عاش المصوران الإماراتيان الشابان يوسف بن شكر الزعابي وخليل المنصوري، 10 أيام في بلاد النوبة المصرية القديمة، واختلطا بأهلها لينقلا ملامح الحياة الشعبية البسيطة، ورصدا جوانب مضيئة من ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم ونبض يومياتهم بعيون الكاميرا، وعادا ومعهما أكثر من 100 وثيقة ثقافية شاركا بـ20 صورة منها في معرض سكة الفني 2018، وأكدا أنهما سخرا عدستيهما لتوثيق حياة الشعوب ورصد عاداتهم وتقاليدهم.
انطباعات شخصية وفنية
اختيار النوبة، لم يأت اعتباطاً حسب يوسف بن شكر مفيداً: «لقد جاء اختيارنا للنوبة لكونها تتمتع بإرث عريق من العادات والقيم والتقاليد واللغة»، مشيراً إلى أنهم فوجئوا باستقبالهم بكرم وترحاب كبير وضيافة باذخة، فقد خالطنا أهلها وأكلنا من أكلهم وعايشنا كبيرهم وصغيرهم، ووجدنا بساطة في يومياتهم، والتقطنا الكثير من الانطباعات الشخصية والفنية من جوهر حياتهم.
وأضاف: «في كل عام نخطط لاستكشاف عادات وتقاليد الشعوب والقبائل المختلفة حول العالم، حيث لفتت انتباهنا حضارة النوبة التي تمتاز بتاريخها الممتد، وألوانها الخلابة، والنوبة، منطقة تقع جنوب جمهورية مصر العربية، وتمتد إلى شمال جمهورية السودان وتربطهم صلة القرابة منذ العصور القديمة، حيث بدأت رحلتنا في شهر يوليو العام الماضي لمدة عشرة أيام».
والتقط خليل المنصوري الحديث من يوسف متحدثاً عن المميز في رواقهما الضوئي الذي شاركا به ضمن فعاليات معرض «سكة الفني»، حيث حمل عنوان «رحلتنا للنوبة»، ويتألف من 20 صورة، وتم تخصيص زاوية تفاعلية، تضمنت أريكة وكرسياً ونافذة جدارية وشباكاً خشبياً قديماً يطل منه ولد من النوبة، وبجانبه لوحات مرسومة على طريقة الفن التشكيلي، لتعطي إيحاءات للزائرين بأنهم في ضيافة بيت نوبي بامتياز.
البيوت الشعبية
وقال خليل: أبرز الملاحظات الثقافية التي تم رصدها ضمن المعرض، حيث تمكنا من دخول مدارس تحفيظ القرآن، وقمنا بتوثيق طريقة تدريسهم، وأساليب في فنّ الحفظ والاستيعاب، إلى جانب طقوسهم الاحتفالية الجميلة في المناسبات الاجتماعية مثل الزيارات والمولد والأعياد وغيرها، ولاحظنا في البيوت الشعبية بأنهم يربون تماسيح صغيرة ثم يلقونها فور كبرها إلى النهر، وتلك عادة تترجم رؤيتهم للمخلوقات والكائنات بعين العطف والشفقة، وبعص المنازل تحرم دخول الذبيحة للبيت، ففي بعض البيوت، بعد إتمام الذبيحة، تصبغ الأيادي بالدم، ثم يضعون بصماتهم على الجدران.
وفي ختام حديثهما، أوضحا أن الهدف الأساس من زيارات مناطق متفرقة من العالم تتميز بجوهرها الثقافي وطبيعة تعايشها البدائي، إنما الهدف منه، بحسبهما، المشاركة في معارض ومواسم فنية، فضلاً عن الاشتراك في مسابقات التصوير المحلية والدولية، وأهمها جائزة حمدان للتصوير الضوئي، من دون أن يفوتهما التأكيد على أهمية تجهيز أرشيف فوتوغرافي ضخم يكون مرجعاً ثقافياً وحضارياً لرحلات ومغامرات خاضتها عدسات إماراتية حول العالم لاصطياد كنوز وجواهر وحكايات نابضة من عادات وتقاليد الشعوب.