السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لورا أبو أسعد تلامس قضايا حساسة في «قيود الروح»

لورا أبو أسعد تلامس قضايا حساسة في «قيود الروح»
9 سبتمبر 2010 23:57
قلصت النجمة السورية لورا أبو أسعد مشاركاتها الفنية خلال هذا العام إلى حدود دنيا، واستعاضت عن حضورها الفني على الشاشة الصغيرة، بدخولها ميدان الإنتاج التلفزيوني، لتعلن عن وجودها بقوة على الشاشة كمنتجة، حيث انشغلت بإدارة شركتها “فردوس”، وأعطت جل وقتها للإشراف على مسلسل “قيود الروح” كأول عمل تلفزيوني من إنتاجها، وهو ما تعتبره مشروعاً رئيساً في عملها الفني. وتقول إن المشاهدين يستطيعون أن يتابعوها من خلال هذا المسلسل، على الرغم من أنها لم تشارك فيه ممثلة. أعبر عن ذاتي تعد لورا واحدة من الممثلات المطلوبات كثيراً من قبل شركات الإنتاج الفني، حتى أنها اتهمت في فترة من الفترات بكثافة حضورها على الشاشة الصغيرة، وتعدد أدوارها، وبالتالي فإن اتجاهها للإنتاج الفني، لا يشوبه تداخل الشخصي بالموضوعي، فهي لا تهدف من ذلك إلى الحصول على الأدوار، بل إنها تخلت عن كثير منها لتتفرغ وتشرف على “قيود الروح”، فهي ترى أن نشاطها في الإنتاج الفني يسمح لها بتحقيق أفكارها ورؤيتها لدور الدراما كفعل ثقافي، بحيث تعكس الحراك الاجتماعي، وتدخل في صلب الهموم اليومية للناس. فهذه السلطة الإنتاجية تمكنها من المشاركة في صنع القرار الإنتاجي وفي قيادة دفة السفينة، عوضاً عن أن تكون مجرد واحدة من البحارة على متنها، فالممثل عادة ما يقبل أو يرفض دوراً يعرض عليه، حسب قناعته بالعمل ككل وبالدور ذاته، بينما لا يستطيع أن يساهم بطرح أفكار الأعمال وموضوعاتها، ولهذا فهي تعتقد أنها لا تستطيع كممثلة أن تعبر عن ذاتها كما تريد وتطمح. وترى أن دورها منتجة يسمح لها بالمساهمة في إرساء تقاليد فنية محترمة في الوسط الفني، لا سيما أن لديها الكثير من الاعتراضات على طريقة تعامل بعض المنتجين مع الفنان، حيث اختبرت من موقعها كممثلة وعلى مدى سنوات معاناة الممثل، وحلمت يوماً بأن تلعب دوراً ما في تغيير أنماط العلاقات السائدة في الوسط الفني. وتعتقد لورا أن هناك الكثير من الموضوعات التي يمكن طرحها في الدراما التلفزيونية، ويتجاهلها بعض المنتجين والكتاب، حيث يفضل بعض من هؤلاء اللجوء إلى الإثارة المفتعلة والمبالغة، لتحقيق عنصر الجذب وشد المشاهد إلى الشاشة، وبالتالي تسويق العمل، بينما هناك قلة قليلة من الأعمال التي تناقش فعلاً مشكلات المجتمع والتفاصيل الإنسانية الحياتية والقضايا المتصلة بمعيشة الناس وهمومهم الحقيقية. قضايا حساسة وفي سعيها بهذا الاتجاه، قامت لورا بإنتاج مسلسل “قيود الروح” كأول عمل تلفزيوني لشركتها، بعد أن انهمكت في الفترة الماضية بدبلجة المسلسلات التركية إلى اللهجة السورية. والمسلسل من سيناريو وحوار الفنانة يارا صبري وريما فليحان وإخراج ماهر صليبي، ويتناول تفاصيل يومية حساسة من حياة الناس، ويعالج مشكلات ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو يحقق صدى إيجابياً بين المشاهدين في سوريا، وقد قامت وزارة الإعلام مؤخراً برعاية ندوة تناقش طرح قضايا الإعاقة في الدراما السورية، متخذة من مسلسل “قيود الروح” نموذجاً. ويبدو أن لورا قد نجحت بالفعل من خلال هذا العمل بملامسة قضايا حساسة لم تتطرق لها الدراما من قبل إلا لماماً، فعكست صورة واقعية للمجتمع، تشبه الحياة، لا مكان فيها للمبالغة أو الإثارة المجانية، حيث طرح العمل كيفية التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وكيفية تنشئتهم، ودمجهم بالمجتمع ليكونوا أعضاء فاعلين فيه، بالإضافة إلى قصص إنسانية تتشابك لتطرح الكثير من القضايا الحساسة على بساط الجدل. خلال ما يقارب أحد عشر عاماً من عملها الفني، خطت لورا خطوات طموحة وواسعة، فقد كرست حضورها كممثلة في زمن قياسي وبأعمال متميزة، ثم دخلت ميدان الإنتاج الفني، فلعبت دور عرابة الدراما التركية المدبلجة إلى اللهجة الشامية، لتنتقل بعد ذلك إلى الإنتاج الدرامي، حيث إنها تعد اليوم واحدة من الفنانات الأكثر فعالية على الساحة الفنية السورية. لكن طموحات لورا لا تتوقف عند حدود التلفزيون، فهي مسرحية بامتياز، وفي الوقت الذي ينصرف فيه كثير من الفنانين عن المسرح إلى الشاشة الصغيرة، لأسباب كثيرة، تحافظ هي على علاقة وطيدة به، وتطل من حين لآخر بدور مسرحي، رغم انشغالاتها الكثيرة، فحالة الأداء على الخشبة تختلف تماماً عن التلفزيون، وهي مغرمة بها، وبشروط الفرجة المسرحية الخاصة، بما تعنيه من تفاعل مباشر بين الممثل والجمهور. كما تحلم لورا بأن تدخل عالم السينما بقوة من باب الإنتاج، وتقول إن عملاً سينمائياً في جعبتها ستقوم بإنتاجه، وتستغرب ضعف الحركة السينمائية في سوريا، مع هذا النشاط التلفزيوني الكبير، لكنها تضم صوتها إلى أصوات المتفائلين، بنهوض السينما السورية، وإن كان بمبادرات فردية، فهي متفائلة دائماً وتستند إلى عزيمة قوية، فإلى أين ستأخذها طموحاتها؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©