ديوانها بحرٌ ليس من السهل الإبحار فيه.. متعدد الأعماق، بين ساحلٍ مفتوح وظلمة بعيدة مغلقة، وبين مغاصاتٍ مليئة ومتاحة، وعوالم مجهولة ليس لها وضوح أو حدود.. إنها تتعدد هكذا في كل قصيدة، بل وتذهب بعيداً إلى حدّ الدهشة التي قد لا توجد في تجارب شعرية مثيلة في المحيطين المكاني والزماني للقصيدة الشعبية.
إن أبرز ما يصادفك وأنت تقرأ ديوانها، ذلك الكم الهائل من الدلالات والمضامين والرموز الثقافية، بمعطياتها المكانية والتاريخية والاجتماعية على شكل مفردات وصور شعرية ثابتة في مكانها موسيقياً، وسابحة في فضاء المعرفة فنياً. هذا التناقض الجميل الإبداعي هو سر الأخذ بهذه التجربة الشعرية إلى ميادين الدراسة والبحث والمتابعة.
وتجربة الشاعرة عوشة بنت خليفة السويدي، واحدة من المنجزات الشعرية الحقيقية، فهي ابنة تجربتها ونسيج صياغتها ومضامين خبرتها الروحية. ولو أتيح للمتلقي العربي البعيد «نقصد عن اللهجة الإماراتية وشعرها»، أن يفهم هذه التجربة ويطّلع عليها بعمق، لوجدها ذات مضامين وبناءات مذهلة، تليق بأن تخرج من حيزها الجغرافي إلى فضاءات واسعة من الدراسة والبحث والترجمة والقراءات وفق رؤى نقدية متعددة.
تميز وعذوبة
منذ نشأة الأغنية الإماراتية على نطاق ملحوظ في الستينيات، ثم تطورها في السبعينيات وما بعدها، انتشرت قصائد الشاعرة «فتاة العرب» بين الأصوات الغنائية الإماراتية التي كانت جديدة في ذلك الوقت، ومنهم: حارب حسن وعلي بالروغه وجابر جاسم وميحد حمد وغيرهم. لقد حققت تلك القصائد انتشاراً واسعاً بين أجيال أخرى جديدة واصلت مشوارها حتى التسعينيات، ليبدأ مشوار جديد في السنوات الأولى من الألفية الثالثة على يد الشباب الذين أعادوا جميع تلك الأغاني بألحانها نفسها الأولى، ولكن بتوزيع جديد يتناسب مع معطيات التطور الفني.
كانت قصائد الشاعرة «فتاة العرب» واحدة من التجارب الشعرية العديدة في الساحة الإماراتية على صعيد القصيدة المغناة، لكنها حققت تميزاً لافتاً بسبب قربها من المتلقي في مجال اللهجة والصورة الشعرية والوزن والقافية ومعطيات أخرى فنية وموضوعية، تتعلق بعذوبة اللهجة وكيفية استخدامها في الصورة الشعرية. وللأغنية الإماراتية نكهتها حين يتعلق الأمر باللهجة، إنها تلك المفردات العذبة ذات الطبيعة الخاصة في النطق وتراكيب المفردات? ?والمعاني، ?وقد ?أغنتها ?قصائد ?الشاعرة ?عوشة ?بنت ?خليفة «?فتاة ?العرب» ?بقصائدها ?المغناة، ?والتي ?يبلغ ?عددها ?نحو ?ست ?وأربعين ?قصيدة ?مغناة ?بأصوات ?عشرات ?المطربين ?من ?مختلف ?البيئات ?الإماراتية ?والخليجية ?والعربية. ?لقد ?لفتت ?قصيدة «?فتاة ?العرب» ?جميع ?الشعراء ?والفنانين ?في ?الإمارات ?ومنطقة ?الخليج، ?وعرفوها ?شاعرة ?كبيرة ?لها ?حضورٌ ?واضح ?بين ?الأسماء ?الشعرية، ?وتميز ?أسلوبها ?بقوة ?البناء ?من ?جهة ?وسلاسة ?المفردة ?وتراكيبها ?من ?جهة ?أخرى.. إنها ?هكذا ?دائماً ?تبدأ ?وكأنها ?طائر ?قادم ?من ?الفضاء ?ليحط ?بهدوء ?على ?غصن (?هذه ?القصيدة ?لحنتها ?ليلى ?عبد ?العزيز ?وغناها ?جابر ?جاسم)?:
سلّمت لك في الحب تسْليم
وكله أحاسب عن صلاحي
واليوم منــك آشوف تلزيم
وان طعت لك فيه ارتياحي
العشق العالي
جسّدت الشاعرة «فتاة العرب» قيم الحب في شعرها بوضوح وفنية عالية، هكذا فتحت شبابيك التعبير وأمسكت هواء اللهجة الإماراتية بكلتا يديها، لتحولها إلى صلصال تشكّله كيفما تشاء! تبحث عن صورتها الشعرية في تاريخ العشق العربي، وتربط الماضي بالمستقبل، وتترك حيزاً حاضراً تقف فيه متفرجة على الصورة:
قيس بهوى ليلى تنكّر حالهْ
وامسى خليعٍ مِ الهوى مجنونِ
وحين تنتقل هذه القصائد إلى عالم الأغنية، تعطيها عمقاً موضوعياً ضد الاستهلاك، منها هذه القصيدة التي وردت في الديوان بعنوان (يا وحش ريمٍ في العدامه راتع)، وهي قصيدة لحنها وغناها جابر جاسم، تقول: الذي يلوم (قيس وليلى) ما هو إلا شخص (هبيل) قلبه مدفون في القبر، بينما هو حي يسير على قدميه دونما نبض!! تعبير متقدم في مجال حفظ الحق لمن يعشق ويهيم، وكذلك تقول: وأنا مثل (قيس وليلى) سُقيت في الهوى كأس المرارة بسبب خليلٍ غريرٍ سلّابٍ فاتنٍ جذّابٍ لعّابٍ خفيف الدم، خصاله راجحة وموزونة (غناها جابر جاسم):
خلّ غريرٍ فيه روعات الغوى
سـلاّب لدّ العاشق المفتونِ
جـــذّابْ لعّـابٍ خفيف دمّـــــه
الاّ خصاله راجحه لِوزونِ
تراحيب
من تراحيبها قصيدة أخرى بعنوان (هلا باللي نهلي به)، وهي قصيدة مكانية لهجةً وملامحَ وأمكنة، فيها تتابعُ صورٍ هائل، وعمق مكاني وثقافي، وشاعرية ساحرة. وقد غناها علي بالروغه وجابر جاسم في مرحلتين مختلفتين فنياً. وفيها إعادة صياغة لبعض التقاليد الاجتماعية التي ترفضها كالوشاة والحاسدين، وفيها أيضاً توظيف لطبيعة الأخلاق والتعامل وجمال الكلام الموزون، ثم كرم الضيافة عند العرب وكيف أنهم يقفون احتراماً لضيفهم ولو لمدة طويلة فتقول ولو أقف سنتين له (أنا في شوفته واجف ولو حولين باكمالِ)..
الشعر إذا اتَّسع
(مثايل) الشاعرة عوشة بنت خليفة تلزمنا بقراءة متأنية، مثلما أداها المطربون الرواد بذلك التأني والاحترام، فحملت أغانيهم أهمية ليست متوافرة عموماً في المحيط الفني الآخر. إن قصيدتها عبارة عن مشهد سينمائي مصور برؤية إخراجية متقنة، أو هي قصيدة مسرح يتماوج فيها الفعل الدرامي بحسب طبيعة المادة التي اختارتها الشاعرة، مثلاً المطر:
سقى الله دارنا عقب لمحولِ
حقوق الغيث من سحبٍ سرايا
حيابٍ ساقه الوسمـي همولِ
يـعـمّ الـيــود بـهْ كـل النّحـايــا
عسى عشرين يومٍ بالكمولِ
وعـشــر ايّـام تـتـلاهـا وفـايـا
تبدأ القصيدة بالدعاء «أن يسقي الله أرضنا بانهمار المطر، من تلك الغيوم والسحب القادمة من بعيد وكأنها تبشر بالمزيد من (حقوق الغيث).. هذا الخير القادم أسأل الله أن يعم به جميع المناطق والأنحاء في بلادنا، وعسى يبقى المطر لمدة عشرين يوماً في هطول كثيف ومن ثم عشرة أيام أخرى. هكذا تبقى تشع بروقها مصحوبة بالرعد الذي نسمعه في كل مكان».. هذا المشهد الحافل بالحركة يمهد فيما بعد للعشب والخصب والفرح وانتشار الناس في الأرجاء محتفلين راقصين مزهوين ببلادهم:
وسالت م الشّعاب الها سيولِ
تحدّر م الحزوم إلى الوطايا
عـلـى دارٍ بهـا ربعـي نزولِ
وخلاّني وشــفّي واصـدقـايا
إننا إذن أمام شعر واسع، بمعنى ليس ضيقاً في الرؤية، وكذلك ليس مقتصراً على غناء الذات والانشغال بالهم الشخصي، على أن هذه المضامين أيضاً مهمة، لكن المقصود أننا نقرأ شهادة مكانية من خلال قصيدة تفاعلية تتداخل مع روح المكان وتفاصيله. الأمر نفسه ينطبق على وصف الشوق والحب والحبيب والهجر واللقاء، أي بنفس ذلك الفضاء الشعري المفتوح على غنى المفردة وصورها. تقول «على الرغم من أن البعد والهجر قاتل بالنسبة للمشتاق، لكن لولا الشوق ومكابدة الحنين لم يكن للحياة مذاق»، وهكذا هي في البيت الذي يليه حيث (إذا كان الحب بلا عذاب فإنه سيكون سقماً)، إنها صور رائعة تفتح الخيال على فضاءاته، وهو أهم مطلب في الشعر:
يـقـولـون النّيا والبعد للمـشتاق قـتّالِ
ولولا الشّوق للمشتاق ما لذّت مشاريبه
عذاب الحب عذْب وراحته سقمٍ وغربالِ
ولا يدرس فنونه غيـر من مارس تجاريبه
المكان محمولاً على الصوت
نقلت «فتاة العرب» في الأغنية الإماراتية صوت المكان، ببيئتيه؛ البحرية والصحراوية، واستلهمت منهما صورها الشعرية.. نأخذ مثلا قصيدة (مويةٍ مِ اللج مزرقه)، والتي غناها بلحنين مختلفين جابر جاسم، وميحد حمد، هذه القصيدة تكشف عن طبيعة الحياة القديمة بين الصحراء والبحر، بحيث ترسم صورة البحار الذي يغوص بحثاً عن اللؤلؤ، وصورة الجمال التي ترعى في الصحراء دون وجود ماء:
مويـةٍ م الـلّج مـزرقّه
طـبّعـتني والهوى شامي
آه يا من عاين الـدّقّـه
في الخلا ورْكابـه حْـيامِ
هنا حالتان متناقضتان لكن النتيجة واحدة، فهي تقول في صورة البحر (إن الموجة العاتية أغرقتني وأنزلتني لشدة قوتها إلى قاع البحر)، بينما تقول في الصحراء (إن جمالها عطشى حيث لا قطرة ماء في ذلك الهجير الحارق). ونلاحظ أن الموت هو المعادل الموضوعي الذي يجمع بين كثرة الماء إلى درجة الغرق، وبين قلته إلى درجة الجفاف!. ومن الطبيعي أنها ترسم هذه الصور تعبيراً عن طبيعة المكان في أزمنةٍ كان فيها الناس يعتمدون على هاتين المهنتين.. هذه المعاني وصلت إلى الأغنية، فأغنتها بالموروث الاجتماعي والثقافي المكاني، بحيث حملت الأغنية صورة الحياة في الماضي.. وعلى الرغم من صعوبة بعض الصور الشعرية في قصائد الشاعرة فتاة العرب، إلا أن المطربين الإماراتيين لم يتوانوا لحظة في اختيارها كمادة مهمة ومعبرة عنهم، بل وأساسية في مسيرة الأغنية الإماراتية.
لماذا لقبت بـ (فتاة)؟
هناك ظاهرة عميقة في المشهد الشعري الإماراتي، وهي تعدد الأسماء الشعرية النسائية في الأغنية الإماراتية تحت ألقاب مستعارة تقريباً كلها تبدأ بفتاة. لا يعني لقب (فتاة) تلك المرحلة العمرية المحددة بفترة ما.. بل هو ذلك العمق الذي يشير إلى العقل والحكمة والوعي والشجاعة والكرم والموقف الراسخ. لقد بدأت ابنة الماجدي بن ظاهر رحلة التعبير عن حضورها، من قوة الموقف وهي تطلق على نفسها لقب (فتاة الحي) لما تعرفه عن قدرتها في مواقف حل الألغاز وقول الحكمة والنضوج. ثم إن حفيداتها وسّعن اللقب ليصبحن (فتاة الخليج، فتاة العرب، فتاة العين، فتاة الشارقة، فتاة جلفار، فتاة الساحل، فتاة دبي) وغيرها. ومن بين هؤلاء كانت فتاة العرب أول صوت شعري يدخل في نشأة الأغنية الإماراتية من خلال نصوصها المبكرة. فقد كان حارب حسن في البحرين، يوم التقى هناك محمد سهيل الكتبي، ومن المرجح أن تكون تلك السنة في أواخر الخمسينيات تقريباً، وكان محمد سهيل أكثر من الآخرين بحثاً في الأرشيف الشعري الإماراتي، وهو الذي احتفظ بقصيدة ماجد بن علي النعيمي «يا حبيب القلب عذبت الحشا» الذي توفي سنة 1948 وحصل عليها حارب حسن عن طريق محمد سهيل، كما أعطاه أيضاً مجموعة قصائد من بينها (تقول فتاة الحي بنت ابن ظاهر).. وفي تلك الفترة المبكرة اختار قصيدة أخرى لـ(فتاة الخليج)، وكانت هذه أول قصيدة تظهر للشاعرة عوشة بنت خليفة، والتي عرفت فيما بعد بفتاة العرب، وهي غير منشورة في ديوانها الذي جمعه الباحث حمد أبوشهاب.
لك ارتوازي دمع عيني
لي به عطاشى الحب يسقون
ينهل من جفني الحزينِ
لاهل الهوى ياللـي ينوحون
ليت العمر بينك وبينــي
يجْسم وانــا يا سيد ممنون
صفة (فتاة) جاءت متطابقة مع روحية قصيدتها، وصورها الشعرية التي انتشرت لاحقاً في الستينيات وما بعدها، ومنها مثلا القصيدة التي تشير إلى التمكّن والقدرة والإرادة، حيث الوقوف عالياً على قمم التطلع إلى بناء الذات:
برقا روس الشّرايف
مــــــا بنزل للوطاه
حيد الطّويل النّايــف
له فـي النّظرة حلاه
هذه القصيدة أول من تغنّى بها الفنان علي بالروغه، ليصل مع قصائد عوشة بنت خليفة إلى عدد آخر من اختياراته الشعرية. كان ذلك في أواخر الستينيات، فهو في سنة 1964 وما بعدها من سنوات الستينيات كان بالروغه يغني نصوص شعراء تعرّف عليهم مبكراً، بينهم الشاعر محمد إسماعيل الزعابي، والشاعر سعيد بن عمير الشامسي، والشاعر سالم الجمري. وفي دبي سمع بالروغه شعراً جميلاً للشاعرة عوشة بنت خليفة التي كانت يومها تلقب بـ «فتاة الخليج» ولقّبها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بـ «فتاة العرب» في العام 1989.
هكذا انتشرت قصائد فتاة العرب بين جابر جاسم وعلي بالروغه ولاحقا ميحد حمد وغيرهم العشرات. وكان كل من يشق طريقه إلى عالم الأغنية يبدأ مع قصائدها، وذلك ما فعله علي بن روغه «إلى جانب قصائد الجمري وآخرين»، فلحن وغنى لها: أحاول نوم عيني بالغصايب، أمسى غثيث رْقادي، بات جفن العين سماري، تختلي بالشوق سرايه، مرحباً يا سيد ساداتي، هلا بالّلي نهلّي به، يا رشا يا فوعة الفلِّ، يا فهيم في تعابيره، وغيرها من القصائد.
وفي تلك الفترة برز اسم فني جديد هو جابر جاسم، وقد بقيَ مع الأغنية الشعبية، حيث قصائد سالم الكاس وعتيج بن روضه وسلطان بن وقيش وسعيد بن عمير الشامسي وغيرهم، حتى بدأ في السبعينات مع قصائد فتاة العرب. كان ذلك بعد عودته من مصر سنة 1973، حيث درس ثلاث سنوات في معهد الدراسات الموسيقية، ثم عين رئيساً لقسم الموسيقى في إذاعة أبوظبي، وهنا بدأ يقرأ شعر فتاة العرب ويختار: يا شوق هزّني هوى الشوق، سلّمت لك في الحب تسليم، كم انعذلت وقلت ما طيع، يا كمّ يا عاذل تعذلون، ياهل الكتاتير الفواري، يالله ياللي للعباد معوني، بي حب بي محبوب بي شوق، شرتا مهبه لايف، مالك القلب ومعاليجيه، وقصائد أخرى.. كانت تلك الأغاني ـ ولا تزال ـ بصمة حقق معها جابر شهرة واسعة، ورددها عشرات المطربين في مختلف ميادين الفن، سواء في الاستديوهات أو على المسارح أو عبر الأثير.
ركن عود الهوى وفنه
القول الشعري هو أول الضوء الذي ينبعث من فيض قصائد الشاعرة فتاة العرب.. قصائدها كما الشمس، لا نستطيع أن نلمس ضوءَها بل نشعر بفيضها.. إشاعة ثقافة السلام والمحبة وتراكم القوافي الجميلة والعميقة ببعدها الإنساني. ثمة انسيابية في التعبير عن الذات، وبالتأكيد هي نابعة من مساحة الحرية الطبيعية بمعناها التلقائي في ثقافة المجتمع الإماراتي. وقد كان للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الدور الأكبر والأبرز في جميع مفاصل ومراحل وعناصر البناء الفني الثقافي، تشجيعاً ودعماً ومساهمة وبناءً، وهو الذي شجع المرأة على الخروج إلى ميادين الحياة، وممارسة الفعل الثقافي، ومنه الشعر والمسرح والغناء والعمل الأدبي والفني عموماً. أنشأ الإذاعة وكتب القصيدة واستضاف الفنان ومنحه روحية الأداء.. اختار القديم من الشعر واقترحه على الأصوات الفنية الناشئة، سأل في قصيدته فاتحاً الباب أمام الآخرين للرد والتفاعل. وهكذا قال للمرأة: اكتبي قصيدتك. من هنا جاءت قصيدتها مفعمة بالقول الحقيقي والقافية النابتة في مكانها دون مواربة أو تردد، حتى إنه، طيب الله ثراه، وجّه لها قصيدة، واصفاً إياها بأنها (ركن عود الهوى):
يا ركن عود الهوى وفنه
شاقني جيلك بالاوصافِ
طيف رؤيا لي مشجنـــه
شط بــك والحقك لاتلافِ