أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
عشية المظاهرات المقررة في الخرطوم اليوم للضغط على الحكم الانتقالي من أجل استكمال هياكل الحكم وتعيين الولاة والمجلس التشريعي، دعا حزب الأمة القومي السوداني الذي يرأسه الصادق المهدي تجمع المهنيين السودانيين أمس، للعدول عن قراره بتنظيم مظاهرات مليونية احتجاجاً على بعض سياسات الحكم الانتقالي.
وناشدت الأمانة العامة لحزب الأمة تجمع المهنيين بالاستمرار في القيام بواجبه في حراسة الثورة، وتنسيق الجهود مع كل الأطراف من أجل تجاوز تحديات الفترة الانتقالية، من أجل تحقيق تطلعات الشعب السوداني في الحرية والسلام والعدالة والعيش الكريم.
وأشاد حزب الأمة في الوقت نفسه بالدور الكبير الذي لعبه تجمع المهنيين في إنجاح الثورة السودانية، وأكد الحزب أنه مع اتفاقه مع أهداف الحملة الشعبية لاستكمال هياكل السلطة الانتقالية.
وأكد الحزب أنه سيستمر في دوره في تشجيع كل الأطراف ومواصلة العمل من أجل تمتين أواصر الشراكة القائمة، من أجل الوصول إلى التحول الديمقراطي المنشود وإنجاح الفترة الانتقالية.
وفي الوقت ذاته، طالب سياسيون ونشطاء سودانيون تجمع المهنيين بالالتزام بمعايير في سلوكه، وهو يعمل من أجل ضبط آداء مؤسسات الحكم.
وقال الكاتب والمحلل السياسي السوداني وائل محجوب إن على تجمع المهنيين إصلاح مواقفه وأوضاعه، وعلى رأسها أن يلتزم بقراره الجماهيري السابق بعدم المشاركة في السلطة، وعدم الدخول في المحاصصات الجارية بشأن مناصب الولاة، والاكتفاء بالتمثيل في المجلس التشريعي، حسب التزاماته التي قطعها وأعلنها للشعب من قبل، وأن يرد الأمر فيما يتعلق بترشيحات الخدمة المدنية لأهل الاختصاص.
وفي سياق آخر، هاجم عبد الواحد نور رئيس حركة تحرير السودان تحالف قوى الحرية والتغيير، متهماً إياها باختطاف الثورة السودانية، وقال إن معظم كيانات هذا التحالف سعت لتغيير النظام البائد عن طريق «الهبوط الناعم»، ثم جاءت ثورة ديسمبر التي وحدت السودانيين، وشكلت مزيجاً ذهنياً، لإحداث التغيير وبناء مؤسسات الدولة، بصورة تعكس جميع الثقافات السودانية. وأضاف نور: «إن السودانيين قدموا تضحيات في سبيل ذلك، وواجهوا القتل والاغتصاب والتعذيب والاعتقالات وفض اعتصاماتهم، وجرائم الإبادة الجماعية في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان». وطالب نور خلال مخاطبته ندوة أقامتها حركة تحرير السودان بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور من مقر إقامته بباريس بتوحيد جميع الجيوش في السودان في جيش وطني واحد، بعقيدة قتالية جديدة، يسمح لجميع المواطنين الانتساب إليه لحماية أراضي السودان ودستوره.
وفي جوبا، وقع جعفر الصادق الميرغني نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي السوداني وعبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان اتفاق عمل مشترك، من أجل العمل على تحقيق شعارات الثورة السودانية المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة، والإدارة الإيجابية للتنوع الإثني والثقافي والديني لمكونات الشعب السوداني لخلق وطن متطور، والحفاظ على وحدة السودان تراباً وشعباً، عبر مصالحة وطنية شاملة قائمة على الاعتراف بالتنوع وقبول الآخر، والإسراع بتحقيق السلام الشامل المستدام في أقصر وقت، لإنهاء معاناة الشعب السوداني وتحقيق تطلعاته المشروعة في العيش الكريم.
وقالت مصادر متطابقة من الحزب الاتحادي وحركة الحلو لـ«الاتحاد» إن الاتفاق بينهما يستند إلى مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها بالقاهرة في سبتمبر الماضي، وإلى تاريخ طويل من العمل المشترك بين الجانبين في فترة النضال ضد الرئيس المعزول عمر البشير.