه ومعرفتهم ببعض واللعب لفترات طويلة».
وأشار خلف إلى أن «فخر أبوظبي» يمكنه التخلص من مشكلة ضعف الانسجام باللعب السريع والبسيط في الوقت نفسه؛ بمعنى عدم تصعيب اللاعبين المهمة على أنفسهم واستثمار الطرفين بشكل جيد، وقال: «يمكن لكينو ومراد باتنا أن يصنعا الفارق إذا لعبا بالسرعة المعهودة منهما».
وقال: «على الطرف الآخر، فإن شباب الأهلي لديه مراكز قوة أهمها سرعة ليوناردو، وقوة لوفانور، بالإضافة إلى التألق اللافت للمخضرم يوسف جابر، صاحب العرضيات المميزة، ولكن على رودولفو أن يكون حذراً في عواقب الاندفاع الهجومي، لأنه سوف ينتج مساحات كبيرة في نصف ملعبه».
وأضاف: «أعتقد أن الدوافع لدى الفريقين تعتبر من عوامل الحسم في لقاء الليلة في ظل وجود قدر كبير من التكافؤ الفني على الورق، وقبل انطلاقة المباراة، وقد تتغير الأمو أثناء أحداث اللقاء، لترسم سيناريو جديداً تماماً».
«التوازن» في مواجهة «الجماعية»
قدم الجزيرة صورة هجومية متوازنة في أول مباراتين، حيث سجّل 50% من الأهداف في الأشواط الأولى، بالتساوي مع أهداف الفترات الثانية، وهو ما ظهر أيضاً عبر جبهاته الهجومية، بعد إحراز هدفين من العمق ومثلهما عبر الجانبين، وإحراز نصف أهدافه من ركلات ثابتة، والنصف الثاني من اللعب المتحرك، لكن الجبهة اليسرى الدفاعية تسببت في استقبال شباكه ثلثي عدد الأهداف، في مباراة واحدة. وكشف شباب الأهلي عن ملامح هجومية مخيفة، وصلابة دفاعية واضحة، وسجل 75% من أهدافه عبر اللعب الجماعي والتمرير الحاسم، ليتصدر قائمة الأقوى هجوماً، وهو يملك الفريق أوراقاً رابحة كثيرة، بدليل أن 8 لاعبين ساهموا في تسجيل وصناعة أهدافه، وشهد الشوط الثاني تفوقاً ملحوظاً وحاسماً في معدلات التهديف، بنسبة 62.5%، كما لم يتمكن أحد من إيقاف أطرافه، بعدما أنتجت 87.5% من إجمالي الأهداف.
من الذاكرة .. الانطلاقة بـ9 أهداف
في الموسم الماضي واجه الجزيرة شباب الأهلي في المباراة الأولى للدوري، وكان اللقاء حماسياً ومثيراً إلى أبعد الحدود، حيث تبادل الفريقان التقدم إلى أن حسم «فخر أبوظبي» اللقاء بخمسة أهداف مقابل أربعة لشباب الأهلي، لتسجل المباراة تسعة أهداف وكانت المباراة سبباً في توقع البعض بموسم مثير.
وكان الفوز يومها من نصيب الجزيرة خارج أرضه ورد شباب الأهلي بالفوز على الجزيرة في أرضه بهدفين في الدور الثاني من البطولة التي حسم لقبها الشارقة، وتوج بطلاً بعد طول غياب عن الصعود على منصة تتويج دوري الخليج العربي.
مبخوت: عُدنا وجاهزون للتعويض
أكد علي مبخوت، نجم الجزيرة والمنتخب الوطني، أن فريقه جاهز لخوض مباراة اليوم من أجل تحقيق الفوز، والعودة القوية لتعويض خسارة الأسبوع الماضي، وشدد على أن الخسارة من الوحدة لم تهز ثقتهم كلاعبين بأنفسهم على الإطلاق، مشيراً إلى أن الجميع نسي هذه المواجهة والتركيز منصب فقط على لقاء شباب الأهلي الذي يعد من أقوى فرق البطولة.
وقال: «من المؤكد أن الخسارة في بداية المشوار الطويل تعد أقل ضرراً بكثير من الخسارة في النهاية، خاصة أن في حالة البداية يمكن التعويض وإصلاح الأخطاء، أما في النهاية فلا وقت على الإطلاق للتعويض، وشدد على أن «فخر أبوظبي» قادر على تدارك الأمر في ظل امتلاكه لكوكبة من اللاعبين المميزين».
وعاد مبخوت ليؤكد أن كثرة النجوم أمر مفيد للغاية في الجزيرة ولا يضر على الإطلاق، مشيراً إلى أن الجميع سوف يخدم «فخر أبوظبي» بكل طاقته.
ليوناردو: هدفي شباك خصيف
تمنى البرازيلي ليوناردو دا سيلفا، لاعب شباب الأهلي، التسجيل في مرمى علي خصيف حارس الجزيرة، اليوم، بقميص «الفرسان»، بعد أن سجل، ذهاباً وعودةً، في مرمى «فخر أبوظبي» في الموسم الماضي، وأكد رغبته القوية في زيارة شباك الجزيرة مرة أخرى، حتى يساعد فريقه على تحقيق الفوز. وشدد ليوناردو على أن مواجهة الجزيرة تعد مهمة وصعبة، لأنه من الفرق المنافسة القوية والمرشحة بقوة للتتويج بلقب الدوري، بفضل ما يضمه من لاعبين جيدين، مبدياً ثقته في قدرات لاعبي شباب الأهلي، حيث يملك بدوره جميع عوامل النجاح للفوز بالنقاط الثلاث. وأكد ليوناردو على أن الانطلاقة الإيجابية ترفع المعنويات، وتحمس الفريق من أجل مواصلة المسيرة القوية وجمع المزيد من النقاط، حتى يعزز شباب الأهلي صدارته لجدول الترتيب، وينهي المرحلة التي تسبق توقف الدوري في المركز الأول.
عامر المايسترو
سجل عامر عبدالرحمن هدفاً رائعاً في الجولة الماضية، من خارج منطقة الجزاء، بتسديدة قوية واحدة، هى كل حصاده الهجومي في مباراتين، بنسبة دقة تبلغ 100%، ويقوم عامر بدور محوري في وسط الملعب، حيث يُعد من أكثر اللاعبين تمريراً، بواقع 108 كرات، بمعدل 54 تمريرة في كل مباراة.
بيليه الموهوب
أثبت محمد جمعة موهبته الكبيرة من خلال تسجيل أهدافه بنسبة 60% من خارج منطقة الجزاء، مقابل 40% من داخلها، منذ بداية الموسم، وجاءت جميعها بقدمه اليمنى القوية، من اللعب المتحرك. والمثير أن بيليه سدد كرتين دقيقتين أسفرتا عن هدفين، خلال مباراتين، بفاعلية ودقة 100%.