السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصفحة الأولى في الصحافة الإماراتية.. فن الخبر وثابتة السياسة

الصفحة الأولى في الصحافة الإماراتية.. فن الخبر وثابتة السياسة
8 سبتمبر 2010 21:40
رغم وجود فروق دالة إحصائية بين الصحف الأربع التي تناولتها دراسة الزميل احمد صديق محمد المنصوري عن الصفحة الأولى في الصحافة الإماراتية، من حيث طريقة تناولها وعرضها لموضوعات الأخبار على الصفحة الأولى والقيم الإخبارية السائدة، إلا أن الدارسة خلصت إلى نتيجة عامة مفادها أنه “لا توجد اختلافات جوهرية في محتوى المادة الصحفية التي تعرضها الصحف في الإمارات”، وعزت ذلك إلى “كون الصحف في الدولة إما حكومية أو خاصة ذات أهداف ربحية، وليست صحف حزبية او معارضة ذات أجندة وأهداف تسعى للترويج لها. لذلك فإن التباين والاختلاف في محتوى صحف الدراسة لا يتجاوز الإطار العام للواقع السياسي والاجتماعي والثقافي في البلاد، ويكون التباين اوضح وأبلغ بين الصحف العربية والإنجليزية، نظراً لاختلاف الجمهور المتلقي. ولكن لا يمكن الحكم على الصحف المحلية الصادرة باللغة الإنجليزية بأنها تنساق للقيم الليبرالية الغربية، على الرغم من أنها تلجأ أحياناً إلى التطرق لبعض التابوهات والمحرمات. وإجمالاً فإن الصحف، حسب الدراسة، في علاقتها مع السلطة تنطبق عليها نظرية صحافة الولاء او التبعية لوليام رو. لكن هذا ليس كل شيء كشفت عنه هذه الدراسة الأكاديمية التي توفرت لها الشروط العلمية والمنهجية كما هو مألوف في الدراسات الأكاديمية، بل كشفت ايضاً فروقاً دالة وربما نوعية بين توجهات الصحف العربية والصحف الأجنبية وسياساتها العامة في التعاطي مع المادة الإعلامية، فضلاً عن توفير كم كبير من الإحصاءات التي يمكن الاستفادة منها في دراسات أخرى، والتي يمكنها أن تشكل قاعدة ارتكاز لأي باحث في المستقبل، علاوة على ما يمكن أن تقدمه لإدارات الصحف والصحافيين والمهتمين بالشأن الصحفي بشكل عام من فوائد تسهم في تطوير الصحف بشكل خاص والعمل الإعلامي في الدولة بشكل عام. ومن بين الأمور التي كشفتها الدراسة أن الصحف المبحوثة اهتمت بالأخبار الدولية ضعف اهتمامها بالأخبار المحلية، وفي الشأن المحلي ركزت الصحف على الأخبار العامة التي تخص القضايا الاتحادية كما ركزت كل صحيفة على أخبار الإمارة التي تصدر فيها. وأن الخبر السياسي سواء المحلي او الإقليمي أو العالمي مارس هيمنة واسعة على مساحة الصفحات الأولى في الصحف العربية، وتصدرتها أخبار العراق وفلسطين ولبنان التي جاءت في المرتبة الاولى تلتها أخبار دول مجلس التعاون، فيما أبدت خليج تايمز اهتماماً بـ “ايران ودول جنوب شرق آسيا”، وكانت جلف نيوز أقل الصحف المبحوثة تعاطياً مع الشأن السياسي. وجاءت الأخبار الاقتصادية في المرتبة الثانية في صفحات الصحف العربية الأولى، وظهرت الأخبار الاجتماعية بشكل أقل، فيما ندر وجود الأخبار الثقافية في الصحف الأربع. أما الأخبار الرياضية والفنية فشقت طريقها الى الصفحة الاولى في الصحف الأجنبية. ويرى المنصوري أن هذا التنوع في إبراز مختلف الموضوعات في الصفحة الأولى كالأخبار الرياضية والفنية المنوعة وتلك المتعلقة بالفضائح والمشاهير يعود الى طبيعة الجمهور الذي يقرأ هذه الصحف واهتماماته التي تختلف على الجمهور العربي الذي يقرأ الصحف العربية التي يفترض أن تولي القضايا الاجتماعية اهتماماً أكبر مع الاعتبار للتحفظات الاجتماعية ودون إفراط في كسر “التابوهات”. الخبر ايضاً من بين الفنون الصحافية مارس الهيمنة شبه المطلقة على الصفحات الأولى، وظهرت الأنواع الأخرى بشكل قليل ومحدود في الصحف العربية وبشكل أكبر في الصحف الإنجليزية، أما من حيث المصدر فإن أخبار المراسلين تأتي في المرتبة الاولى تليهم وكالات الأنباء الأجنبية بالنسبة للصحف الأربع، فيما يقل الاعتماد على وكالة انباء الامارات ووكالات الانباء العربية في الصحف الأجنبية. هذا بعض من كثير كشفته الدراسة التي تتبعت طبيعة المادة الصحفية على الصفحة الأولى من حيث تصنيفها الجغرافي، والشخصيات المحورية التي تسجل حضوراً فيها، والقيم الإخبارية ومصادر الأخبار، واستخدام العناصر البصرية، وكذلك دراسة الإعلان من حيث موضوعاته والمساحة التي يشغلها في الصفحة الأولى. وربما تكون بعض هذه المعلومات او كلها معروفة أو ملموسة لدى العاملين في بلاط صاحبة الجلالة لكن الجديد في هذه الدراسة أنها أقامت الدليل العلمي على صحتها، وقعَّدتها، وخرجت بإحصائيات دقيقة عنها. أما التوصيات فتمثلت في ضرورة الاهتمام أكثر بالأخبار المحلية، والتقليل من إبراز الأخبار الدولية، والتنويع في الموضوعات الخبرية وفي القيم الإخبارية وفي الفنون الصحفية، وإعادة النظر في إخراج الصفحة الأولى وتصميمها وفقاً للمدارس الإخراجية الحديثة وعدم الإكثار من الأخبار الصغيرة على الصفحة الاولى، وتخصيص مساحة ثابتة للإعلان على الصفحة الأولى على أن لا تتجاوز في إجمالي 30% من مساحة المادة التحريرية، والابتعاد نهائياً عن بيع الصفحة الأولى كاملة للمعلن مهما كان الإغراء المادي، وعدم السماح بإعلانات تروج لقيم استهلاكية لا تتفق مع جدية الصفحة الاولى ورصانتها. جدير بالذكر أن الدراسة هي دراسة وصفية ومقارنة لصحيفتين تصدران باللغة العربية (الاتحاد والخليج)، وصحيفتين تصدران بالإنجليزية (جلف نيوز وخليج تايمز) من بداية 2004 إلى نهاية 2006 حصل بموجبها أحمد المنصوري على درجة الماجستير من جامعة الشارقة - كلية الاتصال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©