عمر الحلاوي (العين)
أكدت دائرة النقل في أبوظبي أن نظام التعرفة المرورية، عند تطبيقه منتصف الشهر الجاري، سيزيد من سرعة المركبات وقت الذروة 100% عن الوضع القائم حالياً.وأوضحت الدائرة بأن تسجيل المركبات في نظام التعرفة المرورية سيتم تلقائياً لجميع المركبات المسجلة في أبوظبي قبل يوم 15 أكتوبر الجاري، وتكون معفاة من رسوم التسجيل التي تبلغ 50 درهماً، حيث تصل رسالة نصية لكل شخص يملك مركبة مرخصة في الإمارة تتضمن رقماً سرياً يستطيع من خلاله صاحب المركبة متابعة حسابه وأي رسوم عبور تسجل على المركبة.
وتفرض على كل المركبات الجديدة بالإمارة بعد تطبيق نظام التعرفة المرورية، عند ترخيصها رسوم تسجيل في النظام، وهي 50 درهماً مع وضع رصيد بقيمة 50 درهماً.
جاء ذلك خلال محاضرة مشروع التعرفة المرورية التي نظمها مكتب شؤون المجالس في ديوان ولي عهد أبوظبي بالتعاون مع دائرة النقل بأبوظبي والتي ألقاها المهندس إبراهيم الحمودي المدير التنفيذي لقطاع النقل البري بالإنابة في دائرة النقل، ومكتوم الكعبي المدير التنفيذي لقطاع التكنولوجيا، وحمد محمد بالركاض العامري، مدير فرع مركز النقل المتكامل في مدينة العين.
تطبيق ذكي
وقال مكتوم الكعبي المدير التنفيذي لقطاع التكنولوجيا وقائد فريق مشروع التعرفة المرورية في الجانب التكنولوجي بدائرة النقل في أبوظبي، إن دائرة النقل ستطلق تطبيقاً ذكياً عند بداية عمل نظام التعرفة المرورية الذي سيكون متاحاً لجميع أصحاب المركبات المسجلة في نظام التعرفة المرورية، ويمكنهم متابعة مركباتهم.
وتسمح دائرة النقل للمركبات المسجلة في إمارة بوظبي بدفع رسوم استخدام التعرفة المرورية عند تجديد المركبة، كما لديهم الخيار في تعبئة الرصيد، أما المركبات التابعة لمجلس التعاون الخليجي عند دخول أصحابها للدولة فتصلهم رسالة نصية لحظة التقاط التلفون لشبكة الإمارات إذا كانت «اتصالات» أو «دو» ومن خلال الرسالة يمكنه التسجيل في النظام جاء ذلك خلال الندوة التعريفية.
ربط منصات حكومية
ويعتبر نظام التعرفة المرورية الذي سيتم تطبيقه الأول من نوعه في ربط بعض المنصات الحكومية والاستفادة من البيانات مثل الهوية والسجل المروري، ولا يوجد توجه لتطبيق التعرفة المرورية في مدينة العين والبوابات التي تم تركيبها تتبع لجهات حكومية أخرى والتطبيق يشمل فقط 4 بوابات في جزيرة أبوظبي.
ويبلغ عدد مستخدمي الجسور في جزيرة أبوظبي حوالي 9% من عدد مستخدمي الطريق في أبوظبي، هنالك 90% يسكنون في جزيرة أبوظبي ومواقع عملهم فيها لا يعبرون الجسور من منازلهم إلى مناطق عملهم، كذلك 40% من الذين يسكنون خارج جزيرة أبوظبي في مدينة محمد بن زايد والمناطق الأخرى يعملون خارج الجزيرة ولا يعبرون عبر بوابات التعرفة المرورية، حيث إن نظام التعرفة المرورية سيطبق على نسبة 9% من الرحلات في جزيرة أبوظبي، وهي النسبة التي تتسبب في إرباك حركة النقل الحيوي في الجزيرة.
وأوضح أن عدد المركبات التي تدخل جزيرة أبوظبي عند ساعة الذروة الصباحية يبلغ حوالي 24200 سيارة، ويصل الازدحام المروري حتى منطقة محوي بمسار يبلغ 7 كيلومترات، فيما يتجاوز الازدحام في جسر المقطع مسافة 5 كيلومترات، حيث يبلغ متوسط سرعة السيارة في ساعة الذروة حوالي 28 كيلومتراً في الساعة، فيما صمم شارع جسر المقطع لتصل سرعة المركبة حتى 100 كيلومتر في الساعة، وشارع جسر مصفح حتى سرعة 120 كيلومتراً في الساعة.
جودة الخدمات
وأضاف أن جزيرة أبوظبي تضم المراكز الحيوية والسياسية في الإمارة، والازدحام المروري يؤثر على جودة واستمرارية الحياة والخدمات الحيوية الموجودة في الإمارة، فتتأخر الحافلات المدرسية وسيارات الإسعاف والدفاع المدني، والوصول إلى المطار في الوقت المناسب، وضياع الزمن خلال رحلة قصيرة للدخول والخروج من جزيرة أبوظبي، حيث يوجد 32 ألف طالب يتوجهون يومياً إلى مدارسهم خارج الجزيرة، وهنالك 10 آلاف طالب من خارج أبوظبي يدرسون داخل الجزيرة، وبعض الطلاب تستغرق رحلته من المنزل إلى المدرسة نحو 75 دقيقة والنسبة الأكبر أكثر من ساعة.
وأكد أن أبوظبي ارتقت بجودة الخدمات في البنية التحتية، ويجري الارتقاء بنوعية مستخدمي الطريق للتقليل من حالات الازدحام وتغيير توقيت بعض مستخدمي الطريق لتفادي ساعات الذروة، واستخدام الخدمات خارج الجزيرة، الصحية والحكومية والترفيهية والتسويقية، حيث يتم تطبيق رسم العبور 4 دراهم أوقات الذروة الصباحية من الساعة السابعة وحتى الساعة التاسعة، وفي ساعة الذروة المسائية من الساعة الخامسة وحتى السابعة مساءً، سيؤدي لتقليل عدد السيارات التي تمر بالمداخل الرئيسة بواقع 4 آلاف سيارة، وذلك لن يؤدي إلى الحد من الازدحام المروري بشكل كامل، ولكن يوفر حلاً من حزمة حلول أخرى يمكن تطبيقها، كما اشترت الحكومة حوالي 327 حافلة جديدة حتى يتمكن الذين لا يستطيعون دفع التعرفة المرورية استخدام الحافلات كبديل، كما يجرى وضع استثمارات بعشرات المليارات لبنية تحتية ووسائل نقل وتشريعات خلال السنوات العشر المقبلة، لاستمرار سلاسة الحركة المرورية.
ازدحام مروري مزدوج
وأضاف أن عدد السيارات التي يخرج سائقوها من جزيرة أبوظبي يومياً في الصباح في اتجاه مواقع عملهم يتجاوز 20 ألف سيارة، لذلك يوجد ازدحام مروري مزدوج للمركبات الداخلة والخارجة من الجزيرة، حيث يوجد ازدحام يبدأ من جسر الشيخ زايد يصل إلى جسر السعادة والسرعة لا تتجاوز 20 كيلومتراً في الساعة، مشيراً إلى أنه وقبل 3 أشهر تمت إضافة مسار جديد ليصبح عدد المسارات 5 بدلاً من 4 مسارات والتي تعتبر إضافة 25% للقدر الاستيعابية للطريق، ولا يزال الازدحام موجوداً، حيث يصل إلى مسافة 5 كيلومترات، فمهما تصرف الحكومة في البنية التحتية لن يقل الازدحام المروري ما لم تكن هنالك قوانين تنظم الحركة وتقلل العبور غير الضروري والأساسي في ساعة الذروة.
خطة شاملة
أكد مكتوم الكعبي أن نظام التعرفة المرورية في أبوظبي يعتبر جزءاً من خطة النقل البري الشامل في إمارة أبوظبي والذي بدأ إطلاقه منذ عام 2009، حيث كان عدد المركبات نحو 600 ألف سيارة مسجلة في إمارة أبوظبي وخلال 10 سنوات أصبح عدد السيارات 1.100 مليون سيارة بنسبة زيادة تتجاوز 80%، وكان عدد السكان 900 ألف نسمة بعد 10 سنوات أصبح عدد السكان مليوناً و700 ألف نسمة، وهي زيادة تعكس النشاط الاقتصادي والتطور في إمارة أبوظبي.
ولفت إلى أن حكومة أبوظبي استثمرت في مشاريع البنية التحتية مليارات الدراهم شملت طرقاً حيوية وأنفاقاً وجسوراً، مؤكداً أن الصرف العالي على البنية التحتية لا يضمن حركة سلسة للأنظمة المرورية، مثل سيارات الإسعاف والدفاع المدني والحافلات المدرسية إذا لم تصاحب ذلك أنظمة لتنظيم تملك السيارة واستخدامها مثل نظام رسوم مواقف، ونظام رسوم التعرفة المرورية، فلابد للصرف في البنية التحتية أن يُصحب بمجموعة من الأطر التنظيمية التي تقلل استخدام الطريق، لذلك صدر نظام مواقف الذي حقق فوائد كبيرة وتمكنت سيارات الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إلى مناطق كانت شديدة الازدحام، حيث كانت هنالك خطة لبناء 20 ألف موقف تحت الأرض بمبلغ يتجاوز 4 مليارات في ذلك الوقت لحل مشكلة المواقف وبعد تطبيق نظام رسوم مواقف بدرهمين للساعة أصبح هنالك فائض في المواقف السطحية، وتم إلغاء بناء 800 موقف تحت الأرض تبلغ تكلفتها مليار درهم.
تجارب
قال مكتوم الكعبي: إن نظام التعرفة المرورية يكلف السائق 4 دراهم عند المرور في ساعة الذروة ودرهمين عند المرور خارج ساعة الذروة، مشيراً إلى أن نظام العبور المروري حينما تم تطبيقه في دبي مع اختلاف الآلية والهدف ساهم في انخفاض الازدحام في شارع الشيخ زايد في العام الأول بنسبة 60%، وكذلك عند تطبيقه في مدينة لندن انخفض الازدحام المروري بنسبة 24%، وكانت تبلغ التكلفة 52 درهماً عن كل عبور.