عدد اليوم
محمد حامد (الشارقة)
في 6 يوليو 2018 وخلال مباراة فرنسا وأوروجواي في ربع نهائي مونديال روسيا، أحرز أنطوان جريزمان هدفاً لمنتخب الديوك من تسديدة قوية فشل فرناندو موسليرا في التصدي لها، وترقب الجميع احتفالية صاخبة من جريزمان بالهدف الذي يمهد الطريق لفرنسا لبلوغ المجد المونديالي، إلا أنه لم يحتفل وسط دهشة المتابعين، وعقب المباراة كشف النجم الفرنسي عن السر في عدم إظهار سعادته، حيث أكد أن صداقته مع دييجو جودين دفعته لذلك، معلناً عشقه لشعب أوروجواي وثقافته ونمط معيشته، إلى حد أنه يصف نفسه بأنه نصف أوروجوياني على الرغم من أنه فرنسي، والأب من أصول ألمانية، فيما جاءت عائلة الأم من البرتغال.
واليوم تتجه الأنظار صوب الكامب نو لمتابعة موقعة البارسا وإنتر ميلان في ثاني مواجهات مرحلة المجموعات لدوري الأبطال، وعلى الرغم من أن المباراة تحمل ذكريات كروية تبعث على رفع وتيرة إثارتها على وقع ما حدث في نسخة 2010، حينما كان يتولى جوزيه مورينيو تدريب الفريق الإيطالي، فإن هذه الذكريات تتوارى أمام حالة إنسانية سوف تكون جاذبة لأنظار الملايين من عشاق الكرة العالمية، وهي مواجهة جودين وجريزمان، فمن المعروف أنهما يرتبطان بصداقة قوية منذ فترات وجودهما معاً في أتلتيكو مدريد، وبلغت هذه العلاقة القوية أعلى مراحلها وصولاً للمستوى العائلي، حيث تتخذ ابنة جريزمان من جودين أباً روحياً لها، وترتبط به عاطفياً بدرجة لا تقل عن ارتباطها بالأب.
«الصداقة قبل الكرة أحياناً»، شعار لا يعني أن يتخلى جودين نجم إنتر عن شراسته الدفاعية من أجل عيون صديقه جريزمان مهاجم برشلونة، وإن ظلت العلاقة القوية بين النجمين، والصداقة الدائمة بينهما أكبر من 90 دقيقة، حيث لم يتحدث أي منهما عن تفاصيل فنية للمواجهة الكروية بين البارسا والإنتر، بل إن الحديث في إسبانيا وإيطاليا وفي كل مكان عن المواجهة الإنسانية.
النجم الفرنسي يؤكد أنه أتى إلى أتلتيكو بعدما تحدث مع جودين، الذي أقنعه باتخاذ هذه الخطوة في عام 2014، بل إنه تراجع عن قراره بالرحيل عن البارسا الموسم قبل الماضي، ليبقى موسماً إضافياً، بناء على طلب من صديقه جودين.
وخلال حفل وداع جودين الذي أقيم في مدريد مايو الماضي، انهمرت دموع جريزمان، في مشهد يجسد قوة العلاقة بين النجمين، وسرعان ما قرر النجم الفرنسي الرحيل صوب البارسا، ومن المتوقع أن تتحول دموع الودع في مدريد، إلى ابتسامة كبيرة في اللقاء الذي يتجدد بين النجمين، ولكن في كتالونيا هذه المرة، وتحديداً على أرض الكامب نو معقل البارسا.
