عواصم (وكالات)
أفاد موقع «بوليتيكو» الأميركي، أن رئيسي أميركا وإيران، دونالد ترامب وحسن روحاني، اتفقا بوساطة فرنسية على وثيقة وضعت أرضية لعقد لقاء ثنائي، واستئناف التفاوض بين بلديهما.
وأكد الموقع أنه اطلع على الوثيقة المؤلفة من أربعة بنود، ونقل عن مسؤولين فرنسيين قولهم، إن الوثيقة اتفق عليها بفضل جهود الوساطة المكثفة التي بذلها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء زيارته إلى نيويورك الأسبوع الماضي.
وتنص الوثيقة، على أن طهران توافق على ألا تنتج أبداً سلاحاً نووياً، وستفي بجميع مسؤولياتها بموجب الاتفاق النووي، وستوافق على إطار عمل طويل الأمد للتفاوض على أنشطتها النووية، علاوة على أنها «ستمتنع عن أي خطوات عدائية وستبحث عن سلام حقيقي في المنطقة عبر التفاوض».
ولم تتطرق الوثيقة إلى ملف برنامج طهران الباليستي، غير أن المسؤولين الفرنسيين قالوا إن العبارات المتعلقة بدور إيران الإقليمي تنص بوضوح على أن هذا الملف يجب أن يكون بين مواضيع المفاوضات الإقليمية.
وذكر المسؤولون أن ترامب وافق على الوثيقة أثناء لقائه ماكرون الأسبوع الماضي، ثم عرض الرئيس الفرنسي الوثيقة على نظيره الإيراني.
وادعى المسؤولون أن روحاني أبدى موافقته المبدئية على الاقتراحات المطروحة في الوثيقة، غير أنه رفض لقاء ترامب ما لم يعلن الأخير عن رفع العقوبات عن بلاده، ورفض لاحقاً إجراء اتصال هاتفي مع رامب بدلاً من لقائه شخصياً.
من جانبه، قال روحاني، أمس خلال اجتماع وزاري، إن خطة للمحادثات عرضها ماكرون على الولايات المتحدة وإيران تلقى قبولاً على نطاق واسع في بلاده. وأضاف أن بعض الصياغات تحتاج لتعديل في الخطة التي تنص على ألا تسعى إيران للحصول على أسلحة نووية، وأن تساعد في أمن المنطقة وممراتها المائية، وأن ترفع واشنطن جميع العقوبات. وتسمح الخطة لإيران كذلك باستئناف مبيعات النفط على الفور.
لكن روحاني أبلغ اجتماع مجلس الوزراء كذلك بأن الرسائل المتضاربة التي تلقاها من الولايات المتحدة بشأن العقوبات أثناء وجوده بها الأسبوع الماضي تقوض إمكانية إجراء محادثات. وقال إن من غير المقبول أن يقول الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العلن إنه سيكثف العقوبات، بينما تبلغ قوى أوروبية طهران في أحاديث خاصة باستعداده للتفاوض.
وأضاف «الرئيس الأميركي قال في مناسبتين، مرة في كلمته أمام الأمم المتحدة ومرة في مناسبة أخرى، إنه يريد تكثيف العقوبات. قلت للأصدقاء الأوروبيين: أي جزء يتعين علينا قبوله؟.. هل نقبل ما تقولون إن أميركا مستعدة.. أم كلام الرئيس الأميركي الذي قال مرتين بوضوح خلال 24 ساعة: أريد تكثيف العقوبات ولم يكن لديهم رد واضح».
وأضاف روحاني أن قوى أوروبية تواصل جهودها لترتيب محادثات.
وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف، إن خطة ماكرون المؤلفة من أربع نقاط للمحادثات «قُدمت بكلماته هو، ولا تشمل وجهات نظرنا، لكن العمل سيستمر».
وأيد روحاني، التقارير التي أفادت برفضه إجراء مكالمة هاتفية مع ترامب، موضحاً أنه لم يوافق عليها لأن ترامب «أراد الاستفادة من المحادثات المحتملة للاستهلاك الداخلي»، حسب تعبيره. ووفقاً لوكالة «إيسنا»، فقد أكد روحاني أن «الرئيس الأميركي قال في رسالة خاصة إنه يريد رفع العقوبات وليس في العلن، وإن الذكاء الإيراني حتم علينا أن لا نقبل بتلك الرسالة الخاصة».
وقال الرئيس الإيراني، إنه «لو قال ترامب علناً إنه يريد رفع العقوبات أو على الأقل لن يواصل نهج الضغوط القصوى، لكان بالإمكان إجراء محادثات».
وأضاف: أنا أشكر الرئيس الفرنسي على جهوده المبذولة لإجراء محادثات، لكن ليست باريس ولا طهران مسؤولتين عن فشل المحادثات، بل إن البيت الأبيض هو من عرقلها.
وأفادت صحيفة «نيويوركر» الأميركية يوم الاثنين، أن روحاني هو من أفشل المحادثات عندما لم يغادر غرفته في الفندق، أثناء تواجده في نيويورك، لإجراء محادثة مع ترامب كان ماكرون قد رتب لها مسبقاً.
وقالت مصادر دبلوماسية، إن روحاني رفض بحث اتفاق من 4 نقاط في نيويورك، تقضي «بتعهد إيران بإجراء محادثات جديدة حول القيود الدائمة على برنامجها النووي، وإنهاء التدخل في اليمن ودول المنطقة وتعهدات بشأن أمن الملاحة في الخليج العربي، مقابل رفع العقوبات النفطية عن إيران».
وذكرت الصحيفة أنه عندما انتظر ماكرون وترامب لإجراء المكالمة، لم يخرج روحاني من غرفته، ما أدى إلى فشل التوصل إلى الاتفاق المذكور، وبعد ذلك فرض ترامب عقوبات جديدة على إيران.
إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن تفاؤله حيال إظهار العقوبات على إيران تأثيرها.
وفي أعقاب لقاء مع نظيره الإيطالي لويجي دي مايو، قال بومبيو في روما أمس: «نظريتنا تعمل، وموارد إيران تتناقص مقارنة بذي قبل». كما أعرب بومبيو أيضاً عن تفاؤله حيال الدخول في محادثات مع الإيرانيين والتوصل إلى تهدئة.
باريس: أمام طهران وواشنطن شهر للبدء بحوار
أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لودريان أمس أنّ نافذة زمنية من شهر واحد لا تزال مفتوحة، حتى 6 نوفمبر، للبدء بمباحثات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي والأمن في الشرق الأوسط.
وقال «نعتبر أنّ المبادرات التي لم تفضِ (إلى نتيجة) حالياً، لا تزال مطروحة على الطاولة». وتابع «يتعين في الوقت الراهن على إيران وعلى الولايات المتحدة اغتنامها في وقت محدود نسبياً لأنّ إيران أعلنت أنّها ستتخذ تدابير جديدة لخفض التزاماتها في اتفاق فيينا في بداية نوفمبر».
خامنئي: سنواصل تقليص التزاماتنا النووية
قال المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس، إن بلاده ستواصل خفض التزاماتها بالاتفاق النووي المبرم في 2015، حتى يصل الاتفاق إلى ما وصفها بـ«النتيجة المرغوبة».
وأضاف خامنئي خلال اجتماع مع قادة الحرس الثوري: «سنواصل خفض التزاماتنا».
واعتبر أن «المسؤولية تحملها منظمة الطاقة الذرية وعليها أن تنفذ التقليص.. على نحو دقيق وكامل وشامل وأن تستمر إلى أن نصل إلى نتيجة مرغوبة».