الجمعة 1 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قوافٍ شعريّة بطعم الفواكه الصيفيّة

قوافٍ شعريّة بطعم الفواكه الصيفيّة
15 يونيو 2011 19:46
لعلّ الشعراء العرب لم يستثنوا شيئاً من مباهج الحياة إلاّ وكتبوا عنها ووصفوها في قصائدهم، ومنها المأكل والمشرب، خاصة وقت القيظ أو في زمهرير الشتاء القارس، فحين يشتد أوار لهيب الصيف المنفلت من عِقال الطقس يلجا المرء إلى تناول كل ما يبعد عنه شعاع الشمس بجدائلها الوهاجة وهجير شمسها الذهبية، ومنها المثلجات والمرطبات والفواكه الصيفية التي تمنحه السوائل المنعشة وتخفف عنه وطأة الحرّ المتفاقم يوماً بعد آخر. وما دمنا في مبتدأ فصل الصيف، فقد آثرنا أن يكون الحديث في مقام تلك الفواكه التي دبّج فيها الأدباء والشعراء العرب، وأفرد لها المصنفون العرب فصولاً ومباحث في كتبهم المعروفة ضمن خزانة التراث العربي الإسلامي. يوجد الشعر، حيثما وُجد السحر شقيقين ليس يفترقان، ولأنّ الشعر يعبر عن خلجات جيّاشة تُملي على قائلها أن يطلقها مِن عِقالها شاردة مُسافرة ليرددها الرُكبان في كل زمان ومكان، ولأنّ الشعر ديوان العرب، فخليقٌ بالشعراء أن يتسنموا صهوة القوافي العِذَاب. يقول الشاعر العباسي أبو تمّام الطائي: أرى الشعر يُحيي الجُود والبأس بالذي تبقيه أرواحٌ له عطراتُ وما المجدُ لولا الشعر إلاّ معاهدٌ وما الناس إلاّ أعظمٌ نخراتُ أو كقول الشاعر العراقي معروف بن عبدالغني الرصافي: هو الشعر لا اعتاضُ عنه بغيره ولا عن قوافيه ولا عن فنونه إذا كان مِن معنى الشعور اشتقاقه فما بعده للمرء غير جنونه كما كتبت الأديبة اللبنانية الراحلة مي زيادة عن وهج الشعر المُتقد:”الشعر عاطفة ذائبة، أو فكرة مُتوقدة، أو خاطرة عميقة سُكِبَت في قالب موزون الكلام والنغمة”. مع الوشّاء نبدأ حديث الأدب والشعر بطعم الفواكه الصيفية، مع الوشّاء في كتابه “المُوشّى” الذي تحدث حول “ذكر الأشياء التي يتطير الظرفاء من إهدائها، ويرغبون عنها لشناعة أسمائها”، فأشار إلى عدد منها، وكيف يكون طعمها، متمثلاً بأبيات لعدد من الشعراء، فقال: فمن ذلك الأترج، والسفرجل، والشقائق، والسوسن، والشمام، وأطباق الخلاف، والغرب، واللبان. فأما الأترج فإنّ باطنه خلاف ظاهره، وهو حسن الظاهر، حامض البطن، طيب الرائحة، مختلف الطعم، ولذلك يقول فيه الشاعر: أهدى له أحبابه أترجة، فبكى، وأشفق من عيافة زاجر خاف التلون، إذ أتته، لونان باطنها خلاف الظاهر فَرِقَ المتيم من حموضة واللون زينها لعين الناظر وأما السفرجل فلأن فيه اسم السفر، وقد قال فيه الشاعر: متحفي بالسفرجل، لا أريد السفرجلا! اسمه، لو عرفته، سفر جل، فاعتلى! كما استحسن البعض هدايا كثيرة، وتفاءلوا فيها بقول الشعر، وإن كان بعض مما ذكرنا أنهم لا يتهادونه من طريق الظرف، واجتنبوه لعلة التسفيل، وأحبوه من حسن التفول، فمن ذلك الرمان، كانوا لا يتهادونه لما فيه من التسفيل وما يقع فيه من التمثيل، وكذلك والنبق، والورد، والبنفسج؛ فأما الرمان فقد قال فيه الشاعر: أهدت إليه بظرفها رمانا تنبيه أن وصالها قد آنا قال الفتى لما رآه تفولا وصل يكون متمما أحيانا أطنب الشعراء في وصف الخوخ، وأكثروا من مدحه، وزعموا أنه أشبه بالخدود من التفاح، وأقرب شبها بالوجنات المِلاح، لأنّه يشاركها في البياض والسُّمرة، والأَدَمة والصُفرة، والتوريد والحُمرة، والزغب اللين البشرة، وهو أطيب ملثم وأعذب مقبل، وأذكى مشم، وهو عند طائفة من أهل الهوى أجلّ مرتبة من التفاح لولا ما خالطه من النوى الذي يشمئز منه الظرفاء، ويشناه الأدباء، وأنه مفقود، والتفاح موجود، وأما الورد، فقد تفاءل به كثير من الظرفاء، وذكره كثير من الشعراء. وقال أحد الشعراء واصفاً الخوخ: أهدى إلي الصديق خوخا منظره منظر أنيق من كل مخصوصة معناه في مثلها دقيق حمراء صفراء مستعير بهجتها التبر والعقيق كوجنة مسّها خلوق فزال عن بعضها الخلوق أشار الوشّاء في كتابه إلى ذكر التفاح وما كَرِهَ الأدباء من أكله، لأنّ التفاح عند ذوي الظرف والعشاق، وذوي الاشتياق، لا يعدله شيء من الثمر، ولا النور والزهر. كيف وبه تهدأ أشجانهم، وبوروده تسكن أحزانهم، وعنده يضعون أسرارهم، وإليه يبدون أخبارهم، إذ كان عندهم بمنزلة الحبيب والأنيس، وبموضع الصاحب والجليس، وليس في هداياهم ما يعادله، ولا في ألطافهم ما يشاكله، لغلبة شبهه بالخدود الموردة، والوجنات المضرجة، وهو عندهم رهينة أحبابهم، وتذكر أصحابهم، إلى وردته يتطربون، وبرؤيته يستبشرون، ولهم عند نظرهم إليه أنين، وعند استنشاق رائحته حنين، حتى إن أحدهم، إذا غلب عليه القلق، وأزعجه الأرق، لم يكن له معول إلا عليه، ولا مشتكى إلا إليه., وأنشد صاحب المُوشّى لبعض الشعراء قوله: لما نأى عن مجلسي وجهه ودارت الكأس بمجراها صيرته تفاحة بيننا إذا ذكرناه شممناها واهاً لها تفاحة خدّيه في بهجتها، واها وقال آخر: تفاحة أهديت، ظرفا، معضضة وقد جرى ماء ثغري في ضواحيها بيضاء في حمرة علت بغالية كأنما جنيت من خد مهديها قد أتحفتني بها في النوم جارية روحي من السوء والأسقام تفديها لو كنت ميتا، ونادتني لخلت للصوت من لحدي ألبيها وقال شاعر آخر: تفاحة من عند تفاحة قريبة العهد بكفيها أحبب بها تفاحة حمرتها حمرة خديها الثعالبي ودار البطيخ ذكر أبو منصور الثعالبيّ في كتابه الموسوم “ثمار القلوب في المُضاف والمنسوب”، حديثاً عن الفواكه في مَعْرِضِ حديثه عن “دار البطيخ” ضمن الباب الرابع والأربعون في الدور والأبنية والأمكنة قائلاً عنه: “ دار البطيخ تباع فيها جميع الفواكه والرياحين وتنسب إلى البطيخ وحده وقد ضرب بها ابن لنكك مثلا فأحسن حيث قال يهجو أبا الهندام كلاب بن حمزة الشاعر المقيم بديار ربيعة: أنت ابن كل البرايا لكن اقتصروا على ابن حمزة وصفا غير تشميخ كدار بطيخ تحوى كل فاكهة وما اسمها الدهر إلاّ دار بطيخ قال الجاحظ في كتاب الأمصار أكثر الدور غلّة ثلاث: دار البطيخ بسرّ من رأى - سامرّاء في العراق - ودار الزبير بالبصرة، ودار القطن ببغداد. وقال الأديب الصولي: كنت يوماً عند عبد الله بن طاهر فجرى بين يديه ذكر قصيدة ابن الرومي النونية التي في أبي الصقر، فقال عبد الله: هي دار البطيخ فضحك الجماعة، فقال: اقرأوا نسيبها فانظروا أهي كما قلت أم لا، وقد ظرف عبيد الله فإن نسيبها قوله: أجنت لكَ الوجد أغصانٌ وكثبانُ فهنّ نوعان تفاحٌ ورمانُ وفوق ذينك أعنابٌ سودٌ لهُنّ مِنَ الظلماءِ ألوانُ وتحتَ هاتيكَ عُنّابٌ تلوحُ بهِ أطرَافهنّ قلوب القومِ قِنوانُ غصونٌ بَانَ عليها الدهرُ فاكهةً وما الفواكهُ ممّا يحملُ البَانُ ونرجس يات كسر الطلّ يضربه وأقحوان منيرُ النورِ ريّانُ الفنُّ من كلّ شيءٍ طيبٍ حَسنٍ فهنّ فاكهةٌ شتّى وريحانُ ثمارُ صدقٍ إذا عاينتَ ظَاهرها لكنّها حين تَبلُو الطعمَ خَطّانُ بل حُلوة مرّة طوراً يُقالُ لها أرى وطوراً يًقولُ الناس ذيفانُ كذلك ذكر أبو نصر سهل بن المرزبان في كتابه كتاب “أخبار الوزراء” أن الشاعر ابن الرومي، عمل قصيدته في أبي الصقر التي أولها: أجَنَت لكَ الوجدُ أغصانٌ وكِثبانَ . فبلغت الأخفش فقال: إذا يكون الوزير ملازماً لدار البطيخ، فحكيتُ كلمته لابن الروميّ فهجاهُ بقصيدة ثم عاود رعونته فمزّق عرضه بالهجاء في عدّة قصائد. ثم ذكر الثعالبيّ النار فاكهة الشتاء في الباب التاسع والأربعون “في النيران”، قائلاً : النار فاكهة الشتاء ومن يرد أكل الفواكه شاتياً فليصطلِ ابن قتيبة وباب الفواكه أفرد ابن قتيبة في كتابه “عيون الأخبار” باباً للفواكه، عرض فيه للأقوال التي قيلت في حقها. فذكر أنه قيل لأعرابيّ: لم تبغض الرمّان؟ قال: لأنه مبخرة مجفرة مجعرة. وقالت الأطباء: حبّ الأترج نافعٌ من السّموم. أما صاحب “المُستطرف من كلّ فنّ مُستظرف” الأبشيهي، فإنّه قد خصّ الفاكهة بحديث طويل لذكر “ما قيل في الفواكه والثمار على اختلافها في الأترج”، قال الشاعر ابن الرومي: كل الخلال التي فيكم محاسنكم تشابهت منكم الأخلاق والخلق كأنكم شجر الاترج طاب معا حملاً ونشراً وطاب العود والورق وأنشد في الليمون لقول أبي الحسن: يا حسن ليمونة حيا بها قمر حلو المقبل ألمى بارد الشنب كأنها أكره من فضة خرطت واستودعوها غلافاً صيغ من ذهب وقال عبدالله بن المعتز في النارنج: نظرت إلى نارنجة في يمينه كجمرة نار وهي باردة اللمس فقربها من خده فتألفت فشبهتها المريخ في دارة الشمس وقال آخر: ونارنجة بين الرياض نظرتها على غصن رطب كقامة أغيد إذا ميلتها الريح مالت كأكره بدت ذهبا في صولجان زبرجد وكتب أحد الشعراء في التفاح: وتفاحة من سندس صيغ نصفها ومن جلنار نصفها وشقائق كأن الهوى قد ضمّ من بعد فرقة بها خدّ معشوق إلى خدّ عاشق وقال آخر: حمرة التفاح في خضرته أشبه الألوان من قوس قزح فعلى التفاح فاشرب قهوة واسقنيها بنشاط وفرح وقال أحدهم في السفرجل: سفرجلة صفراء تحكي بلونها محيا شجاه للحبيب فراق إذا شمها المشتاق شبه ريحها بريح حبيب لذ منه عناق وأنشد آخر في الكمثرى: وكمثرى لذيذ الطعم حلو شهي جاء من دوح الجنان مناقير الطيور إذا اقتتلنا مغبرة بلون الزعفران وتغزّل الشاعر ابن برغش بالكمثرى قائلاً: وكمثرى سباني منه طعم كطعم الشهد شيب بماء ورد وقال أحدهم في المشمش: بدا مشمش الأشجار يذكو شهابه على غصن أغصان من الروض مقيد حكى وحكت أشجاره في اخضراره جلاجل تبر في قباب زبرجد ومما قيل في الإجاص: أنظر إلى شجر الإجاص قد حملت أغصانه ثمرا ناهيك من ثمر تراه في أخضر الأوراق مستترا كما اختبئ الزنج في خضر من الأزر الصنوبري وكشاجم نبغ في النصف الأول من القرن الرابع الهجري شاعران من الشام، فأنشآ قصائد تغنيا فيها بالبساتين، وما لها من جَمَال داني القطوف متنوّع النواحي يخلب الألباب، وبلغا بذلك الشعر إلى الذروة. وقد أشار آدم متز في كتابه “الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري، إلى أنّ أول الشاعرين هو أبو بكر محمد بن أحمد الصنوبري المولود بأنطاكية، والمتوفى عام “ 334هـ -945م”. ووصف الصنوبري سريراً من الشقيق أحاط به ورد أبيض قائلاً: قد أحدق الورد بالشقيق خلال بستانك الأنيق كأنّ حوله وجوه مستشرفات على حريق أما الشاعر الثاني فهو كشاجم الذي لُقب في منتصف القرن الرابع الهجري بـ “ريحانة أهل الأدب” في الموصل بالعراق. كما كان أبو الحسن محمد بن عبدالله السلامي “ ت 394هـ -1004م، من أشعر أهل العراق، وقد ورد مدينة الموصل صبياً، وعندما عرض شعره أمام شعراء المدينة اتهموه بأنها ليست قصائده، فلم يلبثوا حتى جاء مطر شديد وبَرَد ستر الأرض، فألقى أبو عثمان الخالدي نارنجاً كان بين أيديهم على ذلك البَرَد، وقال: يا أصحابنا هل لكم في أن نَصِفَ هذا، فقال السلامي ارتجالاً: لله درّ الخالديّ الأوحد النَدْب الخطير أهدى لماء المزن عند جموده نار السعير حتى إذا صدر العتا ب إليه عن حنق الصدور بعثت إليه بعذره من خاطري أبدى السرور لا تعذلوه فإنّه أهدى الخدود إلى الثغور النخل قد نثرت بلحاً نقرأ نماذج شعرية منتقاة في وصف الفواكه المختلفة، ضمنّها السيد أحمد الهاشمي في كتابه الموسوم “جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب”، في الجزء الثاني من كتابه، فذكر لابن المعتز قوله في التفاح: كأنّما التفاح لمّا بدا يرفل في أثوابه الحُمر شهدٌ بماء الورد مستودَع في أكر من جامد الخمر كأنّنا حين نحيا به نستنشقُ النَدى من الجمر وقال أحد الشعراء في البَلح الأخضر: أما ترى النخل قد نثرت بلحاً جاء بشيراً بدولة الرُّطبِ مكاحِلاً من زُمرّدٍ خرطت مقمّعات الرؤوس بالذهبِ وقال في البلح الأحمر: انظر إلى البُسْر إذ تبدّى ولونه قد حَكَى الشقيقا كأنّما خوصُه عليه زَبَرْجَدٌ مُثْمرٌ عقيقا وقال أبو طالب المأموني في بطيخة صفراء: وبطيخة مِسكيّة عَسليّة لها ثوبُ ديباج وعَرفُ مدُامِ إذا فُصِّلت للأكل كانت أهلّة وإن لم تُفصّل فهي بدرُ مُدَامِ أنعِم بتين طاب طعماً نال الطبخ عناية كبيرة من جانب المؤلفين، حتى نجد أبا الحسن علي بن هارون المعروف بالمُنجِّم، وكان ممن يجالس الخلفاء؛ وإبراهيم بن المهدي، وكان أميراً يُحسن الغناء؛ وحجظة، وكان شاعراً مجيداً، نجدهم جميعاً يؤلفون كتباً في الطبخ في القرن الثالث الهجري؛ وأشار آدم متز في الجزء الثاني من كتابه سالف الذكر، إلى: أن المؤرخ الشهير ابن مسكويه، وكان خازن كُتب الخليفة عضد الدولة، قد ألف كتاب في “تركيب الباجات في الأطعمة”، وأحكمه غاية الإحكام، وأتى فيه من أصول علم الطبيخ بكل غريب حسن. ونختم حديث الأدب والشعر بطعم الفواكه الصيفية، بقول ظافر الحداد عن التين: أنعِم بتين طاب طعماً، واكتسى حُسناً، وقاربَ منظراً من مَخبرِ في بَرد ثلج، في نَقا تبر، وفي ريح العبير، وطيب طعم السُكرِ يحكي إذا ما صفّ في أطباقه خِيماً، ضُرِبْنَ من الحرير الأحمرِ البطيخ ماؤه رحمة وحلاوته من حلاوة الجنة ذكر عدد من المؤلفين العرب الفواكه وخاصية كل نوع وفوائده واستخداماته العلاجية للأمراض، فقال سراج الدين بن الوردي “ت 861هـ 1457م” في كتابه “خريدة العجائب وفريدة الغرائب” عن الكمثرى: “الكمثرى: هو أنواع كثيرة وسائرها يبلغ عروقها الماء تحت الأرض. قال صاحب كتاب الفلاحة: ومن أحرق شيئاً من شجر الدلب وشجر اللوز بالسوية في أصول شجر الكمثرى، أخرج حملاً في غير أوانه. وأجوده الذكي الرائحة الكثير الماء الرقيق البشرة، الصادق الحلاوة، الشديد الاستدارة وهو بارد يابس، وأكثر الفاكهة غذاءً، سيما الحلو منه. وحلوه ملين، وحامضه قابض جداً”. وقال ابن الوردي عن البطيخ: “البطيخ منه بستاني ومنه بري، والبري هو الحنظل، والبستاني ثلاثة أصناف: هندي وهو الأخضر وخراساني وهو العبدلي، وصيني وهو الأصفر. ثم الأصفر ثلاثة أصناف: صيني وحلبي وسمرقندي، وفلاحتها كلها واحدة، والطعوم والأشكال مختلفة. وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن البطيخ كان أحب الفاكهة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تفكهوا بالبطيخ وعضوا منه، فإنّ ماءه رحمة، وحلاوته من حلاوة الجنة. وعن وهب بن منبه أنه وجد في بعض الكتب أن البطيخ طعام وشراب وفاكهة وجلاء وأُشنان وريحان وحلاوة ونقل، وينقي المعدة ويشهي الطعام ويصفي اللون ويزيد في ماء الصلب ويدر البول ويسهل الخام. ونجد العناب عنده على أنواع منها ما هو: بري ومنه بستاني. وهو كثير الحمل، ولشجره شوك. ومتى أحرق في أصله شيء من شجر الجوز حمل حملاً كثيراً، وكذلك إن أحرق في أصل الجوز شجر العناب. وقد صنفوا كتباً فيما يتعلق بفلاحة الكرم والدوالي، لأنها أقل عملاً وأخف مؤنه وأكثر حملاً وأجود عصيراً. ومن عجيب أمرها أنك إذا أخذت من قضبانها التي فيها قوة الحمل وغرستها تأتي في أول سنتها بالعناقيد، ويكون بينها وبين الغرس شهران. وهذا الأمرلا يتفق في شيء من الشجر أصلاً .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©